لك المجد يا عنوان الوطن لك المجد يا مروان البرغوثي

21/04/2022

 

كتب: محمود جودت محمود قبها

كبرياء يعلو كل عام ونهج راسخ في الأذهان سيد الكلمة انت والميدان لك المجد يا مروان مناضل صلب، صاحب إرادة عصية على الانكسار تذكر الانتفاضة الأولى التي اندلعت شرارتها عام 1987، حتى يتم التلويح بأحد أعلامها وقيادتها ومهندسيها، الذي كان له دور محوري وبارز في توجيه الشبان الفلسطينيين نحو مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وهو القيادي الفلسطيني البارز والأسير داخل السجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وبعد النطق بالحكم عليه، قام البرغوثي بترديد مقولته الشهيرة أمام المحكمة إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن .

مروان البرغوثي أنت نهر العطاء أنت الأثر الطيب الذي يضيء الحياة ، لا يطيب عطر الصباح أو نسيم المساء في غيابك، أنت في القلب يا أصالة النقاء ونهر العطاء ندعو الله أن يرد غيبتك ويرعاك أينما كنت، نفتخر ببطولاتك القوية على الأرض وتبرق السماء أمجادك الأبية، فأنت القابض على الجمر الصابر و القادر على التحدي، أنت حكاية العز والكرامة حكاية الشموخ والإباء ولكل حكاية بداية، والأيام المظلمة سوف تنجلي، وقريباً سيكسر قيد الظلم ويهزم الليل وينهض قلبك من عمق الركام إلى النور مثل العنقاء يتوّج بإرثه النضالي والوطني الأصيل الضارب في أعماق تاريخ الحضارة الفلسطينية بحق بها وأجيالها وأحداثها الجسام وطفراتها المتتالية وتقدمها المتواصل منطلق من امتداده الوطني العريق وانتمائه للوطن تعلم منه كل العالم ما معنى الحرية والبطولة .

بدأ مروان النضال التطوعي والتنظيمي وهو فتى، حيث اعتقل وهو في المرحلة الثانوية، وحصل على شهادة الثانوية وهو في السجن، وأمضى في المعتقل 5 سنوات، حيث عاش تجربة الحركة الأسيرة، وانخرط بعد إطلاق سراحه في الحركة الطلابية وأصبح عمودها الفقري، وتجلّى ذلك بانتخابه 3 مرات رئيسًا لمجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، ولعب دورًا وحدويًا للحركة الطلابية، ومن ثم أبعد إلى خارج الوطن في العام 1987 لمدة 7 أعوام، وكان حينها رئيسًا لمجلس الطلبة. وكان ينظر كل من الإسرائيليين والفلسطينيين إلى مروان البرغوثي بعد أبو جهاد على أنه مهندس الانتفاضة الأولى وعقلها المدبر، ومن ثم انتخب عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح في العام 1989، حيث كان أصغر عضو في المجلس.

عاش القائد مروان تجربة التشرد، وعرف ما يعانيه شعبنا في أماكن اللجوء والشتات، حيث كان ينظر إلى الشعب الفلسطيني ككل، ولا يقتصر على شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهذا منحه نظرة شاملة تعكس مصالح مختلف التجمعات الفلسطينية وكان مروان على تواصل مستمر مع شعبنا في الداخل ومع النخب الفلسطينية على اختلاف أنواعها داخل الوطن وخارجه، حيث كان متواضعًا يتقن الاستماع لوجهات النظر المختلفة معه من دون التقليل من شأنها.

مروان شجاع في الحرب وشجاع في السلام، فهو اعتبر أن أوسلو فرصة ويجب إعطاؤه الفرصة، وعمل على إقناع التنظيم به، ولكنه سرعان ما اكتشف أن أوسلو لم يؤد إلى إنهاء الاحتلال ولا إلى وقف التوسع الاستعماري الاستيطاني، وأن إسرائيل استخدمت العملية السياسية لاستكمال تطبيق مشروعها الاستعماري، فقاد الانتفاضة بكل شجاعة ومثابرة وإصرار .

مروان البرغوثي (أبو القسام) مناضل صلب، صاحب إرادة عصية على الانكسار، قائد سياسي ذكي ومحنّك، وصاحب رؤية سياسية ثاقبة، سياسي غنيّ بثقافته، عفيف النفس، نبيل الأخلاق ونظيف اليدين، متواضع إلى أبعد الحدود وتواضعه يستفزّ البعض أحيانًا، صاحب قدرات خطابية مميزة، شخصيته مليئة بالذكاء وخفّة الدم، ممتلئ فلسطينيته وممتلئ بإنسانيته، صاحب المكانة الشعبية العالية والكاريزما السياسية والروح الوحدوية، أصيل الانتماء، شامخ الكبرياء وكريم في الوفاء والعطاء، صديق وفيّ ويُقابل الوفاء بالوفاء، يخاصم برجولة ويصادق برجولة، يتقدّم في العطاء ويتأخر في الأخذ، مروان البرغوثي، هذا الصوت الآتي من الرحم الطاهر للأرض الفلسطينية، لم تُسكته ولم تُسقطه لا مدافع الدبابات ولا الطائرات ولا محاولات الاغتيال، ولا الزنازين وسنين القهر والحرمان والظلم في سجون الاحتلال، ولا تخاذل ذوي القربى، بل بقي صوتًا حرًا شريفًا مدافعًا عن حقوق شعبه وحريته وكرامته واستقلاله في كل الساحات، ظلمة الزنازين وسنين السجن لم تعتّم قلبه وروحه، بل بقي معطاءً، متسامحًا، رحب الصدر مع الجميع من أبناء شعبه، حاضر وبقوة في كل مراحل النضال الفلسطيني من لجان العمل التطوعي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي مرورًا بالشبيبة وأطرها ورئاسة مجلس طلبة جامعة بيرزيت وساحات السجون، ومن ثم الانتفاضة الأولى والثانية ومرورًا كذلك بالمجلس التشريعي .

وداخل السجون بعد عام 2002،لم يبخل علينا بالمبادرات والأفكار والبرامج من داخل الزنزانة، متقدّم الصفوف، يفرح لنجاح الآخرين حتى وإن كانوا من أصحاب الرأي الآخر، قائد لا يعرف الكلل ولا الملل، ويربّي الأمل في نفوس الآخرين، مليء بالطاقة والعنفوان ويقدّم الحلول والمبادرات والبرامج طوال الوقت، يعمل دائمًا على تجميع الناس وتوحيدها على البرنامج الوطني وعلى القواسم المشتركة؛ والأهم أنه يعرف كيف يوحّد الناس ويجمعهم، مجبول حتى النخاع في هموم الوطن والناس، خدمة الناس عنده واجب مقدّس، ورغبته في العطاء لا حدود لها، يعيش مع هموم الناس ولا يعرف أن يعيش إلّا مع الناس ومن أجلهم، مروان البرغوثي يتحدث دائمًا بإرادة ونفس وروح المقاوم، وبعزيمة ورؤية القائد، وبذكاء السياسي الفذّ و إيمان المنتصر بعدالة قضيتنا، ولا يُراهن إلّا على سواعد الفلسطينيين، له رؤية للكلّ الفلسطيني؛ في الداخل والخارج والشتات، ويقول: "يحق لكل فلسطيني كان في تشيلي أو في جنين وغزة أو مخيم عين الحلوة أن يُعبّر عن رأيه في قضية فلسطين"، الكلّ الفلسطيني شريك في مسيرة التحرر الوطني وكلٌّ حسب قدراته وظروفه.

يقول مروان البرغوثي: "أقطع يدي ولا اكتب اعترافاً، واني اعتبرت نفسي في مهمة نضالية وأنني أمثل الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة ومقاومته الباسلة وإذا كان الجلاد يملك من أدوات القتل والتعذيب والقهر الكثير وأنا منفرد وأسير مقيد لا أملك سوى إرادة المقاومة والإيمان المطلق بعدالة قضية شعبي وإذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي في دفع هذا الثمن".

*شارون قال حينها: أنه يؤسفه إلقاء القبض على البرغوثي وكان يتمنى أن يكون رماداً في جرّة

*أما الياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية في ذلك الوقت فقد قال: "إن البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاماً ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يجب أن يحاكم بلا رحمة وأن يبقى في السجن حتى موته .

*أما وزير جيش الاحتلال موفاز فقد قال: "إن اعتقال البرغوثي هو هدية جيش الدفاع للشعب الإسرائيلي في عيد الاستقلال".

مروان اسم يستقيم على خمسة حروف :

  ميم :  المآذن والمحبة والمطر والمأوى.

راء : الرفيق والرصاص والرحابة والرؤية الثاقبة

واو : الوطن والورد والوحدة الوطنية والوعد بالحرية

الف : الأمل والانتصار والاخ والاول في قلوبنا

نون : نجم ونهر ونار ونور .

أن المناضل مروان البرغوثي الذي يتوّج بإرثه النضالي والوطني الأصيل الضارب في أعماق تاريخ الحضارة الفلسطينية بحق بها وأجيالها وأحداثها الجسام وطفراتها المتتالية وتقدمها المتواصل منطلق من امتداده الوطني العريق وانتمائه للوطن تعلم منه كل العالم ما معنى الحرية والبطولة .

فمن كل قلوبنا نوجه كل  التحية والاحترام القائد مروان البرغوثي ان مثل القائد والمناضل سيبقى خالدا في ذاكرة الأجيال القادمة وسيبقى منهج نضالي رائع ،انه من الثابتين على عهد الثابتين والمخلصين للوطن الذي لن يتوانى للحظة عن تقديم الواجب الوطني ، وعزيمته وإيمانه بقضيته العادلة من اجل وطنه رغم ثقل الصعاب على كاهله إلا انه مستمر ، وماض لا يعرف كلل أو ملل يسلك كل السبل المتاحة له في سبيل الوصول الدفاع عن القضية الفلسطينية.