جنين تحاصر الاحتلال

11/04/2022

كتب: راسم عبيدات

جنين ومخيمها محفوران جيداً في عمق ذاكرة شعبنا الفلسطيني ووجدانه ...ويكفي القول بأن جنين هي جنين ا ل ق س ام،جنين لن ترفع الراية مهما اشتد الكرب والحصار ،فرايتها وهاجة خفاقة تطاول عنان السماء....جنين قدمت خلال عامين 32 ش ه ي داً عدا الجرحى والأسرى ...المحتل بات يدرك بأن جنين هي خزان ا ل ث و ر ة ا ل م ق ا وم جنين التي صمد مخيمها قبل عشرين عاماً في الإنتفاضة الثانية امام اعتى آلة حرب صهيونية ،وكبد العدو 24 جندياً قتلى  وغيرهم من الجرحى....جنين عنوان شعب بأكمله توجه رسائلها بكل الإتجاهات ،رسالتها الأولى للمحتل، بان جنين مهما اوغلتم القتل والقمع والتنكيل فيها،فالدم لا يجلب إلا الدم ،ونظريتكم بأن الفلسطيني الذي لا يخضع بالقوة يخضع بالمزيد منها سقطت الى غير رجعة،وهذا الشعب مصمم على نيل حريته وإستقلاله .....والرسالة الثانية الى السلطة الفلسطينية...رسالة تقول لماذا كل هذه المواقف المتخاذلة والخوف من تبني الرواية الفلسطينية،أي سلطة هذه التي تدين نضالات وتحيات شعبها ...؟؟ ...فجنين تدافع عن شعب بأكمله ...تدافع عن حقوق مشروعة ...تدافع عن وجود ...ولا تدافع لا عن مشروع اقتصادي او استثماري ...جنين زاهدة في كل شيء إلا في ا ل م ق ا و م ة وا ل ك ف ا ح و ا ل ن ض ا ل...والرسالة الثالثة الى المجتمع الدولي وفي مقدمته شلة النصب والدجالين من الأمريكان ودول أوروبا الغربية الذين هبو بزمن قياسي من اجل " نصرة" اوكرانيا ،لأن هناك انتهاك لسيادتها من قبل روسيا التي تدافع عن امنها القومي ...وامدوها بكل انواع السلاح وفرضوا الحصار والعقوبات على روسيا وذرفوا دموع التماسيح على حقوق الإنسان ....اما حين يتعلق الأمر بالشعب الفلسطيني والإنتهاك السافر لكل حقوقه من قبل المحتل الإسرائيلي،وممارسة كل أشكال القمع والتنكيل بحقه،فهذا لا يستحق الإدانة والإستنكار،ولا حشد الأساطيل والقوات وفرض العقوبات لمنع المحتل من الإستمرار في ج ر ا ئ م ه ،والأنكى من ذلك بأن هؤلاء اصحاب المعايير المزدوجة والإنتقائية في تطبيقها،والذين عرتهم الأزمة الأوكرانية على حقيقتهم واظهرتهم عراة من ورقة التوت التي لم تعد ساترة لعوراتهم،لم يساووا بين الجلاد والضحية فقط،بل وقفوا الى جانب الجلاد ضد الضحية ...ووصفوا م ق ا و م ة المظلوم والمضطهد والمحتل بالإرهاب ...هي ليست فقط ازدواجية معايير وانتقائية تطبيق،بل هي عنصرية مقيتة وتحقير وتسفيه وتشويه لكل معاني الإنسانية ومبادىء القانون الدولي والدولي الإنساني وما يسمونه بالشرعية الدولية التي لم يحترموها يوماً عندما كانت تتعارض مع مصالحهم واهدافهم،والشواهد كثيرة سوريا وفنزويلا والعراق وسوريا وايران وليبيا واليمن والصومال وكوبا وغيرها قائمة طويلة.

المحتل اعلن عن سلسلة عقوبات بحق جنين في شهر رمضان الفضيل،عقوبات يراد بها كسر إرادة أبنائها وتطويعهم وتدجينهم... وايصال رسالة لهم بأن كلفة النضال و ا ل م ق ا و م ة باهظة ...وأهل جنين وقواها وفعالياتها يدركون ذلك ويعرفونه جيداً ...ولكن جنين تعلمت جيداً كيف تتكيف مع الحصار،كما تعلمت قبلها غزة وسوريا ولبنان والعراق واليمن وايران وفنزويلا وكوبا .. تلك الدول صمدت وخرجت أقوى من تحت الحصار ...هم يمنعون دخول أهلنا وشعبنا اليها من الداخل الفلسطيني - 48 - مشياً وبسياراتهم ،ويمنعون سكان جنين وتجارها من الدخول الى الداخل الفلسطيني - 48 -،وكذلك منع الزيارات العائلية بين اهالي جنين وأقاربهم في الداخل الفلسطيني – 48 -...من أجل ضرب اقتصادها وشلها تجارياً واقتصادياً،ودفع السكان تحت وطأة الحصار لتجريد ا ل م ق ا و م ين من بيئتهم الحاضنة ...جنين ستدبر أمرها جيداً ولن تكون إلا كما كانت وكما عهدنا شعبنا الفلسطيني رأس الحربة في ا ل ن ض ا ل و ا ل م ق ا و م ة وحق على شعبنا واهلنا وكل شرفاء الأمة في هذا الشهر الفضيل دعم أهل جنين ونصرتهم ،دعم اقتصادهم ومنتوجاتهم ...وكذلك مد يد العون والمساعدة لكل المحتاجين منهم.

قلنا مليون مرة بأن هذه المحتل،هدفه تفكيك نسيجينا الوطني والمجتمعي،و"كي" وعينا،لينقلنا من الدفاع عن الوطن الى الدفاع عن المدينة فالقرية فالحي فالبيت ..وان يقتل ويشطب الرابط الوطني العام بين كل أبناء شعبنا،ويدفعنا للتفكير في الخلاص الفردي والتركيز على الهموم الخاصة والشخصية..وغرس مفاهيم الإحباط واليأس في صفوفنا .

مسؤول جاهز "الشاباك" السابق في دولة الإحتلال يوفال ديسكين مقال نشره في صحيفة " يديعوت احرنوت" العبرية اليوم الأحد "شدد ديسكين، على أنه "لا يوجد حافز أقوى من أجل تنفيذ عمليات فردية أو لتشكل تنظيمات محلية، من انتشار اليأس، الشعور بأنه ’لا يوجد مستقبل’، وخصوصا أنه ’ليس ثمة ما يمكن خسارته بعد الآن’ وأضاف ديسكين "انعدام القدرة على الحكم" و"غياب ردع" لا تتعلق بالمجتمع العربي فقط. "الفساد الخطير في السلطة الفلسطينية وغياب أفق سياسي أو اقتصادي يقود إلى انتشار مشاعر الاشمئزاز، النفور والكراهية لدى الجمهور تجاه القيادة. وأجهزة أمن السلطة، التي كانت مساهمتها كبيرة للهدوء الأمني النسبي في الضفة، منذ العام 2008، تفقد شرعية شعبية وسيطرتها تضعف".

جنين هي من تحاصر المحتل وليس المحتل من يحاصرها،جنين تصدع رأس المحتل ومن يتعاونون معه،ولربما نصل الى وضع كما قال فيه قادة الإحتلال بحق غزة التي سكنت في رؤوسهم وأصبحت تسبب لهم الصداع الدائم،لو أنهم يصحون ويجدون ان غزة قد ابتلعها البحر،ولتذهب غزة الى الجحيم،والآن هم سيقولون،متى نصحو ولا نجد اسم جنين ومخيمه على الخارطة.