أجمل الأمهات أمهات فلسطين روح القضية وصمودها

01/04/2022

 كتب : محمود جودت محمود قبها

في كبد الحقيقة تجلس الأم الفلسطينية على مقعد السنين تقص قصص الصبـر ووجع الفراق على فقدان الابن والأخ حتى ابيضت عيناها من شدة الدمع، وارتسمت بين تلك العيون ملامح القوة والتحدي والصمود وأصبحت الأم الفلسطينية المثال الرائع والشمس التي تضيء أرض فلسطين ليراها العالم وهى تقف بكل جدارة في وجه الظلم والاحتلال تاركة ورائها الخوف المهزوم ليكتب على جدار التحدي .. أنا الفلسطينية التي عندما استشهد ابني زغردت فرحاً ورقصت طربا وسقط الدمع من عيني سهواً، حقا.

إنها الأم الفلسطينية التي ترتدي الثوب المطرز والذي إن دل يدل على حكايات وقصص طرزتها السنين من ألم وحزن جعل من هذا الثوب رونقاً خاصاً وزخرفة تميزه عن كل أثواب العالم المزيفة، وإن كانت للحقيقة معنى فمعناه أن الأم الفلسطينية تحمل في نبض قلبها الصادق صمتاً يجعل الأمل الصامت يتحدث عن أمنيات عودة الابن الغائب ووحدة الوطن الواحد. فكتاب التاريخ الفلسطيني دائما يسجل بين السطور .

أن الأم الفلسطينية تحمل على عاتقها أعظم المسؤوليات في تحدى الصعوبات وكأنها تحمل الصبر كما حملت ابنها في بطنها على أمل أن يكون مستقبل غيرها من أبنائها وأحفادها مزروع بالحرية والاستقلال، واستشهد بالقول في كثير من المواقف التي تعرضت لها الأم الفلسطينية المثالية في الانتفاضة الأولى والثانية من تكسير للإرادة والعزيمة التي كانت تشبهه جذور شجرة الزيتون بقوتها وهي تتحدى ترسانة الحرب الإسرائيلية وتقف في وجه المدافع من أجل البقاء على الأرض من أجل الحفاظ على أبنائها.

ما أعظم الأمّ الفلسطينيّة وصبرها وصمودها ..

الأمّ الفلسطينيّة ليست ككل الأمّهات ! فهي ترضع أبناءها حليب أسود ،وتربّيهم على أنّ لا كرامة بدون وطن حرٍّ كريم ..هي مصنع الرّجال ،تنجب رجالاً يرفضون العيش بالذّلّ والهوان، يدافعون عن كرامتهم عن أرضهم وأعراضهم..

أفخر أن أقول أنّ أمّي فلسطينيّة ، هي امرأة شامخة صابرة، رغم أنّها مثقلةٌ الأحزان والجراح..

فهي في يوم تودّع شهيداً، وفي يومٍ آخر تبكي على ابنها الأسير، أو ابنتها الّتي في عمر الزّهور، نعم هي تبكي فهي في النّهاية إنسان، في زمن غابت عنه معاني الإنسانيّة ،ولكنّ دموعها رغم ألمها العميق في النّفس إلّا أنّها تقف شامخة أبيّة تذرف الدّموع وتقول: هذا ابني وهذه ابنتي فداءً لفلسطين ،إنّ لم نقدّم أبناءنا للجهاد ،والدّفاع عن الوطن في سبيل اللّه ، فكيف ستتحرّر فلسطين الحبيبة؟ وكيف سنكسر قيود الأقصى الأسير  بوركت حاميةً للأقصى، وحماكنّ اللّه أيّتها الخنساوات  هن أخوات الرّجال ،يقفن بكل شموخ وإباء، أمام الجنود المدجّجين بالسّلاح، لا تخشى إلّا اللّه، ترى في عينيها تحدٍّ وعزّة لا يقبل الانكسار  تحتمل ما لا يحتمل .

الأم الفلسطينيّة… امرأة تعانق المجد… ليست كأي امرأة إنّها لا تشبه أحداً ولا أحد يشبهها إنها الأمّ الصّابرة القوية، المؤمنة بقضاء اللّه وقدره، كل يوم تعيش الألم والحزن، فإن لم يكن ابنها شهيداً أو أسيراً، فربّما ابن جارتها ،أو أخوها، أو والدها ،أو حتى ابنتها .

لها كل الاحترام والتّقدير..

الكلمات تعجز عن وصفها ، إنّها حقاً أمّ لا تشبه أحداً لم يكتب التّاريخ عن أمٍّ أعظم من الأمّ الفلسطينيّة، فهي رمز وقدوة لنساء العالم ،مرابطة في أرض الرّباط ،تقوم بدورها على أكمل وجه ،لا تعرف الذّل والخضوع ،رغم الجراح والآلام!!

فداؤك نفسي وروحي ..

لو تطلبين الغالي والنّفيس، قدمته لك دون نقاش، أتمنّى لو أستطيع التّخفيف من ألمك أمي الغالية، سيأتي يوم تقفين فيه على باب القدس مهلّلةً مكبرةً بالنّصر والتّحرير ،تقولين لم يذهب دم ابني الشهيد سدىً ،لم يذهب شباب ابني الأسير بدون ثمن ،وآلامي وجراحي يداويها الزمن ، وتحرير ياقدس يستحق أغلى ثمن.

نزولا عند قول الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مــدرسـة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق الأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق أيما إيراق الأم أستاذ الأساتذة الألى شغلت مآثرهم مدى الآفاق المرأة الفلسطينية هي التي تملك أمنع الحصون فكانت أم الشهيد وأخت الأسير هن اللواتي ارتدين الصبر ثوبا لهن ... هن اللواتي جعلن من دموعهن قطرات من ندى تروي ظمأ فلذات أكبادهن في سجون الاحتلال .

هي الأم الثكلى والأرملة الصامدة هن من يافا وجنين هن من اللد والرملة ورام الله ونابلس والخليل ورفح وخانيونس وبيت ساحور وبيت جالا وبيت لحم ومخيم اللاجئين هي من غزة هاشم هي المقدسية الصابرة ... هي الأم الفلسطينية غنوا لها وتغنوا بها، فقالوا يا جارة الوادي وزادوا زيديني عشقا زيديني ... هي مريم البتول هي خديجة زوجة الرسول هي الأم الرحيمة تيريزا هي زنوبيا ونفرتيتي هي شجرة الدُر ... هي المرأة التي وضعت الجنة تحت أقدامها وهزت السرير بيمينها العالم بيسارها .. هي الجدة العطوف هي الفراشة الملونة بكل ألوان الطيف و الحنان هي المرأة الشرقية العربية هي التي اختصرت كل نساء العالم هي المتعلمة المثقفة التي جعلت من كل رجلٍ رجلاً عظيما وتربعت بذلك على عرش القلوب و عرش المماليك. أتمنى لكل أم مثالية، أم مخلصة، أم حنونة ، أن تحقق ما تصبو إليه نفسها، وأن تعيش في راحة وأمان وتجد مستقبلاً زاخراً بالحب والوفاء إليك يا نبض قلبي المتعب اليك يا غادة عمري إليك أنتِي يا أمي.

وحتى ذلك اليوم أدعو كلّ إنسان حرّ أن لا ينسى الأمّ الفلسطينية الأسطورة ،يقدّم لها ما يستطيع ،فهي قدمت للوطن وقدمت كل شيء لفلسطين .

 كل عام والمرأة الفلسطينية المناضلة الصامدة المقاتلة في ألف خير