لا هدوء مع التطرف الصهيوني على الأرض الفلسطينية المحتلة

23/03/2022


بقلم: د. هاني العقاد

  
اثبتت علمية بئر السبع الفدائية الأخيرة ان التطرف والكراهية والقتل وهدم القري والاستلاء علي أراضي الفلسطينيين لا يجلب الهدوء، فلا هدوء طالما بقيت دولة الاحتلال تشجع المتطرفين اليهود لارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية والقدس, مؤخرا وصل الامر الي الداخل الفلسطيني المحتل كالنقب والعديد من المدن الفلسطينية بالجليل والمثلث واللد والرملة. لم يكن التطرف وليد المرحلة او جاء مع حكومة (نفتالي بينت)  بل ان هذه الحكومة ورثت التطرف كنظريات وممارسة واولها التمييز العنصري, ليس هذا فقط بل ان هذه الحكومة زادت من معدلات التطرف الرسمي وغير الرسمي وأصبحت هناك قيادات سياسية وأعضاء كنيست ترعي وتوجه وتتبني اعمال كراهية ضد العرب الفلسطينيين في كل مكان واهمها في القدس العاصمة الفلسطينية الأبدية التي تشهد منذ فترة طويلة جداً صراع حقيقي يكشف كم هو الاحتلال الصهيوني بشع ومتطرف لدرجة ان أهلنا بالقدس لا يناموا  في بيوتهم او يبتاعوا في متاجرهم بمأمن ,ولم يعودوا قادرين علي حماية اطفالهم من عمليات الاعتقال والإقامة الجبرية والاعتداء الجسدي التي تقودها عصابات المستوطنين  التي تشكلت وتدربت في معسكرات جيش  الاحتلال بل وزودت بالسلاح علي مسمع ومرأي من حكومة هذا الكيان الإرهابي.

تسعي دولة الاحتلال لتحقيق الهدوء الذي هو بلازما الحياة الحقيقية لكافة سكان كيانهم لكن لا تريد بالمقابل ان تتخلي عن الاحتلال والتطرف وبث الكراهية والعداء للفلسطينيين أصحاب الأرض التاريخية ,ولا تريد ان تعامل أي فلسطيني كبشر  له حقوق مدنية وسياسية اقرها القانون الدولي ,فالفلسطينيين بالداخل الفلسطيني المحتل ليسوا اكثر من مواطنين من الدرجة المائة  في تصنيف دولة الاحتلال ,لا حقوق مدنية ولا سياسية وهم غير معترف بهم كقومية عربية ولا حتي معترف بقراهم واراضيهم التي يمتلكوها قانونيا ,علي الرغم من ذلك لا يحق لهم الحصول علي جنسية ولا علي أي معاملة بالمثل كاي يهودي سواء في تلقي الخدمات او العمل.

صحيفة معاريف العبرية كشفت مؤخرا عن نتائج استطلاع مهم جدا تم نشرة بمناسبة اليوم العالمي ضد العنصرية بين هذا الاستطلاع ان 94% من الفلسطينيين داخل أراضي العام 1948 يتعرضون للعنصرية والتمييز حيث اظهر الاستطلاع ان 69% يتعرضون للعنصرية في الأماكن العامة و41% واجهوا العنصرية في التعامل داخل المؤسسات الاكاديمية وان 86% تعرضوا للعنصرية والتمييز والكراهية في أماكن العمل المختلفة داخل دولة الكيان. إذا كانت هذه النتائج تتحدث عن حال الفلسطينيين الذين يعيشون تحت القانون الإسرائيلي، فما بال الفلسطينيين الذين يعيشون بالضفة الغربية والقدس من العنصرية الصهيونية والتمييز لكونهم فلسطينيين عرب يناضلوا من اجل الحرية والاستقلال وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.

(ايتمار بن غفير)  عضو الكنيست الصهيوني عنوان لهذا التطرف وممارسة الكراهية التي بسببها يعتدي علي الفلسطينيين وهم في بيوتهم كما حدث مؤخرا في حي الشيخ جراح وباب العامود وكما تمثل من اعتداء علي الأسير المضرب عن الطعام (هشام أبو هواش) في مستشفى (اساف هاروفيه) ,واليوم طالعتنا الاخبار بان هذا المتطرف اصبح يقود عصابة صهيونية مسلحة تحت مسمي ( بارئيل) الاجرامية التي خصصت للاعتداء علي الفلسطينيين في النقب وقلعهم من مدنهم وبيوتهم وتهجيرهم في مخطط بدأته حكومة (نفتالي بينت) نفسها   أوكلت المهمة بعد ذلك للعصابات الصهيونية وبقيت توفر لهم الحماية القانونية والأمنية .

الامور غاية في الخطورة على الأرض الفلسطينية مع انغلاق الأفق في تحقيق السلام ورفض حكومة (نفتالي بينت) القبول بالمفاوضات مع الفلسطينيين وامعان هذه الحكومة في القتل والاعدامات الميدانية وهدم البيوت وسرقة الأراضي وإطلاق يد المستوطنين ليفعلوا ما يعبر عن حقدهم وكراهيتهم بحق الفلسطينيين العزل، ومادام الفلسطينيين يواجهوا تهديدات يومية بالقتل والتهجير في كل مكان لا اعتقد ان دولة الكيان ستحقق الهدوء باي شكل كان. ت

خشي دولة الاحتلال اليوم من انتفاضة موسمية قد تفجر الاوضاع في القدس التي هي مسرح الصراع وعنوانه بين الصهاينة والفلسطينيين وتخشي ان تتولد دوائر دم بين الفلسطينيين والمستوطنين الذين يتحصنوا بدعم قوات الاحتلال وشرطة الحدود في القدس خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك وبمناسبة أعياد الصهاينة المتطرفين. كما تخشي دولة الكيان ان يخرج المشهد في القدس عن السيطرة وتتدخل المقاومة الفلسطينية في غزة وخاصة ان دولة الاحتلال لم تحقق أي مما تم الاتفاق علية بواسطة الوسطاء في مصر لغزة ولم تبدأ عملية اعمار غزة او حتى فتح المعابر والسماح بإدخال المواد التي منعتها دولة الكيان بحجة انها ذات استخدام مزدوج.   

  المنطقة تشهد اليوم حراكا واسعا للتهدئة ومحاولة نزع فتيل التفجير قبل حدوثه. مصر استضافت قمة ثلاثية بشرم الشيخ والملك عبد الله الثاني سياتي الي رام الله واتصالات المستويات المختلفة بدولة الكيان لم تنقطع مع الفلسطينيين، والتسهيلات للفلسطينيين على المستويين الأمني والاقتصادي مازالت وعدوات ليس أكثر. ان صاعق تفجير المشهد من جديد في القدس وكامل الأراضي الفلسطينية بما فيها الداخل الفلسطيني المحتل الان وفي كل وقت هو بيد دولة الاحتلال نفسها التي تريد الهدوء ولا تريد ان توقف تطرف المستوطنين واقتحامهم للمسجد الأقصى وتقسيمة زمانية ومكانيا والسماح لحاخامات الهيكل بذبح القرابين داخل المسجد الاقصى ,وتريد الهدوء وتشجع بذات الوقت  المسيرات الاستيطانية تحت مسميات مختلفة في باب العامود الذي بات يعتبر رمز السيادة الفلسطينية وساحة صراع يومي ,وما بات مهما ان تعرف  حكومة (نفتالي بينت) ان لا اتصالات مع الفلسطينيين او الأردنيين او المصريين يمكن ان تؤمن صاعق تفجير المشهد في الأرض المحتلة انطلاقا من القدس  في ظل ممارسة التطرف الصهيوني بكافة اشكاله وبقاء التحريض والكراهية  والعنصرية والاضطهاد الديني والسياسي سيد الموقف.