وطن للأنباء: قال الأسير المحرر هشام ابو هواش إن معاناة الاسرى الاداريين تنبع من واقع التجديد المستمر لأمر الاعتقال الإداري، ومن احتمالات وإمكانية اعادة الاعتقال بعد الافراج عن الأسرى الإداريين، وهو ما يجعلهم يفضلون قضاء فترات طويلة في سجون الاحتلال بدلا من الاعتقال الإداري.
واضاف أبو هواش أن الاسرى في الفترة الاخيرة دخلوا معركة حقيقية مع ادارة مصلحة سجون الاحتلال فيما يتعلق بالاعتقال الإداري، الأمر الذي يتطلب الالتفاف حولهم وإسنادهم ودعم مطلبهم بالحرية والإفراج الفوري عنهم، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي .
واكد الاسير المحرر ابو هواش خلال حديثه لبرنامج "وطن وحرية" الذي يقدمه الزميل عبد الفتاح دولة عبر شبكة وطن الاعلامية أن الاحتلال كان مصدر المعلومة الوحيد له أثناء إضرابه عن الطعام ، في ظل منع أسرته والمحامين من زيارته ، مشيراً إلى أن إدارة السجون أخبرته بعدم وجود فعاليات مساندة له ، وأن رفاق الأسر تركوه وحيداً دون أي إسناد في محاولة سافرة لزعزعة ثقته بنفسه وبرفاقه.
وتابع أبو هواش بالقول : "تعرضت لضغوط كبيرة وصلت حد التهديد بالقتل ، وضعوني أمام خيارين اما الموت واما فك الاضراب".
وفيما يتعلق بالضغط على الأسير أبو هواش لكسر إرادته وإجباره على فك إضرابه عن الطعام ، قال إن "إدارة السجون كانت ترفض نقلي إلى المستشفى في البداية وأبلغتني بعد 90 يوما من الاضراب بأنني سأبقى في السجن ، وبعدما تدهور وضعي الصحي بعد 120 يوماً من الاضراب المتواصل عن الطعام تم نقلي إلى المستشفى، مع تأكيد الشاباك بان ملف اعتقالي الإداري سيبقى مجمداً ".
وبّين أبو هواش أنه جرى تزوير ملفه الطبي بشكل كامل لاقناع المحكمة رفض الاستئناف له ومن أجل كسر عملية النجاح التي حققها الاسرى بالاضرابات الفردية السابقة.
وقال أبو هوّاش "في الأيام الاخيرة من إضرابي عن الطعام دخلت في غيبوبة متقطعة، كنت استفيق منها لخمس دقائق في اليوم الواحد وأعود للغيبوبة"، مؤكداً أنه لم يكن يعرف أن عائلته بجانبه وأن عدداً كبيراً من الزوار والمتضامنين كانوا إلى جانبه في المشفى.
وأوضح أبو هواش أن إضرابه عن الطعام أخذ منحى آخر ، وقال : "عندما أبلغتني إدارة سجون الاحتلال بأنني سأموت ، وأن إدارة السجون لن تسمح للأسرى بالإضراب عن الطعام من بعدي وذلك لكسر إرادتهم ، تولد لدي شعور قوي بضرورة الصمود والتحدي والإصرار، وضرورة الاستمرار بإضرابي لأن الإضراب أصبح لا يمثلني لوحدي ، بل يمثل إرادة كافة المعتقلين الإداريين ومطلبهم بضرورة إنهاء سياسة الاعتقال الإداري التعسفي".
وأضاف أبو هواش قبل أن أدخل في غيبوبة طويلة عرفت من وقف معي من أبناء شعبي ، وعرفت أن المقاومة الفلسطينية وقفت بجانبي ودعمتني وساندتني، ما شكل دافعاً لي للاستمرار في الاضراب مهما كلف الثمن ، بغض النظر عن النتائج.
وانهى أبو هواش حديثة بأنه كان سعيدا جدا يوم الافراج عنه وكان فرحاً بلقاء عائلته وأهل بلدته، ولقاء من دعمه وسانده طيلة فترة إضرابه عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري التعسفي وللمطالبة بإنهاء اعتقاله والإفراج الفوري عنه، وقال في ختام حديثه : " الشعب الذي استقبلني ووقف معي في أيامي الصعبة لن يكسره أحد " .