خلال برنامج "أصوات عربية حرة".. السودان يرفض زيارة الوفد الإسرائيلي للخرطوم وهدف الزيارة ترسيخ حكم العسكر

26/01/2022

وطن: أكد ضيفا برنامج "أصوات عربية حرة" الذي تبثه شبكة وطن الاعلامية وتقدمه الصحفية آلاء العملة، أن المجتمع المدني السوداني على اختلاف توجهاته، يرفض استقبال الوفد الإسرائيلي في الخرطوم، مؤكدين على أن حكم العسكر لا يمثل الشارع السوداني.

المصالح المتبادلة بين الاحتلال والنظام الديكتاتوري في الخرطوم:

وقال مساعد هيئة دعم المقاومة في السودان محمد الفضل إن زيارة وفد دولة الاحتلال للخرطوم جاءت  في سياق تحالف الهاربين  نفتالي بينيت والبرهاني، موضحا ان نفتالي بينت جاء ليمثل اليمين المتطرف في دولة الاحتلال.

مضيفاً أن الاحتلال يهدف من هذه الزيارة إلى  كسب اقطار عربية جديدة لكسر الحصار الناشيء عليها ، خاصة  بعد العدوان الاخير على غزة التي انقلبت فيها المعادلة لصالح المقاومة الفلسطينية.

وأوضح الفضل أن السودان كدولة فقيرة ونامي،ة تحاول جهات مستفيدة إقناعها أن التطبيع سيدخلها في تطور اقتصادي كبير، وهو ما اعتبره الفضل خيالاً خاصة أن التطبيع لم ينعكس إيجابياً على الدول التي سبقت السودان في عملية التطبيع مثل جنوب السودان وأرتيريا.
وقال الفضل ان  البرهاني يحاول من خلال التطبيع ان يفتح علاقاته مع الدول االمساندة للكيان مثل بريطانيا والولايات المتحدة ليرسخ الانقلاب الذي قام به في 25 اكتوبر في اكتوبر الماضي بمحاولة لتنكر للشعب السوداني وانجازاته.

ومن جانبة قال رئيس تحرير"مجلة المواكب السودانية" عماد ابوشامة، إن الزيارات التي تقوم بها دولة الاحتلال لا تليق بتاريخ دولة السودان التي عارضت تاريخياً فكرة التطبيع، موضحاً أن قبول هذا الجسم الغريب كامر واقع  لا يصب في مصلحة السودان، انما هو محاولة للخروج من الازمة التي يعيشها  معتقداً ان بعلاقته مع إسرائيل  يستطيع أن يفتح علاقة مع الولايات المتحدة الامريكية".

وأضاف أن هذه الزيارة جاءت متزامنه مع زيارة المبعوث الامريكي للقرن الإفريقي لتوجية رسالة مضمونها أنهم قادرون على انقاذ الشريك الاساسي للتطبيع، مؤكدا ان توقيت الزيارة جاء من أجل خروج المكون العسكري من الوضع الذي تعيشة في السودان، ومن الرفض الجماهيري الكبير لقرارات 25 اكتوبر الشهر الماضي.

الشارع السوداني يرفض التطبيع:

وحول تقبل التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، أوضح محمد الفضل ان دولة الاحتلال تستفيد من عملية  التطبيع مع السودان بتحقيق نصراً معنوياً، كون السودان تاريخياً  كان صاحب اللاءات الثلاثة: ( لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض )، التي اطلقها السودان بعد حرب النكسة عام 1967 م وكون السودان منذ استقلاله داعم للقضية الفلسطينية .

ومن جهة أخرى تحاول دولة الاحتلال توظيف المجلس العسكري لديها، معتقدة أن المكون العسكري يشكل قوة لمكافحة ما يصفونه بالإرهاب الاسلامي وقوة لتسليح المقاومة الفلسطينية ومقاومة الهجرة الغير شرعية لأوروبا.

وفي حديثة عن مقاومة التطبيع في السودان قال إن الطريقة للمقاومة تاخذ الشكل المنظم وأن ( هناك اكثر من 10 هيئات مختصة منها الهيئة التي يمثلها )، وأن هذه الحراكات تنظم بشكل ممنهج وقفات احتجاجية، وتقف  في وجه إدخال التطبيع إلى المناهج التعليمية، إلى جانب الضغط الشعبي عن طريق المقاومة السلمية، والتي تجلت في المظاهرات الداعية لإسقاط حكم العسكر ومناهضة  التطبيع .

وأشار الفضل أن حكومة السودان الدكتاتورية لا تستجيب لهذا الشكل من المقاومة، ولا تشكل أي ضغط عليها، لكن وفي حالة  تشكيل  حكومة ديمقراطية منتخبة تمثل الشعب السوداني سينتهي موضوع التطبيع للأبد.

وحول جدوى مناهضة المقاومة الشعبية للتطبيع،  قال الفضل إن هذه المقاومة تمهد لما بعدها في لحظة الانتقال إلى النظام الديمقراطي، و التي تجعل كل الأحزاب المتنافسة تلقي بالاً للجهود الشعبية ضد التطبيع، ومن جهة أخرى فإنها تتطمئن الشعب الفلسطيني أن الشعوب العربية والإسلامية والإفريقية لم تتخلى عن قضيته ولا تزال على راس أولويات الشعوب، ولا تقبل البيع أو المساومة. 

من جانبه قال عماد أبو شامة إن الشعب السوداني لم يتزحزح عن فكرة مقاومة التطبيع، بل إنه مقاتل ومدافع شرس للقضية الفلسطينية، وشارك المواطن السوداني في مقاومة الاحتلال وحمل السلاح في حقب زمنية مضت، وهو اليوم يعتبر فلسطين كانت ولا تزال قضيته الأولى.

النشطاء يدفعون الثمن:

وحول ما يتعرض الشعب السوداني بمقاومته للتطبيع، قال محمد الفضل إن  الحكومة تلاحق كل من تسول له نفسه بمعارضة العكسر ومن ضمنهم مناهضي التطبيع، مضيفاً أن  السجن والقمع والضرب والمنع من السفر والابعاد هو مصيركل من يقوم بأننشطة مناهضة للتطبيع، وقال: "الحكومة تتعقب وتلاحق الهيئة الشعبية لمقاطعة التطبيع بشكل ممنهج، وتمنعهم من الظهور  في وسائل الاعلام وتقيد حرياتهم وتضعهم  تحت الرقابة الدائمة

وانهى حديثة بأن مشروع التطبيع تستفيد منه دولة الكيان اقتصادياً، إلى جانب حصولها على مساحات في المجال الجوي السوداني ما يقلل من مسافات الطيران، مشيراً إلى أن الزيارة الأخيرة للخرطوم يطرح الاحتلال من خلالها  نفسه كحامي لمشروع الهجرة غير الشرعية لينال مزيدا من الدعم الأوروبي.

ومن جانبة قال عماد ابوشامة رئيس تحرير"مجلة المواكب السودانية"، إن دولة الاحتلال بخلاف الدول لم تعارض قرارات  المكون العسكري، محاولة إظهار أن ما يجري في السودان شان داخلي لاخراج البرهاني من مأزقه.

وأردف في نهاية حديثة ان الاعتقاد السائد عند البرهاني، أن التطبيع قد يجلب للسودان حلولاً لمشاكله  الأمنية والاقتصادية وهو اعتقاد خاطيء، فالدول التي طبعت ما الاحتلال تعقدت مشاكلها ولم تستفد من التطبيع، والاحتلال لا يهدف من هذه الزيارات سوى بث الفتنة و الاقتيات على هدم الدول العربية و التغذي على خرابها.