صادقوا أبنائكم

23/01/2022

 

كتب: جلال نشوان

الأبناء، هم هبة الله

وزينة الحياة، وبهجتها

هم قيثارة القلوب، التي تعزف أجمل الألحان

أودع الله فينا، أمانة ثقيلة، فعلينا أن نرعاها، ونرفق بها 

أنهم فلذاتُ أكبادنا، وثمارُ قلوبنا، وبهجةُ نفوسِنا

هم النغم السماوي الذي يدغدغ نوابض الحنين، ويمس شغاف القلوب، ما أجملهم وما أروعهم، وهم يمرحون ويلعبون 

من حبات العيون نربيهم

نسهر وهم ينامون

ونقلق ونتوتر عندما يطول غيابهم

ينتابنا الألم عندما يغضبون

ومن هذا المنطلق، يجب أن نصادقهم ونرعاهم وذلك بغرس القيم والأخلاق في نفوسهم وصياغة شخصياتهم، وتحصينهم، من أي أذى، لأن وقايتهم، تساهم في إصلاح أنفسهم، وصلاح المجتمع وفي الحقيقة : إنّ غرس  القيّم الأخلاقيّة  في نفوس الأبناء ،تهدف إلى  خلق جيل واعي ومثقف وسليم نفسيًا، وبناء مجتمع سليم ومُعافى من كل الأمراض التي تهدد استقرار المجتمع الفلسطيني.

  ثقافات غريبة، تغزو بيوتنا ، لم نعهدها من قبل  والمربُّون لا يكلفوا أنفسهم  التقرب من أبنائهم ، حيث نسمع كل يوم عن جرائم تحدث ، وللأسف معظم ضحاياها من الأبناء الذين سددوا فاتورة  اللامبالاة وغفلة الآباء.

إن كثْرة الإغراءات والإغْواءات التي يشاهدها الأبناء على  مواقع الإنترنت. تحتم على الآباء، تفعيل الدور الرقابي على تفاصيل حياة الأبناء  لأن المسؤوليَّة جد عظيمة، والأبوة ليست مجرد كلمات أو مسألة ثانوية ، بل أمانة أودعها الله فينا ، 
إن مسيرة تربية الأبناء، مسيرة شاقة، تحتاج جهود كبيرة، لتلمس الطرق السليمة   في التعامل مع الإبن في كافة مراحل حياته.

إن  بناء الثقة بين الأب وإبنه  أحد أبرز وسائل التربية الحديثة  ، بحيث تكون هذه العلاقة ، علاقة إحترام  ومحبة ، وثقة ، وعندما يضع الاب الثقة في إبنه ، يكون قد نجح في خلق علاقة صحيحة.

أما اسلوب القمع الذي يمارسه بعض الآباء ، فهو أسلوب مدمر ويؤدي لنتائج عكسية وعواقب وخيمة   في نشأتهم وحياتهم ومستقبلهم.

وانا إجالس أحد الأصدقاء ، كان مبدعاً في تعامله مع ابنته سارة  الصغيرة  التي تفوقت على معظم زملائها  ،والٱن تدرس في الولايات المتحدة الأمريكية ، وتعيش مع أسرة إمريكية ، وتفوقت على زملائها الأمريكيين.

إنها مسيرة تحتاج إلى تربية سليمة ، فكونوا مع أبنائكم دوماً

أعطوهم الثقة

حملوهم المسؤولية ، ستجنوا  ثمار نجاحاتهم  

لا تجعلوا  علاقتَكم  مع أبنائكم  علاقة عسكريَّة، علاقة قائمة على الأمر والنَّهي، والسمع والطاعة. لا تقزموا  أفعالهم ، بل وضحوا لهم بإسلوب متحضر أين أخطأ وأين أصاب ؟ فرفقاً  بمشاعرهم وأحاسيسهم ، فالنفس إذا انكسرت هيهات علاجها
فما أجمل أن يرى الأبناء محبَّة ٱبائهم ، يلتمسوا  الرقة   في كلماتهم ، ونظراتهم ، وأفعالِهم

اقتربوا من أبنائكم

وكونوا معهم ، فمجتمعنا يزخر  بالعباقرة والمبدعين

صادقوهم

جالسوهم

استمعوا لهم