غلاء المهور من أسباب عزوف الشباب عن الزواج

19/12/2021

كتبت : سندس ابو سنينة


يعد غلاء المهور من أحد أسباب عزوف الشباب عن الزواج في وقتنا الراهن ، فالذي يكون مقبل على الزواج يصدم من قيمة المهر الذي يطلبه أهل الفتاة ، مما يجعله يبحث عن فتاة مناسبة ترضى بأقل التكاليف التي يحددها بمخيلته وتناسب تحويشة العمر ، فيصح الشاب يفكر ملياً بموضوع الزواج خاصة انه لا يقتصر على المهر فقط ؛ بل ما يرافقه من تكاليف الزواج التي لابد منها ،وتوابعه من ومنزل وأثاث ومصاريف ، فيطول فترة البحث عن الفتاة المناسبة ومع مرور الأيام والسنوات ترتفع المهور أكثر .

ومن أسباب غلاء المهور هو الأهل ؛ حيث يعتبر الأهل انه كلما زاد المهر كلما كان ضماناً لمستقبل ابنتهم ، وبالتالي تكون سعيدة ومرتاحة ، وان من يدفع مهر أكثر يكون أجدر بابنتهم ، فأول ما يقولونه الأهل لابنتهم "لو مات جوزك مين بدو يصرف عليكي وعلى ولادك بتصرفي وقت الحاجة ، هاد حقك يا بنتي" . وأيضا يعتبرون بعض الأهل ان ظروف الناس مثل بعضها ، فمثلما كان مهرُ الأخت الأكبر يكون مهر باقي البنات الاخريات ؛ لا ينظرون أحيانا الى كون الظروف المادية مختلفة من شخص لآخر ، وليس الجميع قادر على تحمل المبلغ المفروض عليهم .

رأي الناس: ينظر الناس الى الفتاة التي تتزوج بمهر قليل على انها فتاة بسيطة وأهلها بسطاء، او الزوج فقير وستعيش عيشة بائسة معه، فالناس تغرهم المظاهر، فالمهر الغالي يعني أن العريس غني ، وستعيش عيشة هنيئة ، فالنظرة المادية سائدة في مجتمعنا، فالشخص الغني صاحب المال، تفتح أمامه الطرق بسهولة .

غلاء المعيشة: قد يكون المهر غالياً، ولكن قد يتناسب مع الغلاء الذي نعيشه في هذه الأيام، وقد يكون منطقياً بالنسبة لأهل الفتاة، وبالنسبة للمجتمع، لكن ليس باستطاعة الشاب أن يقدمه، فكلما زادت صعوبة الحياة ومتطلباتها المعيشية، زاد غلاء المهور.

بالإضافة الى العادات والتقاليد التي لا زالت الى اليوم خاصة في موضوع حفل الزواج ، وعدد أيام الاحتفال والفرح والغناء والأكل ، وأيضا الجهل بأحكام ديننا .

آثار غلاء المهور : يتجه عدد من الشباب الى الزواج من فتاة أجنبية ، وحتى الى الغربة أحيانا ، لكي يهرب من العادات والتقاليد المفروضة عليه ، فتكون المصاريف اقل ، وهذا ينتج عنه ارتفاع عدد البنات في البلاد على عدد الشباب بأعداد كبيرة ، و تأخر الفتاة عن الزواج أيضاً ، لا سيما من هذه الناحية ، ومن الناحية اخرى عند طلب الأهل مهر عالي ، فالأمر ليس بيدها، وزواجها لا يتم إلا بموافقة الأهل، وكلما صعب أهلها الأمور على المتقدمين لخطبتها، سيتأخر زواجها، وتمضي الأيام وتكبر في السن، ويقل عدد المتقدمين لها، لذلك كان ينبغي على الأهل أن يفكر ملياً بابنتهم ، ويفكروا بعواقب العنوسة.

والنتائج المترتبة على عدم زواج الشباب ، يدفع الشباب الى الزواج العرفي وهو غير شرعي ، أو طرق أخرى محرمه ، قد يقود بعضهم في المستقبل إلى الانحراف.
ويدفع الكثير الى الديون من الأقارب والأصحاب أو اللجوء الى القروض ليسدد تكاليف الزواج والمهر ، لكنه يواجه مشكلة أكبر عندما يحين وقت تسديد الدين . 


لا تقاس كل الأمور في الحياة بالمال ، ورأس مال الشاب هو دينه ، وخلقه وعمله الصالح ، والمال وسيلة من وسائل الحياة ، وليس غايته ، وهو لا يحقق السعادة دائماً ، فالمال زائل ولا يبقى فدوام الحال من المحال .