المجتمع الدولي يؤكد بأغلبية ساحقة دعمه للأونروا في مؤتمر التعهدات السنوي

16/11/2021

وطن للأنباء: أكد المجتمع الدولي، اليوم الثلاثاء، دعمه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، خلال المؤتمر الوزاري الدولي السنوي للتعهد بتقديم دعم سياسي ومالي للوكالة، والذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة مسؤولين من عشرات الدول وجاهيًا وافتراضيًا.

وخلال المؤتمر الذي حمل عنوان "استدامة الحقوق والتنمية البشرية للاجئي فلسطين"، ناقشت قيادة "الأونروا" خططها لتحديث الوكالة، بالإضافة إلى التدابير التي سيتم اعتمادها للمحافظة على التزام "الأونروا" بالمبادئ الإنسانية للأمم المتحدة، مع التركيز على الحياد.

وأوضحت "الأونروا" في بيان صدر عنها أن "قطع التمويل المتكرر من الدول المانحة وبطء الوفاء بالوعود المالية على مدى السنوات القليلة الماضية، قد جعل الوكالة على حافة الانهيار، الأمر الذي يهدد الخدمات الصحية والتعليمية المقدمة للاجئي فلسطين في جميع أقاليم عملياتها الجغرافية الخمسة".

وأضاف البيان: "تقوم الأونروا بتشغيل خدمات صحية وتعليمية وحماية اجتماعية وخدمات أخرى مهمة في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، وغزة، والأردن، وسوريا، ولبنان، بميزانية سنوية تبلغ حوالي 800 مليون دولار".

وتابع: "إن التبرعات الإضافية التي تم التعهد بها اليوم مع قرب انتهاء العام الحالي والتي بلغت 38 مليون دولار تعني أن الأونروا ما تزال بحاجة إلى 60 مليون دولار حتى نهاية 2021".

وأعلنت ثماني دول أعضاء عن تبرع إجمالي تخطى 614 مليون دولار عبر اتفاقيات متعددة السنوات جديدة أو متجددة ولفترات تمتد من سنتين إلى خمس سنوات.

وأوضحت "الأونروا" أن الجمع بين هذه التعهدات والتعهدات متعددة السنوات القائمة من ذي قبل، فيما إذا تم تحقيقها بالكامل وبالمستويات المتوقعة، ستعادل 40% من احتياجات الميزانية الأساسية للوكالة للعام 2022.

وترأس المؤتمر، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ووزيرة الخارجية السويدية آن ليند، اللذان شاركا في بيان مشترك جاء فيه: "ما تزال الأونروا تواجه نقصًا متكررًا وكارثيًا في التمويل، ما يترك موظفيها والملايين من الناس الذين تخدمهم معرّضين بشدة لفقدان احتياجاتهم الأساسية. إننا ندعو المجتمع الدولي إلى إصلاح نموذج التمويل الهيكلي الذي خذل في كثير من الأحيان هذه الوكالة الحيوية التابعة للأمم المتحدة من خلال الالتزام بتمويل متعدد السنوات، وتوسيع قاعدة المانحين، وتطوير آليات تمويل مبتكرة".

بدوره، أشار المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني الى أن "مؤتمر اليوم يظهر مرة أخرى اعتراف المجتمع الدولي بالدور الحيوي المنقذ للحياة الذي تلعبه الأونروا في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، مضيفا: "تأتي هذه الالتزامات في وقت حيوي حيث تواجه الوكالة هجمات سياسية متزايدة تهدد قدرتنا على تقديم المساعدات الإنسانية وخدمات التنمية البشرية للملايين من لاجئي فلسطين".

وتابع: "من غير المقبول أن تظل رفاهية هؤلاء اللاجئين مهددة في ظل غياب حل سياسي دائم لمحنتهم. إنني أثني على المشاركين اليوم لدعمهم لجهودنا المشتركة وأحث جميع الدول المانحة على الوفاء بوعودها المالية بسرعة".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمته أمام المؤتمر، "نحن بحاجة إلى إيجاد طريق نحو تمويل أكثر قابلية للتنبؤ وكاف ومستدام للوكالة، ويشمل ذلك الالتزامات المالية المتعددة السنوات".

وأضاف: "نحن بحاجة إلى دعم عاجل وحاسم من أجل الحفاظ على مقدرة الأونروا على العمل هذا العام. كما إنني أحث الدول الأعضاء على تكثيف الالتزامات والتضامن على المدى الطويل ومواكبة سخاء البلدان التي تستضيف لاجئي فلسطين".