المحامي خالد زبارقة لوطن: الاحتلال لم يتراجع عن خطته بالتقسيم الزماني والمكاني للأقصى، بل يعمل عليها على مدار الساعة

20/09/2021

رام الله -  وطن للأنباء: يتعرض المسجد الأقصى المبارك لانتهاكات متصاعدة من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، حيث باتت مجموعات المستوطنين تقتحمه بشكل متصاعد، لأداء الطقوس التلمودية داخله، وبالتوازي تقوم سلطات الاحتلال بالتضييق على المقدسيين والمصلين بابعادهم قسرا عن المسجد الاقصى، عبر الأوامر الصادرة عن أذرع الاحتلال المختلفة في مدينة القدس.

ويتزامن ما يتعرض له المسجد الافصى، مع الهجمة الاستيطانية التهويدية التي تتعرض له مدينة القدس، كهدم البيوت والتضييق على أهلها وطردهم وترحيلهم منها، وتفريغ الحامية الأولى للمسجد الأقصى المبارك من أهلها.

وقال المختص بشؤون القدس المحامي خالد زبارقة من مدينة اللد المحتلة، أن سلطات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين لتغيير الوضع القائم في الأقصى، "فقد كان المستوطنون سابقا يقتحمون الاقصى زيارة سياحية. أما اليوم أصبحوا يدخلونه ويقيمون طقوسا تلمودية داخل ساحاته بشكل علني وتحت حماية شرطة الاحتلال، وهذا بات بشكل يومي. بما يمثله من اعتداء صارخ على قدسية الأقصى وتدنيس له".
وفي حديث لبرنامج "صباح الخير يا وطن" الذي يقدمه سامر خويرة، عبر شبكة وطن الاعلامية، قال زبارقة إن الأقصى يُسرق في بث حي ومباشر، ولا يوجد صوت يرفض أو يستنكر، حتى أننا لم نعد نسمع دعوات للنفير وشد الرحال إليه، ولم نعد نرى التجمعات من كافة المناطق فيه. هناك خذلان كبير للأقصى. الأصوات الرسمية والفعل الرسمي ايضا بات غائبا". 
وأوضح ان الاحتلال حارب أي حراك شعبي، فخلال السنوات الماضية كانت هناك ضربة أمنية بحق العاملين للأقصى والقدس، وكل من يتوجهون إلى هناك ويعمرون ويدعون الناس إلى ذلك، وقد طالت تلك الاستهدافات المرابطين من الذكور والإناث وتقييد حرية الشخصيات المؤثرة الداعمة للأقصى وحرمتهم من الوصول إليه.

وأضاف "الممكلة الأردنية، هي صاحبة الوصاية والرعاية، وبهذه الإجراءات الاحتلالية يتم المساس بوصايتها، كما ان السلطة لا يوجد لها أي صوت يدعو الاحتلال إلى التراجع عن اجراءاته، حتى الأحزاب والحركات الشعبية، خف تفاعلها ونشاطاتها."
 وقال زبارقة ان "المملكة الاردنية هي صاحبة الوصاية كما هو موجود في الاتفاقيات الموقعة، وفي المحافل الدولية وما يجري في الأقصى يعد مسا صارخا بالوصاية الأردنية على الأقصى، وهذا يستدعي أن تقوم المملكة بدورها من أجل الحفاظ على قدسيته وعلى دورها التاريخي بحمايته".

وشدد على أن الاحتلال لم يتراجع عن خطته بالتقسيم الزماني والمكاني للأقصى، بل يعمل عليها على مدار الساعة. واستدرك "يتم استغلال الأعياد اليهودية لفرض هوية جديدة على الأقصى. وهذا ما يجب أن يقلقنا، لأنه يسرق من بين أيدينا ويتحول تدريجيا إلى كنيس يهودي دون ان يتحرك او يصرخ أحد لما يجري هناك".

وفي بيان وصل "وطن"، قالت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل المحتل أن الممارسات الاحتلالية في المسجد الأقصى المبارك تشكل سعيا إسرائيليا محموما لتغيير الوضع القائم فيه، "وتنظر اللجنة الى إقامة الطقوس الدينية اليهودية داخل الأقصى على أنها انتهاك لحرمته الدينية وعلى كونه مسجدا إسلاميا مباركا للمسلمين فقط وعلى أحد معالم الهوية الوطنية الفلسطينية لمدينة القدس".
كما تشكل تلك الممارسات انتهاكا للاتفاقيات والالتزامات الدولية من "إسرائيل" بتغيير الوضع القائم المعترف به دوليا، وهي انتهاك إسرائيلي للرعاية الدينية المعهودة للمملكة الاردنية الهاشمية للمسجد الأقصى والمقدسات القدس عموما.