والد الأسير أيهم كممجي لـوطن: ""أصابتني حرقة و حسرة أن أيهم يبعد عني اثنين كيلو متر ولم أحضنه أو أقبله "

20/09/2021

 رام الله - وطن للأنباء : بعد حرية دامت لـ13 يوماً، اعتقل ليلة أمس المحررين الأخيرين في عملية جلبوع الأسطورية، أيهم كممجي، ومناضل انفيعات في مدينة جنين.

وقال والد الأسير أيهم، فؤاد كممجي، لـ"وطن": لقد "صدمت باتصاله بعد الثانية إلا ربع فجراً"، قال لي "مرحبا يابا. أنا أيهم. محاصر وبدي أسلم نفسي حفاظاً على أهل البيت والحارة المتواجد فيها، بدهم يهدوا الدار إذا ما سلمت حالي"، قلت له: "الله يحماك ويحفظك. من ايمتى بجنين وشو اللي صار؟" حيث لا تشير الأصوات من حوله إلى وجود اشتباكات، خاصة أننا كنا نتابع الاخبار عبر شبكات التواصل الاجتماعي والإعلام والتي تحدثت عن مداهمة الاحتلال لمدينة جنين من عدة جهات.

ولفت كممجي الى ان الاحتلال "قام بعملية تمويه، حيث أوهم جيش الاحتلال شباب المقاومة أن جيبات وآليات الاحتلال حاصرت منطقة ما، بينما حاصرت قوة خاصة كبيرة المنطقة التي يتواجد فيها أيهم ومناضل انفيعات، وقاموا باعتقالهم إضافة لشخص ثالث من أصحاب البيت ورابع آخر".

وقال كممجي لبرنامج "شدّ حيلك يا وطن" الذي يبث عبر شبكة وطن الإعلامية، وتقدمه الزميلة ريم العمري، "لم أتوقع نهائياً تواجد أيهم في جنين"، وقد تبين انه "منذ اليوم الثالث للعملية وهو متواجد في مخيم جنين"، متابعا والده  ان أيهم قال له انه كان يختبئ في مخيم جنين، ولم يتعرف عليّه أحد رغم أنه خرج لعدة مرات.

ودحض كممجي في هذا السياق ما تناقله الإعلام العبري حول عملية اعتقال الأسيرين، قائلا: "الاحتلال يريد وضع أسافين بين أبناء الشعب كما فعل بأهل الناصرة. أيهم قال للمحامي منذ اليوم الثالث للعملية وهو متواجد بمخيم جنين، وخرج الى شوارعه دون أن يتعرف عليه أحد، وحقيقة أن الدار التي اعتقل منها لم يمضِ على دخوله لها سوى ربع ساعة من اعتقاله".

وتابع كممجي ان أيهم لم يبعد خلال فترة حريته سوى كيلومترات بسيطة عن بلدته كفردان القريبة من المخيم. حيث ان المنطقة الواقعة غرب المخيم قريبة جداً من مقبرة البلدة من الجهة الشرقية حيث ترقد والدة أيهم التي تمنى زيارتها، مضيفا "توفيت والدة أيهم عام 2008 ، حيث كان في ذلك الوقت مع شقيقه في السجن ولم يستطيعا رؤيتها، وربما هدفه من الفرار من جلبوع هو زيارة قبر والدته، هذا أبسط متطلباته".

وتابع كممجي "أصابتني حسرة أن أيهم يبعد عني اثنين كيلو متر ولم أحضنه أو أقبله. لقد مضى 16 عاماً على مثل هذه العناق، كان بالإمكان أن ألتقيه وأنا لا زلت على قيد الحياة، وهو ما زال حراً. أتمنى من الله أن يحميه".

وقال كممجي ان اسرى عملية جلبوع ومن خلال عمليتهم وجهوا رسائل عدة قائلا "قاموا بعمل غير بسيط وانتصروا منذ البدء بعملية الحفر، واستمروا بالحفر لكيلومترات دون إلقاء القبض عليهم، كما استطاع أيهم ومناضل رغم التكنولوجيا والطائرات والكاميرات دخول مدينتهم والعيش بالطريقة التي يريدونها. إن كل ذلك انتصار".

واضاف كممجي "هم أسرى أمضوا سنوات شبابهم في المعتقلات، ضحوا من أجل الوطن، قضيتهم واضحة ومشروعة، وتنكر الشعب والأرض لهم هو جريمة يحاسبون عليها. لقد ذكرونا في عمليتهم أن أسرى وراء القضبان يحتاجون قليلاً من وقتنا وحياتنا ومتطلباتنا، وبذلوا بذرة الوحدة بيننا، ونأمل نحن كشعب أن نروي هذه البذرة ونرعاها".

ويؤمن كممجي انه سيتمكن من ان تزويج نجله أيهم، ووجه دعوة الى طاقم وطن لحضور حفل الزفاف قائلا، "منذ اللحظة، أعزم طاقم وطن الإعلامي على عرس ايهم".