المسرح المدرسي وأهميته في التطور التعليمي

19/09/2021

 كتب عبد القادر حسونة : تعاني الكثير من مجتمعاتنا العربية مشاكل تعليمية وتربوية مختلفة، حيث أننا لو تحدثنا عن مكان الدراسة والتعليم لدى الطلاب سيشيرون بالبنان إلى مدارسهم وهم منزعجون، إلى ذلك المكان الممل والمتعب، نعم لقد تمنينا كثيراً أن تصبح المدرسة مكاناً أكثر متعة، ومكاناً مليئا بالأنشطة المتنوعة التي نحبها، كالسباحة والرياضة وألعاب الذكاء والموسيقى والمسرح وغيرها.

في مرحلة الدراسة يكون الطلاب في ذروة نشاطهم وطاقاتهم ولديهم شجاعة لا محدودة وقدرة أكبر على الانخراط في الكثير من التجارب و الألعاب والنشاطات، لطالما حرموا من معظم هذه الامتيازات ، وكُبحت لديهم الكثير من المهارات والهوايات والمواهب التي لم يجدوا مكاناً للإفصاح عنها، رغم أهميتها.

وهنا نخص الحديث في هذا المقال عن أهمية المسرح المدرسي، لدوره وأهميته الكبيرة في تطوير وتنمية قدرات الطلاب من ناحية تعليمية وتربوية. يقال " أعطني مسرحًا أعطك أمة ً"، وهي مقولة تحمل الكثير من الصدق، ذلك أن للمسرح آثار تربوية لا تخفى على مبصر واع يدرك أهمية النشاط المدرسي، الذي يعد المسرح دعامة من دعاماته، وفق برامج هادفة تخطط لها مؤسسات التعليم تخطيطًا مدروس الجوانب المتكاملة، أسوة بالعمليات التربوية  التي تسعى جاهدة  لتكوين شخصية أبناء المدارس بصقل مهاراتهم، عن طريق تنمية ملكاتهم وقدراتهم بشتى وسائل رفع قدراتهم المعنوية، تعزيزًا لمبدأ الشجاعة الأدبية، السبيل الأمثل لعلاج الخجل، والانزواء بعيدًا عن الآخرين خوفًا من تعليقات الأقران السالبة أحيانًا، حيث يسود التوجس، والرهبة، والتخوف.

حيث يسهم المسرح في تكوين شخصية الطالب وصقل مهاراته، والمساعدة على تفريغ عن المشاعر بطريقة غير مباشرة، ورفع معنويات الطلبة عند رؤية قدراتهم، وتقوية حس الخيال والتفكير ومعالجة الخجل والانطواء، بالإضافة إلى تبسيط المواد الدراسية.

رغم أهمية المسرح المدرسي والذي تنتهجه العديد من المدارس الدولية في منظومتها التعليمية، لما له من فوائد هامة، لاسيما أن معظم مشاكل طلاب المدارس هي مشاكل اجتماعية، ويجمع الأخصائيون النفسيون على الدور الهام الذي يلعبه المسرح بخفض التوتر النفسي لدى الطالب وتحفيزه بصورة ممتازة، وهنا يطرح السؤال على المسؤولين وصناع القرار ، لماذا إلى اليوم لا يوجد مسرح مدرسي بأغلب دولنا العربية وخاصة فلسطين ؟؟

ولسان حال الطالب المدرسي يقول لماذا هذا التعقيد و النمطية والتقليد في  منظومة التعليم؟ حصص دراسية متكررة على مدار أيام الأسبوع، تقدم بطريقة مملة لا يتخللها أي نشاط لامنهجي، أو حتى حصة للرسم والأنشطة الحرة، والتي أُلغيت مؤخراً.

كيف لنا أن نخرج جيل المبدعين والمتميزين من أطفالنا ؟ أو كيف لنا أن نكتشف مواهبهم وقدراتهم العقلية والبدنية؟ إذا لم نجد آلية لاكتشافهم خاصة في فترة المرحلة الدراسية، وهي المرحلة الأهم، لذلك يجب النظر ملياً في منظومة التعليم "العقيمة" التي تنتهجها بعض الدول العربية وفلسطين، وإيجاد أوقاتاً مخصصة للمسرح المدرسي والأنشطة اللامنهجية الأخرى، لترينا بعد ذلك نتاجها، والذي سيصنع فارقاً كبيراً بمستقبلنا.