ذكرى مذبحة صبرا وشاتيلا

16/09/2021

وطن للأنباء: كتب محمود قبها

في صباح السادس عشر من سبتمبر عام 1982م استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية فى تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير.

ومع ذكرى مرور 39 عاما على المجزرة، لا تزال الذكريات حاضرة مع من شهد المذبحة لينقلوا شواهدها المؤلمة إلى أبنائهم وأحفادهم علّ التاريخ الذي ظلمهم بالأمس ينصفهم يوم ما ومجزرة "صبرا وشاتيلا" وقعت في مخيمين للاجئين في بيروت يحملان الاسمين ذاتهما، في 16 سبتمبر/أيلول 1982، واستمرت لمدة 3 أيام، خلال فترة الاجتياح الإسرائيلي في العام نفسه، والحرب اللبنانية الأهلية (1975 – 1990(تلك المجزرة كانت كفيلة لتؤكد على وحدانية دماء الشعبين وتقاسمها قضية مواجهة إسرائيل التي لم تترك فرصة إلا ونكلت بالشعبين منذ لحظة إعلان وجودها بالقوة لا تزال الذكريات حاضرة مع من شهد المذبحة لينقلوا شواهدها المؤلمة إلى أبنائهم وأحفادهم علّ التاريخ الذي ظلمهم بالأمس ينصفهم يوم ما .

في هذه الليلة السوداء ليلة اختلطت فيها رائحة أزهار البرتقال برائحة الموت في صبرا وشاتيلا دخلت القوات الصهيونية مخيمات لبنان بهدف القتل ليس إلا وكان يقودها وزير الحرب الإسرائيلي أن ذاك السفاح ارائيل شارون مستهدفا كل ما يتحرك على الأرض وتبدأ المجزرة ويبدأ شلال الدم يسيل في أزقة وشوارع المخيمات الفلسطينية ليختلط بتراب الشوارع التي دمرتها جنازير دباباتهم ويستمر القتل وتتواصل المجزرة لثلاثة أيام متتالية مخلفة وراءها آلاف القتلى من الشيوخ والنساء والأطفال قتلوا بأبشع الطرق من الذبح حتى هناك من داستهم جنازير الدبابات وكأنهم لم يكونوا بهدف ترهيب الفلسطينيين لإجبارهم وبقوة الموت على الرضوخ للمطالب الإسرائيلية وأن يسلموا بالأمر أو أن يرحلوا بعد رحيلهم أو أن يهاجروا بعد هجرتهم أو أن يجبرهم شارون على هجرة من نوع جديد هجري لا رجوع منها وهذا ما فعله المجرم الصهيوني ارئيل شارون في صبرا وشاتيلا في ليلة السادس عشر من أيلول عام 1982.

في تلك المذبحة تحالف أعداء القضية الفلسطينية من صهاينة وخونة فانضم الجيش الإسرائيلي إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة إلى تصفية الفلسطينيين وارغامهم على الهجرة من جديد.

صدر قرار تلك المذبحة برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الإسرائيلي وآرييل شارون وزير الدفاع آنذاك فى حكومة مناحيم بيجن بدأت المذبحة فى الخامسة من مساء السادس عشر من سبتمبر حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ فى سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى فى دمائهم , حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ ونساءٌ تمَّ اغتصابهنَّ قبل قتلِهِنّ, رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا , وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره.

* نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألماً لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين  48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة .. أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح فى تاريخ البشرية ليجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس و رؤوساً بلا أعين و رؤوساً أخرى محطمة ! ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني والمئات من أبناء الشعب اللبناني .

* مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن الجريمة الصهيونية الأخيرة بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فمسلسل المجازر اليومية لم ينته، والإرهابي شارون لم يتوانى عن ارتكاب مزيد من المجازر في حق الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع العالم من العالم بأسره. وكأن يديه القذرتين اعتادت أن تكونا ملطختان بالدم الفلسطيني أينما كان.

في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل جيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل أيتان أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ وقامت القوات الانعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.

*اليوم كما في كل عام نحيي بحزن كبير على الضحايا الأبرياء هذه الذكرى نستذكر فيها الشهداء الأبرار و منعش في الذاكرة ذلك التاريخ الأسود من الأعمال الإجرامية للجيش الإسرائيلي، التي صاحبت إسرائيل منذ قيامها عام 1948.

يجب على الأمة العربية وعلى المجتمع الدولي بأسره ألا ينسى أن معاناة أكثر من ستة ملايين لاجئ فلسطيني لم تحل بعد، وبدلا من استهداف الأونروا، يجب على إسرائيل والولايات المتحدة أن تعملا على تنفيذ العدالة الدولية بحق اللاجئين الفلسطينيين والتي نص عليها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولا سيما قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 (1948)

واتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين.

والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية الحقوق المدنية والسياسية (1966).

والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948).