رسالة إلى معاليكم وحضراتكم في البرج العاجي

13/09/2021

كتب: الصحفي اياد حمد

منذ عدة شهور، والشارع الفلسطيني يشهد حالة من الغضب؛ خصوصا بعد استشهاد المعارض السياسي نزار بنات، حيث خرجت المظاهرات والاحتجاجات في كثيرٍ من مدن الضفة الغربية، احتجاجاً على مقتل بنات وللمطالبةِ بضرورة معاقبة كل من تورط في مقتله، ناهيك عن تأجيل الانتخابات، التي أدت إلى شحن الشارع الفلسطيني، والتي كان يرى فيها  المواطن الفلسطيني التغير نحو  الأفضل؛ ومن ثم جاءت صفقة لقاح كورونا مع الاحتلال؛ إضافة إلى ذلك كله، حالة الفساد القائمة بشكل عام.

كل هذه العوامل لم تكن السلطة الفلسطينية على قدر من المسؤولية في ادارتها، وتركوا الشارع رهن مزاج قرارات رجال الأمن الفلسطيني، وبدأت تتهم الكثير بالخيانة، وأنهم ينفذون اجندات خارجية.

كل هذا لم يسعف السلطة أمام حالة الغضب التي تزايدت، بقمع المتظاهرين، والصحفين، حيث حاولت السلطة توضيح الأمر لبعض الدول، بأن هناك مؤامرة تستهدف السلطة والقيادة الفلسطينية.

المشكلة أنه لم يفكر أي مسؤول بالإجتماع مع مجموعة من النشطاء، أو أصحاب الرأي، ليستمعوا إلى آرائهم ومطالبهم، مباشرة دون وسطاء؛ وهذا مع الاسف، "زاد الطين بلة".

بعد الاعتداء على الصحفيين، طلب رئيس الوزراء محمد اشتيه، أن يجتمع مع الصحفيين، ومع أن الاجتماع قاطعه الكثير من الصحفيين، إلا أن اشتيه اجتمع مع البعض، واستمع إلى كل القضايا التي طرحها الصحفيين أمامه، ووعد بحلها جميعا؛ ولكن مع الاسف لم يتم ترجمة الوعود على الواقع، وقيت كرة الثلج تتدحرج، واستمرت الاعتقالات التي طالت النشطاء، وتم توقيفهم وعرضهم على القضاء الفلسطيني.

إن الاقتراب من الشارع وسماع الناس، ليست جريمة بحق قيادات السلطة والشعب الفلسطيني؛ لماذا لم يتم توجيه دعوات لشرائح المجتمع كي تلتقي معها أصحاب القرار في الوطن؛ ولماذا نقوم بدعوات لشخصيات هي ليس لها علاقة في ما يجري في الشارع، ونطالبهم بالوقوف بجانب شخوص وليس بجانب الوطن. 

قبل أن تدعو إلى اجتماع، هناك قضايا ما زالت بحاجة إلى حلول، فلماذا تم تهميش هذه القضايا وما هو الهدف؟

نحن أبنائكم والشعب الفلسطيني شعب ليس من أصحاب الأجندات. والأجندات الوحيدة للشعب الفلسطيني،هي محاربة الفساد الذي أصبح اليوم اكبر من بعض فصائل منظمة التحرير.

استمعوا لمطالب من اقتربوا من الشارع، وافتحوا آذانكم وقلوبكم لهم،  قبل أن تفتحوا أبواب مكاتبكم من أجل التقاط الصور التذكارية.

حتى في اختيار عنواينكم غير موفقين، وهناك أشخاص أكل الدهر منهم وشرب.

اقول لكم، لا تجعلوا المسافة تكبر بينكم وبين أبناء شعبكم، ولا تتعاملوا مع كل من احتج على ما يجري بأنه صاحب اجندات خارجية.

ربما يكون هناك بعض التأخير ولكن يكون اليوم أفضل من بعد شهر.

وأقول أخيراً أنه يجب قبل أن تقرأ المعلومة، يجب عليك أن تتأكد من صاحبها.