غزة وطوق النجاة الوحيد

09/09/2021

كتب عبد القادر حسونة : تتعدد مشكلات قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2 مليون نسمة ويقطنون في بقعة جغرافية صغيرة جداً لا تتجاوز 360 كيلو متر، حيث يُفرض على غزة حصار خانق منذ أكثر من 14 عاماً، حول حياة سكان القطاع لجحيم، حيث يعيش معظم سكانه تحت خط الفقر المدقع، ويسجل بين شبابه أعلى معدلات بطالة في فلسطين.

تتعدد أزمات غزة ومشكلاتها التي لا يستطيع أي أحد أن يحصرها في مقال، وما يزيد من هذه الأزمات وجود واقع سياسي معقد وانقسام فلسطيني بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية، وهذا ما تسبب بأزمات متعددة ومتنوعة وأهمها أزمات اقتصادية زادت من صعوبة الأوضاع المعيشية في غزة.

إن مشكلة أي فلسطيني على أي بقعة في العالم هي الاحتلال، وهي معادلة لا جدال في صحتها، وبالتوازي لا يمكننا أن ننتظر من الاحتلال أن يكون مخرج لأزماتنا، إن أحد أكبر مسببات أزماتنا كفلسطينيين وفي قطاع غزة تحديداً هو تعدد الأطراف الفاعلة وما يصاحبه من تشابك وتنافر في المصالح والأجندات المراد تطبيقها أو فرضها، والاعتقاد أن حلول القطاع ستأتي عن طريق أحد هذه الأطراف.

 كثير من الفلسطينيين يعتقدون أن المصالحة هي الحل السحري لأزمات غزة، هذا صحيح لو أن المصالحة حدثت في السنين الأولى للانقسام، لكن القطاع يحتاج لعدد كبير من الخطط التنموية الاستراتيجية، والمطلوب حالياً من حركة حماس هو لم الشمل الفلسطيني وتكثيف جهودها للتوصل لمصالحة فلسطينية، وما يتبعها من حكومة متعددة الأطراف ومعترف بها دولياً، تسعى إلى التخفيف من واقع سكان قطاع غزة المعيشي.

هذا مطلبنا ومطلب جميع الفلسطينيين في غزة والضفة، أن لا خيار لنا كفلسطينيين إلا الوحدة، فيجب أن تكون هي الهدف الأساسي لحركة حماس، خاصة وأنها فاقدة للشرعية الدولية، وأن ممثل الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير الفلسطينية، وبذلك فإن الوحدة بين شطري الوطن هو العامل الوحيد للنجاة من الواقع الصعب في غزة.