الجيش الأمريكي وأخلاقيات رعاة البقر

01/09/2021

كتب: جلال نشوان

مشاهد مخزية التي رأيناها بعد رحيل ٱخر  جندي أمريكي غادر  مطار كابل ، وقد أعطبوا  الطائرات الرابضة في مطار كابل، هي ثقافتهم، ثقافة رعاة البقر في تكساس، القائمة على العربدة، والسلب، وارتكاب الجرائم في وضح النهار.

مخالفاتُ الجيش الأمريكي،   أصبحت مثار  واستهجان،  وإدانة  دولية واسعة.

لقد  اهتزت الأرض تحت اقدام المحتلين الأمريكيين الغزاة  ،واحتج العالم كله على المشاهد المؤلمة في ،  سجن أبو غريب بالعراق ، ثم  ما حدث من جرائم يندى لها الجبين  في  اليابان  ،  حيث وجدوا   مجموعة من الجيش  الأمريكي  في قاعدتهم يغتصبون فتاة  مما   أشعل هذا الفعل المخزي  غضباً عارماً وما نُشر أيضاً في الصحف عن تبوّل جنود أمريكيين على جثث مقاومين  أفغان قاتلوا المحتل الأمريكي ، جاء كواقعة انتُقصت فيها أبسط أخلاقيات الإنسانية ، ولا ندري ماذا لو فعل ذلك  الأفغان ،لقامت الدنيا ولم تقعد ،  واتهم الاسلام والمسلمين بالإرهاب واصبحوا. مجرمي حرب ، وهل ينسى العالم حرق الفتاة الفيتنامية (كيم فوك )  بالنابالم المحرم دولياً ؟!!!!

كافة الأديان السماوية  كرمت الإنسان واعطت  القداسة للميت  ، وان إكرام الميت دفنه ، أياً كانت ديانته وجنسيته، لذا   توجب بأن لايتعرض الميت  إلى أي اعتداء  ولكن ما نعرفه في حروب عديدة كيف  أُهينت كرامة الميت !!!!.

وهنا نود أن نتطرق إلى الجرائم  الوحشية بسرقة أعضاء الميت  و اعتقال الجرحى.

والأكثر عدوانية ووحشية   أن تُجري عليهم التجارب العلمية ، سواء لأسلحة كيماوية، أو بيولوجية، وهذه الظواهر موجودة في سجل الحروب السابقة ، وكل الدول التي استعمرت القارات، عندما  دمرت شعوبهم ونهبت خبراتهم  وأكثر الشواهد ما جرى في أمريكا الجنوبية وأفريقيا من تجاوزات خطيرة استهدفت الإنسان بصورة لا يمكن للمرء تخيلها.

أمريكا خسرت سمعتها في العراق نتيجة انتهاكات وممارسات أضرت بها، والآن تكرر الحالة في أفغانستان، وهو استفزاز من الصعب أن تقبل،  به الإنسانية  وحتى لو اعتبر صناع القرار الأمريكي بأن  الحادثة فردية وغير مسؤولة، فإن العقاب لن يتعدى، في أفضل الأحوال، السجن لمدد  تتراوح ما بين شهر او شهرين  لكن الدولة تدفع تبعات ذلك  ، أي أن الشعوب استوعبت  تلك  الدروس ، وأصبحت تناضل لنيل حريتها    الانتهاكات الأمريكية،  تتواصل وتزداد  بشاعة.

ويبقى السؤال من قبل الشعوب   وكل ما يتعلق بالحالة الأمريكية، : «لماذا ؟

لقد عانت الشعوب التى أُحتلت   من  الضربات العسكرية، والممارسات اللاأخلاقية، ولن تقبل بذلك   ، لذا انتفضت في وجه المحتل الأمريكي وما حدث في فيتنام وافغانستان والعراق  ولبنان من قهر المحتلين الأمريكيين وخروجهم المهين خير شاهد على المحتل الأمريكي ،وليسمح لي القارئ الكريم ، ما تكبدته قوات المارينز من مئات القتلى في لبنان  ، الأمر الذي افزع صناع القرار الأمريكي وجعلهم يهربون بسرعة ويرحلون.

لم تعتمد  الولايات المتحدة الأمريكية  على ترسانتها العسكرية فقط ، بل استخدمت القوة الناعمة فى تنفيذ سياساتها ,  ولعل أول  موضوع طرحه بايدن احترام حقوق الإنسان والإفراج على المواطنة السعودية ( لجين  الهذلول ).

وفي الحقيقة  إن حقوق الإنسان  التي طالما كانت حجة أمريكا ضد خصومها، لا نجدها حاضرة في سلوكياتها، ومن حالة تدمير القرى الفيتنامية، إلى المطاردات والممارسات اللامسؤولة في أمريكا الجنوبية، ثم احتلال العراق، وأفغانستان، كل هذا أضاف لها، إلى جانب، الخسائر المادية والبشرية، عبئاً أخلاقياً، لا تمحوه الايام .

العالم اليوم يصور جراىم امريكا  وينقلها عبر وسائل، ساهمت أمريكا في إنجازها، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، تسرب تلك الجرائم المخزية  , ، كما حدث في سجن ابو غريب  فكان صدمة لكلّ إنسان يرى في الصورة بشاعة التصرف، وقد تُعزى إلى أن انضباطية الجيش وتربيته وأخلاقيات تعامله، ظلت مجال جدل واسع، وإلاّ كيف تحدث جرائم حرب من قبل أمريكا، وتوضع في سجل الاعتداءات العادية، وهي التي تحاسب غيرها على أي خطيئة !!!!

اهتزت صورة الولايات المتحدة الأمريكية ، وطُعن  شرفها العسكري ، وأصبح  قهرها للشعوب ونهب خيرات الأمم ، هو الذي يتردد على السنة الشعوب  ، فمن فيتنام إلى لبنان الى العراق الى أفغانستان اُرتكبت جرائم يندى لها جبين الإنسانية ، تجسد عقلية رعاة البقر في تكساس ، ولن ينسى العالم مساندتها للمحتل الصهيوني ودعمه اللا محدود عسكريا ومعنويا و في كل المجالات واقتلاع شعبنا  الفلسطيني من وطنه ، عندما ساهمت في صياغة وعد بلفور.