اعلاميون لبنانيون لوطن: علينا التصدي بحزم لكل الأقلام المأجورة التي تقبض أموالا مشبوهة مقابل ترويجها للتطبيع والاستسلام

25/08/2021

 * كافة النقابات المهنية العربية حتى في الدول المطبعة تُجرم "التطبيع" وتفصل العضو الذي يُقدم على هذه الخطوة

* علينا الحذر من الخطط الهادفة لضرب الشعوب العربية بعضها ببعض، لإشغالها عن قضيتها القومية الأولى

* تبرير الأنظمة المطبعة خطوتها بأنها من اجل الضغط على الاحتلال لاعادة الحقوق للفلسطينيين ذريعة واهية مكشوفة ومرفوضة

وطن: أكد ضيفا برنامج "أصوات عربية حرة" الذي تبثه شبكة وطن الاعلامية، أن هناك مسؤولية كبيرة تقع على كاهل المثقفين والأدباء والكُتّاب والصحفيين العرب، في كشف زيف التطبيع وأكاذيب المطبعين، وفي الرد على تبريراتهم الواهية، وفي مواصلة الكفاح لنصرة القضية الفلسطينية ومجابهة محاولات تصفيتها.

الحلقة الجديدة من البرنامج الذي يقدمه الصحفي سامر خويرة، عبر شبكة وطن الاعلامية، استضافت اللبنانيان عضو اللجنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني جميل صافية، والأمين العام لاتحاد الصحفيين والكُتاب العرب في أوروبا علي المرعبي، المقيم في باريس، حيث ناقشت دور المثقفين والصحفيين العرب في كشف زيف التطبيع. محذرين من الأقلام المأجورة التي تقبض أموالا مشبوهة مقابل ترويجها للتطبيع، ودفاعها عن التطبيع.

يقول صافية إن "العلاقة بين الشعبين الفلسطيني واللبناني جسدت بالدم. فقد واجهنا العدو الصهيوني جنبا إلى جنب. في جنوب لبنان وفي بيروت. هناك 12 شهيدا لبنانيا من الرفاق والمناضلين ما زالوا محتجزين لدى الاحتلال. وهذا يؤكد أن التلاحم كان بالدم وفي كل المواقف السياسية والميدانية".

وتابع "هناك من وضع خططا لضرب الشعوب العربية بعضها ببعض واشغالها عن قضيتها القومية الأولى، ألا وهي القضية الفلسطينية، وذلك لتسهيل عملية التطبيع ولكي يُقحم العدو نفسه في أتون تلك الصراعات ويتقرب من كل الأطراف..

كما عمل التيار المتصهين على الدفع تجاه القول إن القضية الفلسطينية هي قضية الفلسطينيين وحدهم، وبالتالي تحولت إلى عبء على الأمة العربية. لكن الأخطر كان ضرب الدول التي تواجه إسرائيل مثل العراق وسوريا ولبنان، حتى تبقى فلسطين وحدها ليسهل الانقاض عليها.

وقال إن تبرير الخيانة بأنها من اجل الضغط على الاحتلال لاعادة الحقوق للفلسطينيين فهو قمة السخرية، لا يوجد ما يبرر الخيانة. الفلسطينيون لا يريدون من اي نظام عربي ان يستسلم ويطبع مع العدو، ويتخذهم ذريعة.

وقال إن "كل النقابات العربية حتى في الدول التي تقيم علاقات تطبيعية مع العدو، تجرم التطبيع. وموقف المثقفين والاعلاميين في تلك الدول لا يقل قوة ومتانة وصلابة عن غيرهم من الدول التي لا تقيم علاقات مع "اسرائيل"."

وأوضح أن "الأصوات المشبوهة باعت نفسها للاستعمار تجابه بكل قوة، ولا يسمح لها بالتمادي. "

 

أما علي المراعبي، فقال: "إننا -أي الشعب اللبناني- ساندنا المقاومة الفلسطينية منذ كنا صغارا بإلصاق منشوراتها في شوارع طرابلس وجمع المساعدات المالية من أبواب المساجد والكنائس. دعمنا المقاومة في كل المواقع وزرنا ووقفنا إلى جانب أهلنا الفلسطينيين في كل المخيمات. نحن شعب واحد وامة واحدة، ولا علاقة لنا بخيانات الأنظمة التي ذهبت للتطبيع مع الكيان الصهيوني".

وحول ما يروجه بعض المنتفعين والمتصهيين من أن الفلسطيني باع ارضه. أكد أن هذا غير صحيح مطلقا ولدينا كل ما يثبت ذلك من خلال الوثائق والمراجع التاريخية. وتابع "نحن نقدر ظروف الفلسطينيين ونتفهم مواقفهم، لكننا لا نتفهم مواقف الأنظمة العربية الساعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني. ليس هناك ما يبرر لهم هذه الخيانة. خاصة الدول التي ليس لها حدود مع الاحتلال ولم يسبق ان اطلقوا رصاصة عليه".

واستدرك "سياسيا المفروض ترك المجال للفلسطينيين ليحققوا ما يستطيعون من مكاسب .. لكن عندما تأتي أنت كنظام عربي تففز على الفلسطينيين وتجلس مع الاحتلال فإنك تشجعه على وضع المزيد من العقبات تجاه ارجاع الحقوق للفلسطينيين. هذا لا يعني اننا نقبل التنازل. بالعكس تماما. فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر".

وحول المطلوب من المثقف العربي، فقال إن عليه أن يتخذ الموقف الوطني والوطني الذي ينسجم مع المبادئ العربية الأصلية التي تتمسك بالدفاع عن حق الشعب الفلسطيني بحريته واقامته دولته واندحار الاحتلال.

واضاف "غالبية المثقفين العرب لديهم موقف مبدئي من القضية الفلسطينية. لذا يجب عزل اي اعلامي أو أديب يقوم بأي علاقة مع العدو حتى لو في الدول الأوروبية، وهذا ما قمنا به في مجلة "كل العرب"، فأحد الزملاء الصحفيين ذهب خلسة للكيان الصهيوني، فتم فصله من العمل وتم نشر بيان وتضامن معنا كل الصحفيين العرب ودعمت وزارة الاعلام الفلسطينية خطوتنا تلك".



 

ولفت إلى أن هناك أعداد هائلة من الصحفيين العرب يصدرون منذ عقود دوريات وصحف ومجلات متخصصة بالقضية الفلسطينية، تنشر مقالات وقصص عن صمود هذا الشعب وتكشف جرائم الاحتلال وسرقته للأرض، وخلال موجة التطبيع الاخيرة خصصت مساحات كبيرة للرد على المطبعين وكشف زيهم.

كما حذر مجددا من الأموال التي تدفع لكتاب وادباء ومثقفين ليهاجموا المقاومة، وتشكيل جبهات لدعم التطبيع ومهاجمة التحركات الشعبية الرافضة له.

وطالب بعزل أي مثقف أو صحفي يقوم بأي تطبيع مع أي جهة محتلة، ودعم الاقلام العربية والشريفة لتعبر عن رأيها من خلال المنابر الاعلامية الوطنية التي تُحارب.