سفير "إسرائيل" الجديد لدى الإمارات يقول إن صفقة النفط مع أبو ظبي “خطر أمني”

27/07/2021

وطن للأنباء: أعرب سفير دولة الاحتلال الدائم الجديد لدى الإمارات العربية المتحدة خلال العام الماضي مرارا عن معارضته لبعض جوانب اتفاقية التطبيع بين البلدين، وغرد في إحدى المناسبات بأن صفقة نقل النفط مع أبو ظبي تهدد أمن "إسرائيل".

وسخر السفير أمير حايك من بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى الدولة الخليجية وأعاد تغريد تعليق قال إن الحكومة السابقة سمحت للسائحين الإسرائيليين بالمشاركة في "حفلات انتشار كورونا جماعية في دبي".

وق أعلن وزير خارجية الاحتلال، يائير لابيد، مؤخراً عن تعيين حايك في المنصب، الذي شغله إيتان نائيه حتى الآن على أساس مؤقت.

حايك هو رئيس جمعية الفنادق الإسرائيلية. سبق له أن ترأس اتحاد المصنّعين في "إسرائيل" وكان المدير العام لوزارة الصناعة والتجارة والعمل.

ووفق الإعلام العبري، يعتبر تعيينه سياسي من قبل لابيد، مما يشير إلى أن العلاقة بين الإمارات و"إسرائيل" تُعتبر أولوية قصوى بالنسبة لوزير الخارجية.

لكن وسائل الإعلام العبرية سرعان ما توغلت في تاريخ وسائل التواصل الاجتماعي لحايك، وهو مؤيد للابيد وحزبه “يش عتيد” ومنتقد حاد للحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو.

وسط انتقادات متواصلة لتعامل حكومة نتنياهو مع جائحة كورونا وتحركها تجاه أبو ظبي، تتضمن صفحة حايك على “تويتر” العديد من التعليقات المعادية للإمارات.

في أحد هذه التعليقات في أكتوبر 2020 سخر حايك من الصفقة التي وافق فيها الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب على بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى الإمارات، في خطوة ربطها العديد من المسؤولين باتفاق التطبيع.

وكتب حايك في تغريدة، “أحيانا لدي شعور – أن F-35 هي شيء سيكون لدى كل شخص في نهاية المطاف في المنزل”.

وأعاد تغريدة تعليق لعضو الكنيست المعارضة آنذاك أييليت شاكيد، وزيرة داخلية الاحتلال الحالية، الذي انتقدت فيه الحكومة السابقة لسماحها للسياح "الإسرائيليين" بزيارة الإمارات بينما اضطرت الفنادق في "إسرائيل" إلى البقاء مغلقة بسبب قيود كوفيد-19.
وكتبت شاكيد في التغريدة التي أعاد حايك نشرها، “حفلات انتشار كوفيد الجماعية في دبي دون قيود الشارة البنفسجية ودون اختبارات عند الوصول، وفي إسرائيل الفنادق مغلقة”.

وأعرب حايك عن انتقادات متكررة لسياسات "إسرائيل" فيما يتعلق بالسفر إلى الإمارات، بدعوى أن الحكومة كانت متساهلة للغاية خلال الوباء لأسباب سياسية بعد صفقة التطبيع.

وأشار تعليق آخر إلى صفقة نقل النفط بين "إسرائيل" والإمارات على أنها “خطر أمني” و”خطر بيئي”.

جاءت هذه التغريدة، في  10 أيار/ مايو، بعد أن توصلت شركة “خطوط الأنابيب أوروبا آسيا” (EAPC) المملوكة لدولة الاحتلال إلى اتفاق يقضي بنقل نفط الخليج إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر عن طريق ناقلات نفط، ثم نقله عبر خط أنابيب بالبرّ إلى ميناء عسقلان المحتلة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، حيث سيتم شحنه إلى أوروبا.

وكتب حايك في تغريدة نشرها في  9 أيار/ مايو، “وقّعت EAPC صفقة مع الإماراتيين. الصفقة تشمل نقل كميات هائلة من النفط عبر إيلات وعسقلان، ومن الذي لم يتم اطلاعه على التطورات؟ وزارة البنية التحتية ووزارة حماية البيئة. من سيكون في خطر؟ كلنا. ولماذا لم يكن هناك نقاش منظم؟ دون سبب. لأنه لا توجد مناقشات منظمة وأسس. هذا غير ضروري … أوقفوا ذلك الآن! ”

بينما كان النقد الأساسي الذي وجهه حايك مرتبطا بالمخاوف البيئية، لكنه تبع ذلك بتغريدة ذهبت إلى أبعد من ذلك قال فيها: “لجنة تحقيق أخرى. خطر بيئي، خطر أمني. لكن من يأبه لذلك؟"

هذا الأسبوع، أعلنت وزارة حماية البيئة عن تأجيل تنفيذ المشروع.

يوم الإثنين، نقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر كبير لم تذكر اسمه في أبو ظبي تحذيره من أن تجميد الصفقة  "قد يضر بالتأكيد بالعلاقات التي يتم تشكيلها مع الحكومة الإسرائيلية والشركات التجارية الإسرائيلية”.

وقال المصدر إن إلغاء الصفقة سيكون “انتهاكا لجميع الاتفاقيات الاقتصادية المتبادلة الموقعة في اتفاقيات إبراهيم”، مضيفا أن الشركات الإماراتية “ستفكر مليا فيما إذا كانت ستتعامل مع الشركات المملوكة للحكومة الإسرائيلية عندما تعلم أن هناك احتمالا معقولا بأن يتم إلغاء الصفقة الموقعة. نحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن من الواضح لنا أن هذه خطوة تدفعها اعتبارات سياسية”.

تعليقا على التقارير حول تغريدات حايك السابقة، قال مكتب وزير الخارجية: “لقد ولت الأيام التي تم فيها تحديد المناصب في البلاد من خلال التغريدات والتعقب على فيسبوك. سيتم تحديد جميع الوظائف حسب المعايير المهنية”.

ووقعت "إسرائيل" والإمارات العربية المتحدة اتفاقية تطبيع بوساطة أمريكية في البيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020، وأعقبت هذه الخطوة اتفاقيات للعمل نحو التطبيع مع البحرين والسودان والمغرب.

المصدر (ذا تايمز أوف إسرائيل)