قادة الاحتلال: السنوار يرى نفسه زعيمًا لكلّ الفلسطينيين وبات متوافقا مع قائد القسام أبو خالد الضيف

19/07/2021

كتب زهير أندراوس: كشفت صحيفة "هآرتس" العبريّة في عددها الصادِر اليوم الاثنين، النقاب عن أنّ المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة أعدت بروفايلا جديدًا لقائد حركة حماس في غزّة، يحيى السنوار، (59 عامًا) ناقِلةً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعةٍ جدًا قولها إنّ المؤسسة الأمنيّة توصلّت إلى قناعةٍ راسِخةٍ مفادها ظهور سنوار جديدٍ بعد العدوان الأخير على القطاع في أيّار (مايو) المُنصرِم، حيث يتميّز القائِد الحمساوي الجديد بالمسيحانيّة (التشدّدّ المبني على الدّين)، مُتطرِّف جدًا وغيرُ مًتوقّعٍ، على حدّ تعبيرها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه نظرًا لخطورة شخصية السنوار على كيان الاحتلال الإسرائيليّ، فقد تمّ إشراك كبار قادة جيش الاحتلال، وأيَضا المسؤولين الرفيعين في جهاز الأمن العّام (الشاباك)، بالإضافة إلى كبار الاختصاصيين في علم النفس.

عُلاوةً على ذلك، شدّدّت المصادر عينها على أنّ السنوار بات مُتوافِقًا ومُتماشيًا حتى النهاية مع الجناح العسكريّ لحركة حماس (كتائب الشهيد عزّ الدّين القسّام)، وأنّ الفروق بينه وبين قائد الكتائب، محمد ضيف، بدأت تتلاشى وهي في طريقها للاختفاء، كما قالت المصادر الأمنيّة الرفيعة للصحيفة العبريّة.

بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، أوضحت المصادر أنّ السنوار، خلافًا لباقي قادة حركة حماس، يرى في نفسه زعيمًا لكلّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ في غزّة، في الضفّة الغربيّة المُحتلّة وفي أراض الـ48، ولذا، شدّدّت المصادر، على انه ضوء التطورّات الأخيرة في شخصيّة السنوار يتحتّم على صُنّاع القرار في المؤسسة الأمنيّة لدى الاحتلال تغيير السياسة  المُنتجة مع قطاع غزّة، وفق تعبيرها.

وقال مسؤولٌ أمنيٌّ إسرائيليٌّ للصحيفة العبريّة إنّه من ناحية "إسرائيل"، التحوّل الذي يعيشه يحيى السنوار جعله قائِدًا خطيرًا جدًا، وبالتالي هناك حاجة ماسّة لاتخاذ القرارات حول السياسة التي يتعيّن على الكيان انتهاجها في الوقت الحاضِر وفي المُستقبل القريب ضدّ غزّة، على حدّ قوله.

وتابع المسؤول الأمنيّ قائلاً إنّ السنوار عندما التقط صورةً لنفسه وهو يجلِس على الكرسيّ أمام بيته بعد انتهاء العدوان الأخير على غزّة، كان يعرِف لماذا تصوّر، إنّه أراد أنْ يقول لجميع الفلسطينيين أينما وُجِدوا، بما في ذلك عرب إسرائيل (!)، أيْ فلسطينيي الداخِل: أنظروا، أنا أيضًا تمّ هدم بيتي من قبل الاحتلال الإسرائيليّ، إنّني واحد منكم.

وأقّرت المؤسسة الأمنيّة، كما أفادت الصحيفة العبريّة اليوم الاثنين، أقّرت أنّ ما يُسمّى بمسيرة الإعلام في القدس العربيّة المُحتلّة، تمّ تأجيلها في المرّة الأولى، لأنّ صُنّاع القرار في تل أبيب أخذوا على محمل الجّد التهديدات التي أطلقتها حماس بأنّه في حال إجراء المسيرة سيتّم قصف القدس، وختم المسؤول الأمنيّ الإسرائيليّ بالقول: “وهذا ما نخشاه ونتحسّب منه، نتحسّب من قائدٍ تحوّل إلى قائدٍ غيرُ مُتوقّع”، على حدّ وصفه.

المصدر : رأي اليوم