الشباب والنساء مغيبون عن الانتخابات، ويجب أن يبادروا للتغير الإيجابي

10/07/2021

 

لجنة الانتخابات لـوطن: الشباب يواجهون معيقات عديدة في الترشح للانتخابات، ونعمل على تعزيز دورهم ومشاركتهم 

مركز مسارات لوطن: فرص نجاح القوائم الشبابية كانت ضعيفة بسبب ترشح حركتي فتح وحماس للانتخابات

وطن للأنباء: ناقشت حلقة جديدة من برنامج "رأي عام" الذي تنتجه شبكة وطن الاعلامية ضمن مشروع " قريب " للوكالة الفرنسية للتعاون الاعلامية الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية، حضور الشباب في القوائم الانتخابية التي كانت متنافسة في انتخابات 2021، وتم تأجيل إجرائها من قبل الرئيس محمود عباس.

وخلال الحلقة التي استضافت المتحدث الرسمي باسم لجنة الانتخابات المركزية فريد طعم الله، والباحث في مركز مسارات عبد الجبار الحروب، تم طرح سؤال " في حال أجريت الانتخابات بموعدها، كيف سيكون حضور الشباب في القوائم الانتخابية؟".

وأكد الجانبان أن النساء والشباب مهمشين في الانتخابات، والمطلوب منهم ان يبادروا للتغيير الايجابي البناء. مشددين على أن دورية الانتخابات ونزاهتها كفيلة بإجبار القوائم على جذب الشباب والنساء للقوائم.

وفي حديث عن نسبة التسجيل للانتخابات من فئة الشباب قال المتحدث الرسمي باسم لجنة الانتخابات المركزية فريد طعم الله، إن النسبة بلغت 56% أي أكثر من نصف الناخبين وهي نسبة عالية جدا لكنها لا تنعكس في الترشح بالقوائم ولا بنتيجة الانتخابات لو تمت بمعنى الوصول لمراكز صنع القرار. وعزا طعم الله ذلك لأن ترتيب الشباب في القوائم الانتخابية يكون في الأسماء المتأخرة وليست الأولى.

وقال طعم الله ان عدة معيقات تواجه الشباب من حيث الفصائل والقانون والمجتمع، كعدم تمثيلهم بشكل عادل في القوائم المرشحة وترتيبهم داخل القوائم، كون الفصائل والاحزاب يعتمدون عليهم بشكل اكثر في القوائم كمتطوعين أو لإكمال العدد أو وضعهم كوجوه شابة في مراكز غير متقدمة.

أما من الناحية القانونية من حيث العمر، ففي ضوء تعريف بعض الدول والامم المتحدة الشباب بمن هم اقل من 28 سنة، وصف طعم الله سن الترشح في فلسطين بأنه "عالٍ" ويجب اعادة النظر فيه، فمن يسمح للشاب بالزواج والمشاركة في البلديات والجامعات وهو اقل من 28 عليه ان يسمح له بالترشح ايضا.

أما الفصائل والقوائم قال طعم الله انها تفتقر لاستراتيجية او كوته (حصة) لتمثيل الشباب بشكل عادل بما يتناسب مع نسبتهم في المجتمع، الى جانب نظرة المجتمع للشباب كأنهم غير ناضجين تعتبر من المعيقات.

وعن دور لجنة الانتخابات المركزية، قال طعم الله إن اللجنة كانت تدرك أهمية الشباب حيث قامت بالعديد من الانشطة اثناء التحضير للانتخابات بالشكل الذي يعزز دور الشاب واهميته، كالتسجيل الإلكتروني الذي جاء لهدف مرتبط بجائحة كورونا، بالإضافة أن معظم غير المسجلين هم الناخبين الجدد، مضيفا أن  77% من الذين سجلوا هذا العام هم من الشباب، كما قامت اللجنة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتم توظيف فريق من الشباب في وحدة تواصل اجتماعي ليفكروا ويعملوا على مضمون يتلاءم مع تفكير الشباب لجذبهم للعملية الانتخابية.

وأشار إلى أن حوالي 60% من المتفاعلين على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة باللجنة كانت من فئة الشباب فكانت الأرقام مفاجئة رغم سنوات طويلة من الاحباط.

ونوه طعم الله للجوء اللجنة لتنظيم انشطة تثقيفية في المدارس والجامعات ومحاكاة العملية الانتخابية، واستفاد منها 200 الف شاب وشابة بشكل مباشر.

وأضاف طعم الله أن العملية الانتخابية عملية متكاملة لكن الجزء الذي يخص اللجنة هو ادارة العملية ومراقبتها قائلا: "في اعلانات التوظيف والرقابة كنا نشجع النساء والشباب"، مؤكدا أن العملية الانتخابية لو أنها استُكمِلَت لكان لدينا كنز للباحثين ومؤسسات الدراسات عن انطباع وممارسات الشباب وتوجهاتهم وسلوكهم كناخبين، فسلوكهم الديمقراطي غير معروف كونهم لم يشاركوا سابقا بأي عملية انتخابية ولا يمكن التنبؤ بها والانتخاب هي اصدق تعبير عن الرأي السياسي.

وأشار طعم الله إلى أنه رغم انخراط الشباب في المقاومة ضد الاحتلال، إلا أنه لا يتاح لهم الترشح للانتخابات. واصفا ذلك بأنه مفارقة غير مقبولة.

و شدد طعم الله على ان اللجنة تطرح وجهة نظرها على شكل توصيات لكن الجزء الاكبر من المسؤولية يقع على الأطر الشبابية ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب والقانونيين والنقابات.

في ذات السياق، أكد الباحث في مركز مسارات عبد الجبار حروب أن تحديد سن ترشح الشباب في المجلس التشريعي بـ 28 عاما، قد حرم 31% ممن يحق لهم الاقتراع من حق الترشح، مقارنة بدول العالم فإن اعمار الرشح للبرلمان هي ما بين 18 الى 25 وفي الدول العربية سن الترشح ما بين 23-25 عاما.

وقال: تعتبر فلسطين والكويت والاردن من الدول التي يعتبر سن الترشح فيها مرتفعا، ففي الكويت والاردن يبلغ 30 عاما بينما فلسطين 28 عاما.

اما حال القوائم الانتخابية التي كانت مترشحة والتي بلغت 27 قائمة، جزء منها قوائم شبابية، كانت فرص نجاحها ضعيفة لاستحواذ أكبر حزبين وهما فتح وحماس على النصيب الاكبر من الاصوات. وفي حال القوائم الكبرى كقوائم حماس وفتح والحرية والمستقبل تضمنت تمثيل للشباب لكن ليس ضمن مواقع مضمونة حيث جاء ترتيب الشباب فيها بأرقام متأخرة، وفق حروب.

ومن جانب آخر، التبعات المالية تضاف الى رزمة المعيقات التي تواجهها فئة الشباب في العملية الانتخابية، فبحسب الحروب، لا يستطيع الشباب دفع المبالغ الكبيرة المتمثلة برسوم التسجيل والتأمين، اضافة للدعاية الانتخابية، فقد يلجأ الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي بينما الاحزاب الكبيرة لديها موازنات ضخمة.

وعن اهمية دور الشباب في صنع القرار، قال حروب إن عدد الشباب الذين لم يشاركوا بأي انتخابات عامة من عام 2006 حتى الان هم مليون و400 الف شاب من مجموع من يحق لهم الاقتراع أما المسجل منهم بلغ مليون و200 الف وهذا يشكل نصف الناخبين ومثل هذا العدد بإمكانه قلب الطاولة حسب قوله، فالاهم من تمثيل الشباب هو تمثيل قضاياهم بأنفسهم من توفير فرص العمل والتعليم والفرص الاجتماعية والسياسية ورغم أن القوائم تبنت قضايا الشباب لكن التمثيل يختلف في حال أجريت الانتخابات وفق الاستطلاع سيكون تمثيل الشباب اقل من 10 نواب، لكن اذا استغل الشباب قوتهم بشكل كبير سيكون لهم تأثير في نتائج العملية الانتخابية.

وأضاف الحروب أن الشباب يتحملون جزء من المسؤولية فهناك شباب غائب بفعل ذاتي بفعل الاحباط من الوضع العام وانشغالهم بالحياة الشخصية وجزء آخر مُغَيّب من المعيقات الحزبية والقانونية، بالتالي عليهم دور المبادرة.

أما عن دور السياسيين، فقال حروب إن الشباب مغيبين عن اهم مؤسستين تنفيذيتين سواء في السلطة او في منظمة التحرير فهناك فصائل لم تتغير الوجوه فيها منذ نشأتها. وبرأي حروب فإن السياسيين يرون معادلة الشباب لكن المصالح الشخصية تغلب على المصلحة العامة، مشددا على أنه مع وجود مزيج بين الشباب وكبار السن للاستفادة من خبراتهم وتفادي اخطاءهم.

وعن تمثيل الشباب في مراكز صنع القرار، قال حروب إنه لا يوجد شباب في الحكومة ولا اللجان التنفيذية ولا الامناء العامين ولا المكاتب السياسية كما لا يوجد حضور حتى على مستوى النوادي والجمعيات الاهلية والهيئات المحلية، وهناك قمع مجتمعي للشباب، رغم أن الاحداث الاخيرة في معركة القدس كان الحضور الاقوى للشباب، قائلا" " ان كان الشباب حاضرا في القضايا الوطنية فبإمكانه ايضا الحضور لقضايا تخصه".