سياسة الإبعاد عن الاقصى ..ماذا يعني أن تكون محروماً لسنوات ؟

19/06/2021

وطن للأنباء- أنصار اطميزه: لم تنتظر المرابطة المقدسية هنادي حلواني لحلول صباح يوم 16/6 حتى تذهب للمسجد الأقصى بل منذ ساعات الفجر ارتدت ملابس العيد وصعدت إلى المسجد الأقصى بعد قرار سلطات الاحتلال إبعاد هنادي عن الأقصى وساحاته مدة 6 أشهر و10 أيام أخرى إضافة كاجراءات حجر صحي فرضها الاحتلال عليها.

لم تزر حلواني  المسجد الأقصى منذ حوالي 7 سنوات مضت سوى أيام معدودة بعد توالي قرارات الاحتلال بالإبعاد التي يصدرها حتى قبل انتهاء القرار السابق حتى تتفاجىء بقرار إبعاد جديد فتقف أمام شوقها للأقصى عاجزة عن فعل أي شيء سوى بالالتزام بقرار الاحتلال التعسفي.

وفي حديثها مع وطن للأنباء تقول حلواني أن الاحتلال منذ 7 سنوات حرمها من زيارة المسجد الأقصى والرباط فيه ولم تعش معظم الأحداث والأعياد وأشهر رمضان خلال تلك الفترة ، عاشتها عن بعد كانت تقف على أبوابه مقهورة تبذل جهدا لأن  تكون في النقطة الأقرب له تسمع آذانه وأصوات التكبير وأصوات حتى الرصاص في أيام الاقتحامات لتكون شاهدة على ذلك بالصوت فقط.


وفي زيارة حلواني الأخيرة  للأقصى فجر الأربعاء الماضي حاولت أن تروي شوقها من رؤية كل زاوية وناحية بالمسجد وساحاته وناسه صلت بالمسجد القبلي، أطعمت حمام ساحاته،التقطت صور جديدة، لكنها سرعان ما تفاجأت بقيام سلطات الاحتلال باعتقالها وتسليمها قراراً مؤقتاً بالإبعاد مدة أسبوع منذ تاريخه تمهيداً  لتسليمها قراراً آخر مدة 6 أشهر أيضاً.


وعن الأماكن التي كانت تتخذها حلواني كبديل مؤقت للرباط بالمسجد القاصى تقول" في بداية الإبعاد اتخذت مكاناً عند باب السلسلة الذي يخرج منه السياح والمستوطنين الذين يزورون الأقصى يومياً بينما هو مُحرم عليّ" وحملت هي  ومن معها من مبعدين آخرين لافتات باللغات العربية، الانجليزية والعبرية تشير إلى إجراءات الاحتلال التعسفية بإبعادهم عن الأقصى، وفي ذلك رسالة أخرى للاحتلال أن الإبعاد لن يثنيهم عن الدفاع عن الوجود  المقدسي و المقدسات ، غير أن الاحتلال منعهم من التواجد في باب الأسباط عام 2014  انتلقت فيما بعد لباب حطة بعد إبعادها عن البلدة القديمة خلال عامي  2015_2016 .


يتخذ المبعدون اليوم _ بمافيهم هنادي حلواني_  طريق المجاهدين مكاناً لهم يجلسون فيه يصلون ويتعبدون  ويقدمون الطعام للمصلين المارين من تلك الحلل الشهية التي تُعدها المرابطات التي أصبحت مشهداً يوميا في أيام شهر رمضان.
ويتذرع الاحتلال بسياسة الإبعاد بارجاعها لملفات سرية إدارية أو تحت ذريعة وجود نية لدى المرابط لإحداث شغب أو تنظيم مسيرة قد تُضر بالمتواجدين بالأقصى الأمر الذي يدفعهم لاصدار قرار الإبعاد وفق ادعائاتهم .

مركز القدس للمساعدة القانونية : الاحتلال يُطبق على المقدسيين سياسة  الحكم العسكري المطبقة على فلسطينيين الداخل المحتل دون الاعلان عن ذلك

إلا أن مدير مركز القدس للمساعدة القانونية والاجتماعية عصام عاروري قال إن الاحتلال يُطبق على المقدسيين سياسة  الحكم العسكري المطبقة على فلسطينيين الداخل المحتل دون الاعلان عن ذلك ، حيث يقوم بابعاد المقدسيين عن الأقصى أو عن بلدة العيساوية وسياسة الاعتقال المنزلي ومنع السفر وغيرها والقوانين الطارئة ، وأضاف أن الاحتلال يتقن جيداً بسياسية التلاعب بالقوانين.

ترى حلواني التي قضت غالبية سنوات حياتها مرابطة بالأقصى وعملت وحفظت القرآن فيه ، أن المسجد الأقصى هو بيتها الأول والأخير الذي نمت وترعرعت في أروقته وربت أولادها فيه ولن يكون غير ذلك وأن إبعادها لن يقلل من عزيمتها للدفاع عن مكانا تجذرت فيه روحياً دينياً ووطنياً.

بالإضافة لهنادي فإن أكثر من 30 مبعداً مُعلنين محرومين من المسجد الأقصى لأشهر عديدة، وهم ليسوا وحدهم فمئات الآلاف من الفلسطينيين بالضفة الغربية محرومين أيضاً من زيارته بفعل سياسات الاحتلال ومنع تصاريح الدخول للمناطق المحتلة كافة بما فيها القدس.