على طاولة " رأي عام " ... التجمعات البدوية من يدّعم صمودها في مواجهة اجراءات الاحتلال بالهدم والتهجير

15/06/2021

رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان " وليد عسّاف " لـوطن: الحكومة لديها خطط واضحة بشأن توفير الخدمات الأساسية للتجمّعات البدوية

وليد عساف : نعمل مع وزارة الحكم المحلي على انشاء مجالس قروية للتجمعات البدوية على غرار " الخان الاحمر ، وابو نوّار "

رئيس منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو " حسن مليحات " لوطن : هناك تهميش للتجمعات البدوية التي تفتقر لمقومات الحياة الاساسية كالكهرباء والماء والتعليم والصحة .

حسن مليحات : مشكلة البدو سياسية وليس إغاثيةً، وتجمّعاتها لا تحظى بأجسام قانونية وكيانية تمثّلها

وطن للانباء : قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عسّاف أنّ الاحتلال لا يخفي أهدافه وهي؛ تهجير الفلسطينيين من الأغوار ومناطق (ج) وضم هذه الأراضي، مؤكدًا أنّ الاحتلال كان يخفي هذه الأهداف تحت مُسمّيات مختلفة، فحوّر المسميات، وجعل من التطهير العرقي في المناطق البدوية مشروعًا لتجميع البدو وإسكانهم، مستطردًا بأنّه أعدّ ثلاث مخطّطات لهذه المناطق وقسّمها إلى أقسام؛ وهي شرق القدس، ومنطقة المعرّجات، ومنطقة العوجا، كاشفًا أنّ الاحتلال طرح العطاءات الخاصّة بذلك عام 2008، مبينًا أنّ الهيئة (هيئة مقاومة الجدار والاستيطان) عملت على خطين لمواجهة هذا المشروع، الخط الأول؛ توعية وتثقيف التجمعات البدوية، والثاني؛ العمل بكل الوسائل على إسقاط المشروع ضمن خطة محدّدة، مثنيًا على موقف التجمعات البدوية الملتزمة بالموقف الوطني العام، والذين رفضوا مشروع الاحتلال وإغراءاته المالية وتهديداته.

وأضاف عسّاف خلال مشاركته أولى حلقات برنامج "رأي عام" الذي تنتجه شبكة وطن الاعلامية ضمن مشروع " قريب " للوكالة الفرنسية للتعاون الاعلامي الممول من الوكالة الفرنسية للتنمية الدولية ويقدّمه الاعلامي فارس المالكي ، قائلًا:"زرت منطقة تجمّع أبونوّار أكثر من (50) مرّة، والتقيت بممثلي التجمّع أكثر من (50) مرّة أخرى، واستطعنا خلال لقاء استراتيجي عقدناه في محافظة أريحا الاتفاق على أجندة واضحة لمجابهة مشروع الاحتلال، وقدّم السكان حينها ورقة من (10) مطالب وافقنا عليها بالكامل، وقلنا لهم:"لا نريد منكم سوى الالتزام بالموقف الوطني"، وعلى هذه القاعدة تم إنشاء مدرسة في أبونوّار، ومدّ خطوط المياه والكهرباء، وإعادة بناء ما هدمه الاحتلال، ثم انتقلت الهجمة الاحتلالية إلى التجمع البدوي في شرق المغيّر، وتم هدم التجمّع بالكامل؛ إلّا أننا تمكّنا من إعادة بنائه، ثم الخان الأحمر الذي عشنا فيه (6) شهور، وتم إسقاط المخطط، وتم إسقاط المخطط في حمصة التي أعدنا بناءها (6) مرات، ولم نترك عائلة تنام في العراء".

وبحسب عسّاف؛ فإنّ هذه المناطق مستهدفة وهي على رأس خطة التهجير القسري والتطهير العرقي، موضحًا أن القيادة الفلسطينية شاركت في التصدي لها على جميع الأصعدة، مستشهدًا بقطع دولة فلسطين علاقاتها مع الولايات المتحدة ورفض الرئيس (أبومازن) لقاء الرئيس الأمريكي السابق (دونالد ترامب) واستقبال وزير خارجيته حينها، مردفًا بأنّ الهدف الإسرائيلي؛ هو أن لا يكون هنالك فلسطيني واحد في مناطق (ج) ضمن خطة كاملة أولويتها؛ الأغوار ومناطق (ج) وصحراء النقب، مستدركًا بأنّ كرة اللهب الإسرائيلية تتدحرج بين امتداد الأغوار شمالًا وجنوبًا، وأحيانًا؛ تفرّخ كرات أخرى في عدد من المناطق، والآن –وفقًا لعسّاف- جاء دور المعرجات.

واستطرد عسّاف مضيفًا:"الاحتلال لا يُنيّم ملفًا، وهو يتعامل حسب الظروف العامة، فحكومة (بينيت) ستضطر إلى إرضاء المستوطنين لتثبيت نفسها، فيما سيحرض (نتنياهو) المستوطنين لانتزاع مكاسب، ونحن ضحايا هذا الصراع، مضيفا قبل أيام؛ زرت التجمع البدوي في منطقة المعرجات بيت رام الله واريحا وتم تسليم سكّانها الخيام ومستلزمات الحياة، وبالأمس؛ تعرّض عرب الكعابنة شرق دير دبوان لهجوم من الاحتلال؛ فتمكنت طواقم الهيئة من زيارتهم، وتقديم كل الاحتياجات، ونحن نوفّر الخيمة أو البراكسات بشكل عاجل لهذه العائلات، إضافةً إلى خزانات المياه وحظائر الأغنام، ولأوّل مرة؛ يتوفّر تأمين صحي مجاني على نفقة وزارة الصحة لكل القاطنين في مناطق (ج) دون تمييز بين ساكنيها، والهيئة هي من تتولى إيصال التأمين إلى السكّان دون أن يذهبوا إلى تقديم الطلبات، كما أننا استطعنا عمل إحصاء للتجمعات البدوية؛ أي لدينا مسح سكاني كامل، وفيما يخص التعليم؛ فالإشكالية تتعلّق بالمواصلات (نقل الطلاب إلى المدارس)، لكننا استطعنا بناء المدارس في التجمعات نفسها وعددها (48) مدرسة، بنيناها رغم أنف الاحتلال في تجمعات رأس العوجة ورأس التين والمالح، ودفعنا (20) ألف شيكل لوقف هدم مدرسة رأس التين، وأعدنا بناء مدرسة أبونوار بعد هدمها (4) مرات".

واستكمل حديثه موضحًا:"الحكومة لديها خطط واضحة بشأن توفير الخدمات للتجمّعات البدوية، فمنذ حكومة سلام فياض؛ تم توفير خزّانات مياه متنقلة، بالرغم من أنّ الاحتلال يمنع توفير الخدمات في مناطق (ج)، لذلك؛ علينا أن ننتقل من خطاب التهميش إلى خطاب الاندماج، ومن أجل ذلك؛ استحدثنا ثلاث دوائر (شمال- وسط- جنوب)، وأيضًا هنالك خطة وزارية من أجل هذه المناطق؛  وفيما يتعلّق بالطاقة؛ سنستكمل تقديم الألواح الشمسية، وبالنسبة للأجسام القانونية؛  اتفقنا مع وزارة الحكم المحلي، على تشكيل مجلسي الخان الأحمر وأبونوّار، ونحن ندعو تجمّعات المعرجات إلى تشكيل مجلس قروي ونحن سنأخذ الموافقة لهم".

وفي السياق ذاته؛ بيّن رئيس منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو المحامي حسن مليحات أنّ البدو؛ هم جزء من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الفلسطيني، موضحًا أنّ البدو تعرّضوا للتهجير القسرتين عام 1948 و1967، مؤكدًا انتشار البدو على امتداد الجغرافيا الفلسطينية من مسافر عرب الكعابنة جنوبًا إلى منطقة المالح شرق محافظة طوباس، يضاف إلى ذلك؛ تواجدهم الكثيف في شرق القدس ومنطقة الخان الأحمر.

وقال مليحات مضيفًا:"هنالك خلل مهم؛ وهو أنّ الجهاز المركزي للإحصاء لا توجد لديه إحصاءات حول تعداد البدو، ناهيك عن عدم توفّر الخدمات للتجمعات البدوية في مناطق (ج) كالكهرباء والماء والتعليم والصحة، مثال على ذلك؛ أنّ البدو لا زالوا يحصلون على الماء من خلال (الصهاريج)؛ أيّ أنهم يعيشون تحت مطرقة الاحتلال وسندان التهميش".

وختم حديثه منهيًا:"مشكلة البدو سياسية وليس إغاثيةً، ومقوّمات صمود البدو تختلف عن المناطق الأخرى، أيضًا؛ التجمّعات البدوية لا تحظى بأجسام قانونية وكيانية تمثّلها؛ وهي تعتبر من أهم احتياجاتها؛ لإبقاء جذوة الصمود، كما أنّه لا يوجد قرار سياسي على أعلى المستويات يدعم صمود التجمعات البدوية ضمن خطة وطنية شاملة تُشرك هذه التجمعات؛ لأنّ أهل مكة أدرى بشعابها، ومن المهم؛ إيجاد آليات قانونية كالمجالس القروية والنوادي الرياضية والمراكز الثقافية، لذلك؛ على المستوى الرسمي أن يخرج التجمعات البدوية من دوائر التهميش والإقصاء إلى دوائر الدمج والمشاركة الفاعلة؛ لأنّ ظروف البدو الحالية كرّست حالةً من الاغتراب وغياب القيمة والاعتبار، وزادت من مؤشرات انعدام الثقة بين هذه التجمعات والقيادة السياسية، ومن الأدلة على ذلك؛ أننا توجهنا إلى محافظ أريحا ووزير الحكم المحلي ورئيس الوزراء للمطالبة بمجلس قروي للمعرجات، وحتى الآن لم يستجيبوا".