700 طن من المتفجرات.. "إسرائيل" استهدفت البقعة الأكثر اكتظاظًا بقوة تدميرية ضخمة

13/06/2021

وطن للأنباء: قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن "إسرائيل" استخدمت مئات الأطنان من القنابل شديدة الانفجار في هجماتها الأخيرة على قطاع غزة، فيما أفادت دائرة هندسة المتفجرات في جهاز الشرطة الفلسطينية، أن 700 طن هي حصيلة المتفجرات التي استهدف بها جيش الاحتلال القطاع في عدوانه، الذي استمر 11 يومًا في الفترة الممتدة من 11- 21 مايو/ أيار.

وبتفاصيل دقيقة، يخبرنا رئيس قسم الإرشاد والتدريب بدائرة هندسة المتفجرات في جهاز الشرطة الفلسطينية، النقيب محمد مقداد، أن مقاتلات جيش الاحتلال ألقت قنابل “MK82"،"MK83"،"MK84" متنوعة الأحجام، وقصفت بها مبانٍ أحالتها إلى ركام، كما نُفذّ خلال العدوان 1625 عملية استهداف بالمقاتلات الحربية والمدفعية والدبابات، كانت غالبيتها في مناطق مأهولة بالسكان المدنيين.

هذا، ويرد في التقرير الصادر عن المرصد الأور ومتوسطي والمعنون: "جحيم لا يستثني أحدًا" أن قوات الاحتلال نفذّت على مدار 11 يومًا عبر سلاح الجو والبر والبحر هجمات واسعة على قطاع غزة لتوقع مئات القتلى والجرحى، بإطلاق صواريخ وقذائف تحوي آلاف الكيلو جرامات من المتفجرات في هجمات عشوائية أو مخططة أحيانًا، دون إيلاء اعتبار لسلامة المدنيين في القطاع الذي يُعد من أكثر الأماكن اكتظاظًا وكثافة سكانية في العالم.

فيما يؤكد د. أحمد حلس رئيس المعهد الوطني للبيئة والتنمية أن أطنانًا من الصواريخ والقنابل والمتفجرات التي تحوي مواد سامة وعناصر ثقيلة، خطرة ومسرطنة ومحرمة دوليا، والتي ثبت ضررها عالميًا تجاه البيئة بكل مكوناتها؛ ألقيت على القطاع خلال الحرب، لتدمر وتلوث التربة الزراعية والمياه الجوفية والهواء المحيط بنا.

ويشير د. حلس في تدوينة له على صفحته عبر "الفيس بوك"، إلى أن البيئة في الحروب هي الحلقة الأضعف والمستهدف المباشر والضحية الأكثر خسارة، وتتصدّر قائمة المستهدفين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي.

قوة تدميرية
ويذكر المرصد أن "الانتهاكات شملت القتل الجماعي والقتل العمد باستهداف تجمعات للمواطنين والمركبات المتحركة، فضلًا عن استهداف الأطفال والنساء ومن ضمنهن حوامل، واستهداف ذوي الإعاقة والطواقم والمقرات الطبية والمؤسسات الإعلامية والتعليمية".

ونبه إلى ما تضمنه الهجوم العسكري الإسرائيلي من تدمير واسع للبنى التحتية والأعيان المدنية والمنازل التي قُصف عدد منها على رؤوس قاطنيها وأبيدت عائلات بأكملها.

ورصد التقرير الحقوقي الذي وثقَّ "سلسلة انتهاكات لقواعد القانون الدولي الإنساني ارتكبتها إسرائيل خلال هجومها العسكري الأخير على قطاع غزة" قصف وتدمير الأعيان المدنية، بما يشمل الأحياء والأبراج السكنية والمنازل والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ومقرات حكومية ومنشآت دينية وهدم وتدمير البنية التحتية وشبكات الكهرباء، وإلحاق أضرار بشبكات الاتصال والإنترنت إلى جانب استهداف وتدمير منشآت اقتصادية.

وأبرز التقرير تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء الهجوم العسكري الإسرائيلي، وما خلفه من نزوح جماعي لنحو 120 ألف فلسطيني عن منازلهم في مناطق متفرقة في قطاع غزة، فضلًا عما تضمنه من عقوبات جماعية على سكان القطاع البالغ عددهم أزيد من مليوني نسمة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استخدم خلال هجومه أنواعًا مختلفة من الأسلحة والذخائر، وقوة تدميرية غير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في انتهاك لقواعد الحماية للمدنيين وممتلكاتهم من مخاطر الحرب.
القنبلة الأكبر

وتعد "MK84" أكبر قنبلة، بحسب رئيس قسم الإرشاد والتدريب بدائرة هندسة المتفجرات في جهاز الشرطة، ووزنها الإجمالي طن وتحتوي على مادة متفجرة بوزن 425 كيلوجرام من مادة "التروتونال" شديدة الانفجار.
كما استخدم قنابل "Gpu39" زنة 117 كيلوجرامًا، تحتوي على مادة متفجرة يصل وزنها إلى 15 كيلوجرام متفجرات، استهدفت بها مقاتلات جيش الاحتلال الشقق في الأبراج السكنية.

ويقول مقداد إن هذا النوع من القنابل، يتميز بدقة إصابة الهدف وإمكانية توجيهها واختراق الإسمنت المسلح لدرجة تصل إلى تمكنها من اختراق طابقين ومن ثم الانفجار بشكل عنيف جدًّا في الطابق المستهدف.
ويبين أن مقاتلات الاحتلال الحربية ألقت قنابل "Gpu31"، وهي شرسة في قوتها الانفجارية والتدميرية، وقريبة جدًا من الدمار الذي تسببّه قنابل "MK"، إضافة إلى صواريخ موجهة مثل "هيلفاير" الأميركية، وهو صاروخ موجه ممكن إطلاقه من عدة منصات لإصابة أنواع مختلفة من الأهداف وبدقة متناهية، لكن جيش الاحتلال لم يستخدمه كثيرًا بسبب اعتماده على المقاتلات الحربية وقنابلها المسقطة.

وفي معرض رده على سؤال مجلة "آفاق البيئة والتنمية" حول سرعة انفجار القنابل، يؤكد النقيب مقداد أن جنود الاحتلال الإسرائيلي ألقوا قنابل كانت تنفجر بمجرد اصطدامها بالهدف وتحدث دمارًا هائلاً، بيد أن هناك قنابل أخرى كان نظام التفجير فيها يعتمد على التوقيت بعد خرق عدة أسطح ووصولها إلى الهدف الذي أسقطت من أجل تدميره.
قذائف مدفعية

وبخصوص القذائف المدفعية يفيد مقداد أن جيش الاحتلال أطلق قذائف ثقيلة من عيار 155، ضد العديد من الأهداف، وخاصة في منطقة شمال قطاع غزة، حيث تتمركز هذه المدفعية في الداخل المحتل ويصل مدى قذائفها لعشرات الكيلومترات، تزامنًا مع الغارات العنيفة التي شنتها المقاتلات.

ويتابع حديثه بشأن تفاصيل القذائف المستخدمة، فقد استخدم الاحتلال قنابل مسقطة من الطائرات الحربية من دون طيار، وذلك للتأكيد على أن المقاتلات ستشن غاراتها على نفس الهدف.

وبين أن هذه القنابل تحوي مادة متفجرة يصل وزنها إلى 900 جرام، وشظايا من معدن "الدايم"، ورغم أن هذا النوع والشظايا محرم استخدامه دوليًّا ضد المدنيين، إلا أن الاحتلال استخدمها بكثافة خلال عدوانه، لافتًا إلى أن شظاياها تتناثر بقوة وتتسبب عادة باستشهاد الأطفال، واستهدف بها جيش الاحتلال مركبات ودراجات نارية في أماكن متفرقة من القطاع.
وبالعودة الى "الأورومتوسطي"، فقد ذكر تقريره الأخير أن "إسرائيل" ارتكبت في هجومها العسكري على قطاع غزة انتهاكات جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني بما يشمل انتهاك مبدأ التمييز، ومبدأ  التناسب،  ومبدأ الضرورة العسكرية والحماية الخاصة في النزاعات المسلحة.

ويشدد على أن الاستنتاجات القانونية للهجمات وما خلفته من نتائج وآثار، تؤكد أنّ ما فعلته "إسرائيل" قد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؛ وهو ما تمثل في قصف المنازل على رؤوس ساكنيها، والقصف العشوائي.
بدوره قال المدير العام للشرطة بغزة محمود صلاح، إن إدارة هندسة المتفجرات بالشرطة تمكنت من تحييد أكثر من 295 صاروخ وقذيفة للاحتلال سقطت على منازل المواطنين.

ولفت إلى أن فرق هندسة المتفجرات لا تزال تواصل جهودها في التعامل مع مخلفات القصف الإسرائيلي من قذائف وصواريخ، على قلة إمكاناتها الفنية.

وأضاف صلاح: "عمد الاحتلال إلى إرباك الجبهة الداخلية بقصف مقار الشرطة، وثنيها عن تقديم خدماتها، إلا أن أبناء الشرطة لم يتوانوا عن التصدي للاحتلال".

استخدمت "إسرائيل" مئات الأطنان من القنابل شديدة الانفجار في هجماتها الأخيرة على قطاع غزة، وبلغت حصيلة المتفجرات نحو 700 طن، استهدف بها جيش الاحتلال القطاع، في عدوانه الذي استمر 11 يومًا.
أطنان من الصواريخ والقنابل والمتفجرات التي تحوي مواد سامة وعناصر ثقيلة خطرة ومسرطنة ومحرمة دوليا، والتي ثبت ضررها عالميًا تجاه البيئة بكل مكوناتها، أُلقيت على القطاع خلال الحرب، لتدمر وتلوث التربة الزراعية والمياه الجوفية والهواء المحيط بنا.
ولا تزال فِرق هندسة المتفجرات تواصل جهودها في التعامل مع مخلفات القصف الإسرائيلي من قذائف وصواريخ، على قلة إمكاناتها الفنية.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية