ان لم تكونوا بحجم فلسطين احملوا عزالكم وارحلوا

10/06/2021


كتب: رياض سيف

مؤلم ومحزن ما يجري على ارض فلسطين من تغول الاحتلال في الضفة الغربية والقدس على أبناء شعبنا الفلسطيني.

فمنذ وقف الحرب على قطاع غزة لم توقف "إسرائيل" عدوانها على القدس والشيخ جراح وسلوان والمسجد الاقصى ، ولم توقف الاعتداءات والاقتحامات والاعتقالات اليومية للضفة الغربية، وفي خضم عدوان المستوطنين واقتحامات الجيش وإغلاق المؤسسات الاهلية كما جرى يوم امس بإغلاق اتحاد لجان العمل الصحي وكذلك الاعتداءات اليومية على الصحفيين . ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك بل  تجاوزت فجر هذا اليوم كل الخطوط حين أطلقت النار بشكل مباشر على مقر جهاز الاستخبارات الفلسطيني في جنين مما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم ضابطا امن في رسالة واضحة أن كل ما على الارض الفلسطينية مباح لجيش الاحتلال , وأن السلطة سوى سلطة الاحتلال حتى في عقر دار السلطة الفلسطينية التي لاتجيد سوى الاستنكار والشجب مثلها مثل دولة في اقاصي الارض تتعاطف مع ما يجري من قتل وتهجير وأعتقالات بدوافع انسانية .

ورغم اننا قلنا وما زلنا نقول (الى كل الواهمين بالتحرر والانعتاق , نبشركم ان فلسطين لن يتحرر منها شبر واحد مادامت الفرقة قائمة , ومادامت المصلحة والاجندات للفئات الحاكمة تعلو فوق كل اعتبار حيث نسي من تولوا زمام الامر في ظل الحفاظ على امتيازاتهم أو اجنداتهم  أن هناك وطناً اسمه فلسطين , وأن هناك شعبا قد اثخن بالجراح , وأن فلسطين مهما علو وتطاولوا أكبر منهم جميعا .

ورغم تفاؤلنا الحذر بان ما جرى في الايام ألاخيرة , وما نتج عنه من صحوة عمت العالم اجمعه ووضعت القضية الفلسطينيه في اولويات القضايا العالمية بعد الصمود الاسطوري في غزة وبعد هبة اهلنا في الداخل المحتل وفي القدس والضفة الغربية مما جعل العالم يقف على قدم ونصف لايجاد حل للقضية اولى شروطها توحد الفرقاء ونبذ الخلافات وانتهاج خطة وطنية واحدة تقف بصلابة أمام مخططات الاحتلال , وتثبث للعالم أن الشعب الفلسطيني واحد في كل امصاره ومنافيه . يأتينا خبر من القاهرة تأجيل جلسة الحوار والتفاهم لان الاخوة مختلفي ن.مما يجعلنا نتساءل عن سر هذا الخلاف ودوافعه , اهو على اقتسام غنائم زائلة ؟, أم على معتقدات زائفه ؟. أم على تركة خاوية ؟ . فيا ايها الغافلون النائمون في خدوركم كفانا ما نحن فيه من حزن وألم وجراح . وكفى فلسطين ما اثقلتموه فيها من طعن وهوان . فإن لم تكونوا على حجم فلسطين والام شعبها , فليس لدي ما أقوله الا ما قاله شاعرنا الفلسطيني محمود درويش :

أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم وانصرفوا
وأسحبوا ساعاتكم من وقتنا، وانصرفوا
لنا ما ليس يرضيكم، لنا المستقبل ولنا في ارضنا ما نعمل
ولنا ما ليس فيكم: وطن ينزف وشعب ينزف
ولتموتوا اينما شئتم ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في ارضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الاول
ولنا الحاضر، والحاضر، والمستقبل
ولنا الدنيا هنا... والاخرة .