قيادة فتح في لبنان تطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل لوقف المجازر الهمجية التي يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا

15/05/2021

وطن للأنباء: تزامنا مع الذكرى الثالثة والسبعين للنكبة الفلسطينية التي تصادف اليوم، الخامس عشر من أيار، أصدرت قيادة حركة فتح في لبنان بيانا صحفيا طالبت فيه المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان والمجازر الهمجية التي يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا وأهلنا وتأمين الحماية الدولية للمدنيين والعزّل في كل الأراضي الفلسطينية، وفيما يلي نص البيان:

تحل علينا اليوم في الخامس عشر من أيار الذكرى الثالثة والسبعين لـ"نكبة فلسطين"  وشعبنا الفلسطيني ينتفض في وجه الإحتلال في كل فلسطين ويخوض بكل عزة وكرامة وبكل فخر وكبرياء ملحمة بطولية ضد الإقتلاع والتهويد وتدنيس أماكن العبادة وضد كل ممارسات العدو الصهيوني العنصرية والإجرامية والإرهابية، دفاعا عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية وهوية عاصمة دولة فلسطين الأبدية "القدس" الشريف.

لقد أثبت شعبنا للعالم أجمع، من خلال هبّته المباركة في القدس والضفة الغربية وفي المدن والقرى الفلسطينية في فلسطين المحتلة ومن خلال مقاومته الباسلة في قطاع غزة، في هذه الأيام من تاريخه النضالي الحافل بالتضحيات، أن لا سلام ولا إستقرار في المنطقة ولا في العالم، ولن تنعم دولة الإحتلال بالأمن والهدوء طالما بقي الإحتلال جاثم على أرضنا الفلسطينية.

إنّ النكبة الفلسطينية التي حلت بشعبنا في العام 1948 والتي تتوالى وتتجدد فصولها كل يوم منذ 73 عاماً ما زالت مفاعيلها وارتداداتها مستمرة حتى اليوم، وما زال الاحتلال الصهيوني مستمر في محاولة تصفية القضية الفلسطينية والنيل من حقوق شعبنا الثابتة، عبر ممارسته أبشع أشكال الإرهاب والقتل والإغتيالات وتدمير وقصف الأحياء السكانية وارتكاب المجازر الموصوفة، التي تستهدف المدنيين من النساء والأطفال والعجزة من ابناء شعبنا وتدمير المؤسسات في قطاع غزه والضفة والقدس، ومواصلته مصادرة وسرقة الأراضي وبناء المستوطنات وتوسيعها وهدم المنازل وتجريف المزروعات وبناء جدار الفصل العنصري، وحصار المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة والقطاع، وتهويد مدينة القدس بشكل ممنهج ومنظم وتدنيس الحرم القدسي الشريف والإعتداءات اليومية من قبل شرطة الإحتلال وقطعان المستوطنين المجرمين على المصلين والمؤمنين طيلة شهر رمضان المبارك، إضافةً إلى الإعتقالات التعسفية اليومية، للآلاف من أبناء وبنات شعبنا وزجهم خلف القضبان بشكل تعسفي ومخالف لكل المبادئ والقوانين والأعراف المتعلقة بحقوق الإنسان.

في ذكرى النكبة، نرفع صرختنا بصوت عال: أن كفى للإحتلال، وظلمة وعدوانه على مرآى ومسمع العالم كلّه، ولقد آن الأوان للمجتمع الدولي والقوى الكبرى في العالم والأمم المتحدة لتصحيح الخطأ التاريخي الذي أرتكب بحق شعبنا، والذي سيبقى وصمة عار في جبين الإنسانية ما لم يتم وضع حدّ نهائي لهذا الإحتلال الغاشم والظالم وإرهابه الواقع على شعبنا منذ 73 عاما، الذي عانى ما لم يعانية أي شعب من شعوب الأرض،  وإنهاء أطول احتلال عرفه التاريخ  وتمكين شعبنا من ممارسة حقوقه الوطنية المشروعة، في تقرير مصيره واستقلاله الوطني الكامل، وحقه في العودة إلى أرضه ودياره التي هجر منها عام 48، طبقاً للقرار 194 وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

نطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتدخل الفوري والعاجل لوقف العدوان والمجازر الهمجية التي يرتكبها الإحتلال بحق شعبنا وأهلنا وتأمين الحماية الدولية للمدنيين والعزّل في كل الأراضي الفلسطينية.

يا جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر

ما زالت الإدارة الإميريكة وبعض الدول الكبرى والغربية تتماهى مع الإحتلال وتساوي بين الجلاد والضحية، وفق رؤية العدو الصهيوني مدّعية وبكل وقاحة وصلف، حق دولة الإحتلال بالدفاع عن نفسها، دون الإلتفات إلى ما يتعرض له شعبنا يوميا ومنذ عقود من ظلم وارهاب وإضطهاد على يد قوات الإحتلال في خرق فاضح لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وجميع الأحكام والقوانين ةالمواثيق الدولية والإنسانية ذات الصلة.

إننا ندعو جميع الدول العربية والإسلامية والصديقة وشعوبها، بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، لدعم صموده ولمعاقبة الإحتلال، وعدم الإكتفاء ببيانات الشجب والإدانة فقط،  التي صدرت عن العديد من الدول العربية والإسلامية والدول الصديقة وندعوها لبذل الجهود ووقف كل أشكال التطبيع والعلاقات مع دولة الإحتلال.

ونحيّي النقابات والإتحادات الدولية والعربية ومنظمات المجتمع المدني في العالم ، التي شجبت وأدانت العدوان، وندعوها إلى اتخاذ كافة التدابير الصارمة والإجراءات القانونية العملية لفضح الإحتلال وجرائمه ومعاقبة قادته السياسيين والعسكريين ومثولهم أمام محكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا الفلسطيني.
في ذكرى النكبة نشدد على أهمية وضرورة الإبقاء على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" للقيام بمسؤوليتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين  وباعتبارها الشاهد الحي على الجريمة الكبرى التي ارتكبتها العصابات الصهيونية المدعومة من القوى الاستعمارية الكبرى في حينه، ونؤكد على ضرورة أن يتحمّل المجتمع الدولي والدول المانحة المسؤولية الكاملة عمّا تسببت به نكبة فلسطين من كوارث ومن تشريد لمئات الآلاف من أبناء شعبنا وعائلاتهم، والذين أصبح عددهم مع مرور الزمن، يفوق السبعة ملايين لاجيء فلسطيني منتشرين في مخيمات اللجوء والشتات.

إن  حركة "فتح" في لبنان تدين بشدة الإجراءات التعسفية والقمعية بحق الأسرى الفلسطينيين الذي تجاوز عددهم الـ5000 أسير وأسيرة، وندعو المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى التدخل بشكل فوري وعاجل لدى دولة الاحتلال الصهيوني من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين وخاصة المرضى والنساء والأطفال وكبار السن، سيما في ظل ما يواجهه العالم جراء جائحة كورونا، وإلى وضع حد لسياسات الاحتلال القاسية والقمعية والتعسفية غير القانونية.

ونؤكد لأشقائنا في لبنان أننا متمسكون بحق العودة ونرفض التهجير والتوطين تحت أي شعار كان، وسيبقى حق العودة حقّاً قانونياً وشرعيا، وهو حق فردي وجماعي لا يسقط بالتقادم، ولا يمكن التنازل عنه أو شطبه، لأن شعبنا هو وحده صاحب الحق في أرضه، وان عودته إلى أرضه ودياره التي تم إقتلاعه منها عام 1948 طبقاً للقرار 194 هو مرتكز أساسي لأي حل، ونجدد دعوتنا لأشقائنا في لبنان إلى ضرورة إنجاز ملف الحقوق المدنية للاجئين الفلسطينيين فيه، لتعزيز صمودهم وبقائهم والحفاظ على وجودهم تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطة القانون حتى تحقيق عودتهم إلى أرضهم وديارهم.

في يوم النكبة، نجدد التفافنا حول قيادتنا الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس/أبو مازن وندعم ونؤيد مواقفه الوطنية الثابتة والشجاعة الرافضة لكل الحلول المجتزأة التي تتجاوز الحقوق الفلسطينية المشروعة والثابتة التي أقرتها الشرعية الدولية وفي المقدمة منها حق العودة، ونؤكد على أهمية وحدة الموقف الفلسطيني  على الصعيد السياسي والدبلوماسي والميداني الذي تجّلى في مواجهة دولة الإحتلال على كل المستويات وفي كل المحافل في هذه الايام التاريخية من عمر قضيتنا.

ونحيي قادة وكوادر ومناضلي حركة "فتح" الذين كانوا النواة الصلبة في مواجهة الإحتلال في القدس وفي كل نقاط الإحتكاك في مدن ومخيمات الضفة الغربية وسقط  منهم عدد كبير من الشهداء.

والتحية لأبطال "فتح" الذين يشاركون إخوانهم في فصائل المقاومة في غزة في صد العدوان ومقاومة الإحتلال بكل إمكانياتهم.

نتوجه بالتحية لكافة أبناء شعبنا الفلسطيني الصابرين الصامدين في الوطن الحبيب فلسطين،  والذين يقاومون الاحتلال الصهيوني  بصدورهم العارية متسلّحين بالإرادة والعزيمة، ويقدمون التضحيات الجسام، ويروون تراب الوطن بدماء الشهداء الطاهرة الزكية.

ونحيي جميع أبناء شعبنا الفلسطيني الذين يهيمون في بلاد اللجوء والشتات والتشرد وخاصة هنا في لبنان، الصابرين الصامدين والمتمسكين بحق العودة من جيل إلى جيل.

تحية إكبار وإجلال لأبناء شعبينا الفلسطيني واللبناني والشعب الأردني اللذين زحفوا يوما أمس واليوم إلى الحدود اللبنانية والأردنية مع فلسطين المحتلة لنصرة أخوانهم وأهلهم وشعبهم المنتفضين في فلسطين، وسقط منهم عدد من الجرحى والمصابين.

تحية إكبار وإجلال  لروح ، شهيد القدس، شهيد فلسطين، الشهيد اللبناني البطل محمد طحان إبن بلدة عدلون الجنوبية، الذي كان من أوائل الزاحفين من أبناء شعبينا اللبناني والفلسطيني إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين وسقط شهيدا برصاص جنود الإحتلال الصهيوني، له المجد والخلود ومجد فلسطين والقدس.

التحية كل التحية لشعوب الأمة العربية والإسلامية والشعوب الصديقة التي خرجت لترفع الصوت عاليا ضد سلطة الإحتلال الإسرائيلي وإحتجاجا على العدوان الإجرامي على شعبنا.

نعاهد جماهير شعبنا في الوطن والشتات، بأننا مستمرون في نضالنا وكفاحنا ومقاومتنا بكافة أشكالها لدحر الإحتلال وإجتثاثه من أرضنا وحتى تحقيق النصر والحرية والعودة والإستقلال الوطني.

المجد والخلود لشهدائِنا الأبرارِ والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال
الحرية لأسرانا البواسلِ

عاشت فلسطين حرّة عربية أبية
وإنها لثورة حتى النصر
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"
في لبنان