دمر الاحتلال منزلها بعد زفافها بأيام... الهام تجمع بين الريشة والإبرة في صناعاتها لوحاتها الفنية

02/05/2021

[video]https://www.youtube.com/watch?v=37i5HtQlIa0[/video]

غزة- وطن- احمد الشنباري: في صيف العام (2014) وخلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يكن قد مرَ سوى ايام على حفلِ زفافها، حيث دمر الاحتلال منزلها، وتشردت العائلة، وتطايرت معها أحلام أربع سنوات من الدراسة، لكن قطع القماش التي حاولت استخراجها من بين الركام كانت بمثابة البداية لها في فن جديد وظفت فيه التطريز مع الرسم بالألوان. 

ألهام البدي (30 عاماً) تبخرت أحلامها في لحظةٍ اُحترقَ فيها مشروع تخرجها ولوحاتها الفنية، لكنها اتخذت من اسمها نصيب عندما ألّهمتهَا الظروف على مواصلةِ طريقها في الفن والرسم، لتجسد اليوم بلوحاتها الفنية اسلوباً جديداً استطاعت التفرد فيه من خلال دمج التطريز التراثي مع الرسم بالألوان.

وطن للأنباء التقت الشابة الهام في منزلها في مدينة بيت لاهيا، لتقول" بدأت الرسم منذ الصغر حيث كانت هوايتي الفن والمشغولات اليدوية، وفي العام 2014، أنهيت مشروع تخرجي من الجامعة في كلية الفنون، لكن في لحظة فقدت كل شيء بعد أن قُصف المنزل وتناثرت لوحاتي، وشعرت بأنني أصبت بالاكتئاب وتوقفت عن الرسم لفترة ".

وتواصل الهام التي تنشغل في تطريز خيوط الكوفية في إحدى لوحاتها "في العام 2015 التقيت بمجموعة من الفنانين في ورشة فنية استطعتُ من خلالها النهوض والبداية من جديد في الاعمال الفنية، حيث حصلنا على ورشات تدريبية مُنظمة مع كبار الفنانين، ومن خلال الورشة استطعت المشاركة في معرض بذرة، والذي كان بداية مشواري الفني".

وتبيّن الهام أن أسلوبها الجديد يعتمد على دمج التطريز التراثي مع الرسم بالألوان في لوحاتها، لتعكس تاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني من خلال استخدام الخيوط التراثية الملونة في اللوحات المرسومة إلى جانب استخدام ادوات التطريز.

تضيف البدي" كنت شغوفة بالتطريز اكثر من الرسم بالألوان وهذا ما دفعني إلى الدمج بين الرسم والتطريز، ولكي اضيف شيئا جديدا ومميزا إلى لوحاتي من حيث الشكل والملمس، والذي يزيد من جمال اللوحات".

وحول طبيعة الرسومات التي نجحت في إنجازها، أوضحت الهام ان لوحاتها تحاكي الواقع الفلسطيني والطبيعة الفلسطينية إلى جانب قضايا المرأة والدفاع عن حقوقهن.

تشيرُ الهام بيديها إلى لوحةٍ فنية استطاعت أن تبدعُ في رسمها وتطريزها بعد أن نجحت في استخراج بعضاً من الأقمشة من بين ركام المنزل المدمر، والتي كانت بمثابة انطلاقتها، طامحةً في المزيد من الدعم الذي يؤهلها للاستمرار في الرسم المدمج.

وشاركت الهام في معارض فنية كان أولها معرض بذرة الذي عرضت فيها ثلاث لوحات فنية لاقت اعجاب الزوار، لتشارك بعده في معرض فلسطين ارض وشعب الذي نظمه الاتحاد الدولي للفنانين .