حسناء.. الكفيفة التي تعلمت 4 لغات تعلما ذاتيا: "ذوو الإعاقة بحاجة لفرصة فلا تحرموهم منها!"

28/04/2021

[video]https://www.youtube.com/watch?v=_Ju6fFQ6-w4[/video]

طولكرم- وطن للأنباء- فيحاء خنفر: بانسيابية ومهارة تتنقل أصابعها بين مفاتيح طابعة بريل الخاصة بالمكفوفين، تدون ملاحظات وتلخص بعضاً من المواد الدراسية التي تتلقاها في الجامعة، الشابة حسناء عمر (٢٠ عاماً) من طولكرم تتحدى فقدان البصر وتكمل دراستها وتتعلم لغات مختلفة، تقول عن طابعة بريل "هي دفتري وقلمي".

    ولدت حسناء بمشكلة في البصر وتعرفت على العالم من خلال الوصف واللمس، وبينما أدركت أنها كفيفة سعت لتعلم كل ما يمكنها، تقول "أهلي دعموني بشكل كبير جدا طوال الوقت وكانوا خير سند لي في حياتي".

ولم يتوانى والد حسناء عن توفير ما يلزم لتسهيل حياتها وكان يشجعها باستمرار على التعلم حيث استطاعت حسناء تعلم ٤ لغات هي التركية والكردية والانجليزية والفارسية، بجهد ذاتي وباعتمادها على حاسة السمع.

   وتتذكر حسناء بدايتها في تعلم اللغات مع اللغة الكردية، عندما سمعتها في أحد برامج الرسوم المتحركة فسألت والدها عنها وأخبرها عن اللغة الكردية والمجتمع الكردي ومن هنا بدأت البحث عبر الانترنت باستخدام اللاب توب الناطق وأتقنت الكردية، فحظيت باهتمام الأكراد وتلقت دعوة للسفر لكردستان، فسافرت برفقة والدها وأعجبوا بصوتها وقدرتها على الغناء بالكردية، فغنت مع أحد المطربين الأكراد وسجلت أغنيتين بالكردية.

  "إمي هي صديقتي وكل شيء في حياتي" تتحدث حسناء عن دعم والدتها لها وتستذكر كيف عرفتها على التفاصيل من حولها من خلال اللمس والوصف لكل ما يثير التساؤل أو الفضول لديها.

  اللغة التركية من أكثر اللغات تفضيلاً لحسناء وأكثرها إتقانا حيث تتحدث بها بطلاقة وتعتمدها كلغة أساسية لجهاز الكمبيوتر والهاتف المحمول، ولم يقف اهتمامها عند هذا الحد بل تعرفت على الثقافة التركية وعلى الأماكن في تركيا كما لو أنها عاشت هناك، وتتمنى أن تسافر إلى اسطنبول.

  ورغم شجاعة حسناء وتحديها لفقدان البصر إلا أنها واجهت صعوبات كثيرة، منها عد تهيئة المدارس الحكومية لذوي الإعاقة، فبعد إنهائها الصف العاشر في مدرسة القبص لذوي الإعاقة البصرية في رام الله، انتقلت لتكمل دراستها الثانوية في طولكرم، ولكنها منعت من استخدام طابعة بريل في المدرسة لارتفاع صوتها، فاجتازت دراستها كمستمعة فقط دون تدوين أو مشاركة في الكتابة.

  وترى حسناء أن دعم الأهل هو الأساس في اندماج ذوي الإعاقة في المجتمع وأخذ فرصتهم بالحياة، ووجهت رسالة للأهل الذين يولد لهم أبناء مكفوفين أو ذوي إعاقة بأن يشجعوهم ولا يشعروهم بالنقص.