تحولات إقليمية: ديمونا ومعادلة العين بالعين

22/04/2021

كتب: طارق الشرطي

لا شك أن ما تشكله دولة الإحتلال الإسرائيلي من قوة ردع قد تفوقت ولقرون على دول الشرق الأوسط كافة وبعدة جوانب، أهمها القدرة العسكرية وما يشملها من قوة استخباراتية عالية، وكانت قوة رادعة لكافة الدول العربية والإسلامية التي تناصر وتدعم القضية الفلسطينة والمقاومة اللبنانية.

شهدنا منذ قرون تلك القدرة العالية وما صاحبها من ضرب للأهداف السورية والإيرانية والمقاومة اللبنانية في الأراضي السورية وغيرها دون رد، وكان التعليق دوماً وعلى مدار السنين أننا نحتفظ بحق الرد، الأمر الذي جعلها محط سخرية دوماً كذلك الحال لحزب الله وإن كان بأقل حده لما له من تجربة سابقة في الرد، الأمر الذي أعطاه نوعاً ما من المصداقية خصوصا للفئة المناصرة له.

أما عن الأشهر القليلة التي مضت، حدث وأن تعرضت سفن إيرانية لعمليات تفجير في البحر أحدثت أضراراً بها وتبين لاحقاً مسؤولية اسرائيل عنها، وأعلنت إيران أنها ستنتقم إذا ثبت ذلك، كذلك الحال عند تعرض أهداف إيرانية للقصف في سوريا وجلها مواقع وثكنات عسكرية لتخزين صورايخ كما تدعي والتي ربما تزود بها أحزاب المقاومة أو لأي حرب قد تعلن، ثم لا بد لنا أن لاننسى الحرب الإلكترونية الدائرة بين الطرفين وما يعرف ب سايبر الإلكترونية عبر الانترنت وهي إجراء عسكري يتضمن استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية للتحكم في المجال الذي يطول شرحه.

هل بدأت ايران ومعها سوريا وربما لاحقا حزب الله بإخراج ما تم الإحتفاظ به من حق الرد ؟ فها نحن قد شهدنا في الآونة الأخيرة أن هناك فعلاً رد، أولها الرد على قصف السفن بضربات لسفن اسرائيلية في عرض البحر، وأعلنت إيران مسؤوليتها عنها دون قدرة اسرائيل على الاخفاء والتعتيم الاخباري كعادتها، كذلك الحال في الحرب الإلكترونية واختراق المواقع الاسرائيلية والتسبب في أضرار عالية فيها ، الأمر الذي لم تستطع إخفائه أيضاً.

أما الآن والأمر الأكثر خطورة وتحول عن ذي قبل هو ما حدث الليلة الموافق الثاني والعشرين من إبريل وما حدث بسقوط صاروخ ( شظايا) قرب مفاعل ديمونا، هذا الحدث وما يشكله من تحول سواء كان من الأراضي الايرانية أو السورية أو غيرها وخصوصاً المكان الحساس والخطير لسقوطه وما يعتبر ثغرة وخطأ كبير في الدفاع الاسرائيلي ، خصوصاً اذا ما تم ربط الحدث أنه يتزامن مع ضربة اسرائيلية للمفاعل نطيز الإيراني ليبرز السؤال ؛ هل بدأت مرحلة الرد وتشكل قاعدة العين بالعين؛ سفينة بسفية ومفاعل بمفاعل؟ خصوصاً وأنه لطالما تغنى الحرس الثوري الإيراني بقدرته على ذلك وأنه قادر على ضرب العمق الاسرائيلي والهدف الذي يريد بل وأنه قادر على مسح دولة الكيان برمته، علما أنه أصبح واضحاً ما تتمتع به الجمهورية الإيرانية من قدرات عسكرية واستخباراتية قد لا تقل عن دولة الاحتلال وها هي قبل أيام تستعرض كيف استطاعت تصوير حاملة الطائرات الأمريكية في عرض البحر بواسطة طائرة استطلاع محلية الصنع، وكم كان لها من الإعلان عن تطوير قدراتها الهجومية الصاروخية سواء من حيث المدى وما يحمله من وزن للمواد المتفجرة أو المسافة القادر على الوصول إليها، بالإضافة والأمر الأهم أنها لن تكون بأي شكل كالدول العربية خانعة مستسلمة مهما تعرضت للعدوان وفي كأصرارها على التخصيب اليورانيوم والتحدي للولايات المتحدة كمؤشر على ذلك وما تتمتع به من سيطرة و وجود لأذرع لها في المنطقة جعل منها قوة لا يستهان بها ويحسب لها حساب حتى وان كان الصارخ جاء من سوريا فالكل يعلم السيطرة الايرانية هناك وكما جاء في مقال سابق" لا رهان في زمان المجهول".