أم ناصر أبو حميد لـ"وطن": مائدة رمضان فارغة هذا العام أيضاً.. ولم أبكِِ على حجر في منزلنا بل حزنت على طفولة أولادي وذكرياتهم فيه

22/04/2021

أم ناصر أبو حميد "خنساء فلسطين"، هي الأم المضحيّة التي أنجبت وحثت أبنائها على التعلم والعمل، وأرضعتهم حليب الثورة، وهي المثقفة والناشطة والمقاتلة من أجل الحرية والاستقلال.

لطيفة أبو حميد، منذ 40 عاماً وهي تعيش الأمل والحزن وتقضي رمضان هذا العام أيضا؛ محرومة من لمّة أبنائها حول مائدة إفطار رمضان...

تقول أم ناصر خلال اتصال هاتفي ببرنامج "وطن وحرية" الذي يقدمه عبد الفتاح دولة عبر شبكة وطن الإعلامية، "لا أشعر برمضان كل عام، الوضع صعب لأم أسير منحها الله عشرة أبناء، السفرة فارغة، 3 من أبنائي خارج السجن وكل واحد متزوج وفي بيته، عندما كان جميع الأولاد خارج السجن كان بيتي ممتلئا، لم أكن أشعر بالوحدة لوجودهم ووجود أبنائهم".

وأضافف: ابني نصر أولاده كبروا وهو في السجن، لقاؤه بهم تم في السجن، عندما اعتقل للمرة الثانية كان ابنه البكر رائد عمره عشرة أشهر، وزوجته كانت حاملا بـ"عايد" وفي أسبوعها الثاني، ويمان لم يرَ والده مع توقف الزيارات...

وتتابع، "أكبر حسرة للأسير أن يموت أحد والديه وهو في السجن وأن لا يراه، فقد مات والدهم وهم في السجن، وهدم منزلنا خمس مرات".

وأكدت أن هناك تقصير كبير تجاه الأسرى من كل النواحي، "لا حياة لمن تنادي، نوجّه رسائل دون جدوى، خطابنا كل الدنيا وكل المناشدات حبر على ورق، لم أعد أشارك بمسيرات وتضامن مع أسرى لأنني فقدت الأمل، أملنا بالله رب العاملين فقط".

وقالت: "كل لحظة بتمر علي فيها قهر، ولكن قاعدتي أنك إن أردت أن تغيظ عدوك اضحك في وجهه، ومستحيل أن أبكي على حجر لو هُدمت كل الدنيا، ولكن ما يحزنني ذكريات وطفولة أولادي التي ذهبت مع هدم منزلنا، أزور ركام البيت دائما".

وأضافت: "إسلام أكتر واحد من أولادي بنقهر عليه، عاش عندي وكان يصحيني عالصلاة، كنت أذهب معه إلى صلاة التراويح، وكان معي بكل شيء ومالي عليّ الدار، في النوم بشوفوا قدامي، يوم الزيارة بروح مريضة بقدرش أوقف على إجري بعد ما أشوفو!".

وتتابع، "الزيارات صعبة، زرت كل السجون من 40 عاماً، وأكبر حسرة بعد ما توصل السجن ويرجعوك ويمنعوك من الزيارة، وعلي منع أمني رغم أني والدتهم وسيدة مسنة، ممنوعة من الزيارة من سنة وشهرين".

وتضيف، في كل إضراب عن الطعام كانوا يخوضونه كنت أضرب معهم، ولو تحرر أولادي سأبقى أضرب مع باقي الأسرى في كل إضراب.

وختمت أم ناصر حديثها برسالة وجهتها لكل الأسرى: "كل عام وأنتم بخير وإن شاء الله السنة الجاي بكونوا خارج السجن، وإن شاء الله ما بخيب قلب أم أسير، وإن شاء الله الإفراج العاجل".

يُشار إلى أن ثلاثة أسرى أشقاء من عائلة أبو حميد دخلوا أمس واليوم الخميس، عامهم الـ(20) في سجون الاحتلال وهم: ناصر ونصر، وشريف أبو حميد من مخيم الأمعري في رام الله، وهم من بين خمسة أشقاء يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد في سجون الاحتلال.

ناصر يبلغ من العمر (49 عامًا)، ويقبع في سجن "عسقلان"، وكان قد تعرض على مدار السنوات التي سبقت اعتقاله عام 2002، للاعتقال عدة مرات وذلك منذ أن كان طفلًا، حيث تجاوز مجموع سنوات اعتقاله أكثر من (30) عامًا.

كما أن شقيقه نصر البالغ من العمر (47 عامًا)، والذي يقبع في سجن "عسقلان"، تعرض كذلك للاعتقال منذ أن كان طفلًا، وأمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال (29) عامًا، وكذلك شقيقهم شريف (45 عامًا) تعرض للاعتقال عدة مرات قبل عام 2002، وأمضى قبل هذا الاعتقال تسع سنوات، حيث واجه عمليات الاعتقال كما أشقاؤه منذ أن كان طفلًا، ويقبع اليوم في سجن "جلبوع".

ويقضي ناصر حُكمًا بالسّجن لسبعة مؤبدات و(50) عامًا، ونصر خمسة مؤبدات، وشريف أربعة مؤبدات.

وللأشقاء الثلاثة، شقيقين آخرين يقضيان أحكاماً بالسّجن المؤبد وشقيقا آخر شهيد وهم: محمد (38 عاماً) المحكوم بالسّجن المؤبد مرتين و(30) عاماً، وإسلام (35 عاماً) والمعتقل منذ عام 2018، والمحكوم بالسجن المؤبد و8 سنوات والذي قضى سابقاً قبل اعتقاله عام 2018، خمس سنوات ونصف في سجون الاحتلال، وشقيقا آخر شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد الذي قتله الاحتلال عام 1994.