تحت عنوان "آفاق وتحديات".. الإغاثة الزراعية تنظم المؤتمر التقييمي الأول الخاص بلجان الحماية المجتمعية

08/04/2021

وطن للأنباء: نظمت جمعية التنمية الزراعية ( الإغاثة الزراعية ) المؤتمر التقييمي الأول الخاص بلجان الحماية المجتمعية لمناقشة جاهزية الواقع الفلسطيني في مجابهة التهديدات و المخاطر البشرية و الطبيعية ، وذلك في مركز تدريب الزبابدة التابع للإغاثة الزراعية في محافظة جنين، بمشاركة 13 لجنة حماية مجتمعية من محافظات سلفيت، نابلس، قلقيلية، والأغوار .

وأطلع مدير عام الإغاثة الزراعية أ. منجد أبو جيش، المشاركين على أهم محاور استراتيجية الإغاثة الزراعية 2020 – 2024 ، والتي تركز على برامج استصلاح الأراضي وشق الطرق الزراعية و المياه في الضفة الغربية وقطاع غزة ، حيث تجاوزت الأراضي المستصلحة أكثر من 110 الالاف دونم و أكثر من 3500 كم طرق زراعية، بالإضافة للخطوط الناقلة للمياه و إنشاء الابار الزراعية و المنزلية، و بناء قدرات النساء و الشباب وهي المحاور التي سيستمر التركيز عليها مستقبلا  .

وشدد أبو جيش على أن الواقع الاقتصادي الفلسطيني يستدعي من الجهات المختصة الاعتماد على مبدأ السوق التعاوني بدلا من سياسة السوق الحر نظرا لمجموعة من العوامل أهمها وقوع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ، حيث أن الاقتصاد التعاوني يساعد على بناء ورفع الاقتصاد الفلسطيني .

وأكد أبو جيش على أن الإغاثة الزراعية سوف تستمر بالتركيز على عمل الجمعيات التعاونية بعد دراسة معمقة للمشاكل التي تواجه العمل التعاوني في فلسطين، حيث عملت الإغاثة الزراعية خلال العامين الماضيين مع مختلف الجهات ذات العلاقة ومن خلال مشاريعها من أجل النهوض بالقطاع التعاوني الفلسطيني .

ونوه أبو جيش الى أن الإغاثة الزراعية بذلت خلال السنوات الماضية جهداً كبيراً في موضوع المساعدة على إنشاء و تأسيس لجان الحماية المجتمعية، بهدف بناء قدرات المتطوعين من خلال المجالس القروية و الأندية بهدف مساعدة هذه المجتمعات على تلافي المخاطر الطبيعية و البيئية من خلال مجموعة من التدريبات المتخصصة، بالإضافة لمساعدة اللجان على بناء خطة للحد من المخاطر وهي خطط خاصة بهذه المجتمعات، يقومون من خلالها بالتوجه لمختلف المؤسسات و استخدام مهارات الضغط و المناصرة من أجل الوصول لمشاريع و أنشطة تساعدهم على تحييد هذه المخاطر .

وأشار أبو جيش الى أن أكبر تهديد يعيشه الشعب الفلسطيني هو غياب الحياة التشريعية و البرلمانية وهو الأمر الذي سيتم تجاوزه في الانتخابات المزمع عقدها خلال الشهر المقبل، مضيفاً أن الإغاثة الزراعية كمؤسسة أهلية تدعو كافة القوائم بأن تضع الأغوار و القدس وغزة في سلم أولوياتها، وضرورة أن تكون هناك مشاركة فاعلة للنساء و الشباب سواء بالتصويت او الترشيح.

وقدم منسق وحدة لجان الحماية المجتمعية في الإغاثة الزراعية أسد الكردي، لمحة عن عمل لجان الحماية المجتمعية و الرؤية الاستراتيجية للإغاثة الزراعية التي استدعت وجود هذه الوحدة في المؤسسة ، وذلك بهدف خدمة أكبر قدر ممكن من المجتمعات المحلية من خلال أبناء هذه المجتمعات و تشبيكهم مع مختلف المؤسسات و ارفادهم بالتدريبات اللازمة من أجل الوصول لهذه الأهداف .

وفيما يخص معايير تشكيلها في المواقع المختلفة، أوضح الكردي، بأن المعايير التي يتم اعتمادها عند اختيار المواقع هي المواقع التي تعاني من وجود المستوطنات، وجود لجان متطوعين و لجان مزارعين ،وجود مؤسسات شريكة.

وعن معايير اختيار أعضاء لجان الحماية المجتمعية، قال الكردي، بأنه من الضروري وجود 15 عضو/ عضوة كحد أدنى في اللجنة من الفئة العمرية 19 – 45 ، وايمان أعضاء اللجنة بأهمية العمل التطوعي وخدمة المجتمع و تمتع أعضاء هذه اللجنة بثقة افراد المجتمع و العلاقة الودية ما بين الأعضاء أنفسهم.

من جانبها، أكدت ممثلة مؤسسة التعاون من أجل السلام الإسبانية ACPP  ايفا سانشيز، على استمرار دعم لجان الحماية المجتمعية ولجان المتطوعين في المواقع التي يتم استهدافها بالمشاريع الممولة من المؤسسة و مجموعة العمل الشريكة، كما أكدت على أهمية العمل من خلال التشاركية و العمل بناء على النوع الاجتماعي ، وذلك بهدف مساعدة المجتمعات على تخطي المخاطر البشرية و الطبيعية المحدقة بهم .

وأوضح منسق المشاريع ليث صرصور، أن الإغاثة الزراعية تهتم بشكل كبير في إعداد الخطط المجتمعية و خطط الحد من المخاطر من خلال خطط شاملة لكافة القطاعات في المجتمعات المستهدفة من المشروع ، وذلك بهدف الحد من تأثيرات المخاطر التي يتسبب بها الاحتلال ومستوطنيه و المخاطر المجتمعية والاقتصادية والطبيعية والصحية و المخاطر التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة .

و قدم أعضاء لجان الحماية المجتمعية في تلفيت، فروش بيت دجن و اسكاكا  نبذة عن التدريبات التي تلقوها بهدف خدمة المجتمعات المحلية وهي تدريبات كتابة التقارير الصحفية و التوثيق، تدريبات تخص إدارة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي ، تدريبات الإسعاف الاولي و الدفاع المدني.

وعن التدخلات والمبادرات التي قدمتها لجان الحماية المجتمعية في المواقع خلال الفترة الماضية، تم تنفيذ مبادرات لرش وتعقيم البلدات بهدف الحد من انتشار فايروس كورونا المستجد، وتنظيم مبادرات جمع طرود خضراوات وتوزيعها على المناطق المنكوبة بفايروس كورونا، والمشاركة في شق طرق زراعية، والعمل على نشر التوعية بمواضيع الزراعات الآمنة و الخالية من الكيماويات ، وتنظيم حملات ومبادرات لتوزيع الكمامات و مواد التعقيم على الطلاب بالإضافة لحملات الكترونية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة المجتمع.

و عن الصعوبات التي تواجه لجان الحماية المجتمعية، أشار أعضاء هذه اللجان الى أن  التهديد الأخطر الذي تعيشه مجتمعاتهم هو الاحتلال و مستوطنيه، بالإضافة لصعوبة تنفيذ بعض الأنشطة خصوصا في المناطق المصنفة (ج)، وانتشار فايروس كورونا، وصعوبة التواصل و كسر الحواجز بين أعضاء اللجان نظرا لطبيعة البلدات و التأثير الثقافي السائد، وقلة التمويل من البلديات و السلطة الفلسطينية وعدم اهتمام المجتمعات المحلية بسبب حداثة الفكرة.

ويشار الى أن الإغاثة الزراعية تعمل مع أكثر من 40 لجنة حماية من خلال مشاريعها في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة ، حيث قامت ببناء قدراتهم وتأهيلهم من خلال مجموعة من التدريبات التي تسهم بالنهوض بمجتمعاتهم، كما تهدف الإغاثة الزراعية من خلال هذه اللجان لتشجيع الشباب للانخراط في حل المشاكل المحيطة بهم و تعزيز حضورهم في مجتمعاتهم المحلية و مساعدتهم من أجل الوصول لمراكز صنع القرار فيها.

وفي ختام المؤتمر تبادل أعضاء لجان الحماية الخبرات و الآراء و قاموا بتقديم توصيات للإغاثة الزراعية من أجل وضعها في كتيب دليل لجان الحماية بهدف الاستفادة منها.