الجبهة الشعبية تنعي المناضل نادر العفوري "أبو نضال"

07/04/2021

وطن للأنباء: نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفيقها المناضل الوطني نادر العفوري "أبو نضال" 73 عاماً ، ابن مدينة نابلس، وقالت في بيان لها ان العفوري "من الرعيل الأول ومن مقاتليها الأفذاذ، وأحد أساطير وأيقونات الصمود في أقبية التحقيق، والذي رحل اليوم بعد حياةٍ حافلةٍ بالتضحية والنضال."

و"تقدمت الجبهة من عائلة العفوري وعموم رفاقه وأصدقائه ومحبيه بخالص المواساة والعزاء برحيل هذا القائد الصلب والحديدي، الذي شكّل مثالاً للمناضل الثوري الأصيل الذي حظي باحترام وتقدير جميع رفاقه وأبناء شعبه، وتحوّلت تجربته النضالية الكبيرة وصموده الكبير في التحقيق إلى إلهام الحركة الوطنية بأسرها تتغنى وتنشد باسمه القصائد والأناشيد الوطنية".

السيرة الذاتية للمناضل العفوري

 من مواليد مدينة نابلس سنة 1948

التحق في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين منذ تأسيسها، وإيماناً منه بخطها الفكري والسياسي والعسكري، انخرط في معمعان النضال، وتمكّن من تنفيذ عددٍ كبيرٍ من العمليات وضد جنود الاحتلال.

من أوائل المعتقلين في باستيلات الاحتلال، حيث اعتقل في السنة الأولى من عام 1967، ليكون من أوائل الأسرى الفلسطينيين الذين تعرضوا للأسر في تلك الحقبة، وخاضوا تجربةً اعتقاليةً غنية، وقد تعرض في هذا الاعتقال لأبشع أساليب التحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي في سجن صرفند العسكري.

خلال التعذيب جسّد شعار الجبهة الشعبية "الاعتراف خيانة"، لدرجة أن قام الاحتلال ومن أجل إجباره على الاعتراف بأن ربطه أسفل طائرة عمودية طارت على ارتفاعات مرتفعة فوق قرى بيت فوريك وسالم، ولكنه لم يجزع وظل شامخاً، وأصرّ على عدم الاعتراف.

 بعد عامٍ من التحقيق، تم تحويله للاعتقال الإداري لأربع سنوات، وتم عزله انفرادياً إلى أن أفرج عنه في العام 1971.

واصل نضاله بعد الإفراج عنه، فأعيد اعتقاله مرةً أخرى عام 1973، ثم تحرر مجدداً عام 1976.

كثّف الراحل من نشاطه المقاوم، إلى أن أعاد الاحتلال اعتقاله مجدداً عام 1978، بتهمة تصفية الحاكم العسكري قرب الجامع الكبير في البلدة القديمة في نابلس، وبتهمة قيادة الجبهة الشعبية.

تعرض أثناء التحقيق والتعذيب لضربة قوية على رأسه من أحد ضباط الاحتلال الذي فشل في انتزاع أي اعتراف منه، تعرض على اثرها الراحل إلى انهيار عصبي كبير، وفقدان القدرة على الحركة التي جعلته يعاني لسنوات عدة.

 بعد انتهاء فترة الاعتقال الإداري، ونتيجة أوضاعه الصحية نقل إلى مستشفى الرملة حيث تم وضعه تحت المراقبة ودون أن تتوقف الممارسات الصهيونية بحقه من تنكيل وتعذيب وتهديد.

 بعد تدهور حالته الصحية تم نقله إلى مستشفى الدهيشة إلى أن تم الإفراج عنه.

خرج الآلاف من جماهير شعبنا باستقباله لحظة تحرره وعلى رأسهم المناضل الكبير بسام الشكعة رئيس بلدية نابلس، إضافة إلى شخصيات وطنية واعتبارية على امتداد الضفة.

بعد تحرره واظب على المشاركة في الفعاليات الوطنية وخيمة الاعتصام المساندة للأسرى، رغم أوضاعه الصحية الخطيرة وعدم قدرته على الحركة والمشي إلا على عكاكيز.

استشهد اليوم بعد سنوات طويلة من الكفاح والعطاء لشعبه وقضيته، ليتحول إلى أيقونة نضالية خالدة.

وعاهدت الجبهة الشعبية رفيقها "أبو نضال" بأن تواصل مقاومتها حتى التحرير والعودة، وإن تُشكّل تجربته النضالية وصلابته وصموده الكبير مصدر إلهام دائم لها.