فشل مفاوضات المشتركة والإسلامية

28/01/2021

وطن للأنباء: أنهت مركبات القائمة المشتركة (التجمع، الجبهة، العربية للتغيير والإسلامية الجنوبية) اجتماعها مساء الأربعاء، في مدينة شفاعمرو إلى فشل في التوصل إلى اتفاق بحسب ما أعلنت مكونات المشتركة في مؤتمر صحافي لم تشارك فيه الإسلامية الجنوبية، رغم مشاركة رئيس مكتبها السياسي، إبراهيم حجازي، في اللقاء.

ولاحقًا، استجدّ خلاف بين الجبهة والتجمع وبين العربية للتغيير حول بيان عُمّم باسم المشتركة يعلن انشقاق الإسلامية الجنوبية، قالت العربية للتغيير إنها لم توافق عليه.

ليس تنافس مقاعد بل نقاش حول الخطاب السياسي

وقال سكرتير الجبهة، منصور دهامشة "يبدو أن قائمة مشتركة بأربعة مركّبات لن تكون. انتهى النقاش في هذا الموضوع.. الخلاف هو خلاف سياسي حول النهج السياسي الذي تتصرّف به الأحزاب". وتابع "نحن نتمسّك بالقائمة المشتركة وفق برنامجها ونهجها السياسيّين".

بينما قال أمين عام التجمع، مصطفى طه، "اتفقنا في حال خضنا الانتخابات أن نلتزم بميثاق وطني أخلاقي، نعتبر المنافسة صحيّة وشرعيّة ومطلوبة" وانتهى إلى ضرورة "عدم انحراف الخطاب السياسي لشعبنا، وهذا ما لا يمكن أن نقبله سياسيًا أو اجتماعيًا".

وفي المؤتمر الصحافي ذاته، قال النائب عن العربية للتغيير، أسامة سعدي، إن النقاش على النهج السياسي للمشتركة كان "قضيّة مفصليّة، وحاولنا اليوم على مدار الساعات الأخيرة أن نتوصّل إلى حلول"، واضاف السعدي أنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، هو الأكثر فرحًا الآن.

بينما قال حجازي، الذي لم يشارك في المؤتمر الصحافي، إن "القرار سيعود لمجلس الشورى الذي سيتخذ قرار نهائي في الموضوع".

خلافات على بيان المشتركة

وبعد المؤتمر الصحافي، عمّم متحدثون باسم القائمة المشتركة بيانًا باسم الجبهة والتجمع والعربية للتغيير، أُعلن فيه رسميًا أنّ الشق الجنوبي للحركة الإسلامية قد انشقّ عن القائمة.

ورفضت العربية للتغيير إيراد اسمها في البيان، وذكرت أنه صدر دون موافقتها.

ونصّ البيان على أنه "تم إحراز تقدّم ملحوظ نحو تلبية إرادة أكثر من 90% من جماهيرنا والحفاظ على القائمة المشتركة، بمركباتها الأربعة، وببرنامجها السياسي وميثاقها التنظيمي الموقّع والمتفق عليه"، وتابع البيان "إلا أنّ الأخوة في الشق الجنوبي للحركة الإسلامية، قرّروا الخروج عن إرادة الناس، والانشقاق عن القائمة المشتركة، وذلك استمرارًا لنهج المقايضة وتقديم هدايا مجانية لنتنياهو مقابل وعودات فارغة".

وأضاف البيان "ومع أن وجهة الأخ عباس كانت واضحة إلا أننا أعطيناه الفرصة تلو الفرصة، حفاظًا على الوحدة. وحاولنا قدر المستطاع تذليل العقبات، وتجاوز الخلافات، إلا أنهم واصلوا وضع الشروط وافتعال الخلافات. ويبدو أن قرارهم بالانشقاق كان جاهزًا مسبقًا".

العربية للتغيير تقدّم طلبا للانفصال عن المشتركة

وبينما شارك السعدي في المؤتمر الصحافي الذي تلا انفضاض اجتماع المشتركة، إلا أن العربية للتغيير قدّمت طلبًا للانفصال التقني عن المشتركة، وأصدرت بيانًا منفردًا مقتضبًا قالت فيه إنها ترفض "شرعنة نتنياهو وموقفنا واضح ضد المس بقيم مجتمعنا وبيان الإسلامية غير دقيق".

الإسلامية الجنوبية: قرارنا النهائي خلال 48 ساعة

وقالت الإسلاميّة الجنوبيّة، في بيان، إنّ مركبات القائمة المشتركة الأخرى "رفضت بالمرّة التعهد بعدم التصويت على قوانين تخالف عقيدة مجتمعنا المحافظ وعلى رأسها دعم الشذوذ"، تعبيرها، بالإضافة إلى رفض "طرح الحركة الإسلامية بأن تكون المشتركة قوة مستقلة مؤثرة وفاعلة في الساحة السياسية الإسرائيلية، وأصرّت على عدم الاستعداد للتوصية أو التعامل مع أي حزب يفوز في الانتخابات القادمة".

وأضاف البيان "حاولنا بما استطعنا تذليل العقبات من أجل الوحدة ومن أجل استمرار المشتركة، وأعلنا بشكل محدد أننا موافقون على اعتبار نتنياهو خط أحمر، وأن لا تقوم المشتركة بالتعامل معه، بحسب طلب مركبات المشتركة" وتابع "سنرفع الأمر لمجلس شورى الحركة الإسلامية ليتخذ قرارًا بالموضوع خلال 48 ساعة".

تأخر وفد الإسلامية الجنوبية

وتأخر وفد الإسلامية الجنوبية في الوصول إلى الاجتماع أكثر من ساعتين.

وفي موازاة العمل على إعادة تشكيل القائمة المشتركة، يواصل النائب عن الإسلامية الجنوبيّة، منصور عباس، مع عدة أطر وشخصيات لتشكيل تحالف بديل للمشتركة، بينها قائمة "ناصرتي"، وقال مسؤول في "ناصرتي"، سليم غميض، إنه "لا صحة لوجود أي اتفاق مع منصور عباس ولم نعقد اتفاقا مع أحد. نحن نعمل في البلدية ولا نتدخل في هذه الأمور. وعندما يقرر رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، موقفه سيعلن عنه أمام الناس".

ولم ينف مازن غنايم أنه اجتمع مع منصور عباس في الأيام السابقة. وقال إنه "تم الاتفاق على عقد جلسة قادمة في الأيام القريبة".

وعقدت مركبات القائمة المشتركة، الليلة الماضية، اجتماعا لها في منزل رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، وذلك استمرارا لمحاولات إعادة تشكيل القائمة المشتركة.

ورغم ما جاء في البيان الذي أصدرته القائمة العربية الموحدة/ الحركة الإسلامية (الجنوبية) برئاسة منصور عباس، يوم أمس الثلاثاء، والرد عليه من الجبهة والتجمع، شهد الاجتماع نقاشا مخالفا لما تضمنه بيان الإسلامية الجنوبية. وبعد طرحه لمبادرة التجمع لحل أزمة المشتركة وورقة العمل المقدمة بهذا الشأن، خرج ممثل التجمع، النائب د. إمطانس شحادة، قبل اختتام الاجتماع بين المركبات الأربعة، كما تم التوصل لاتفاق استمرار النقاش بين المركبات الأربعة، عصر اليوم الأربعاء.

تجدر الإشارة إلى أن اجتماعا ثلاثيا ضم الجبهة والتجمع والعربية للتغيير، كان قد سبق الاجتماع الرباعي مع الإسلامية الجنوبية، خلص إلى الاتفاق على أولوية المحافظة على المشتركة، واستمرار المساعي للحفاظ على البرنامج السياسي للقائمة المشتركة كما تم الاتفاق عليه في الانتخابات السابقة.

وفي وقت سابق اليوم، قال النائب عن التجمع في القائمة المشتركة، د. إمطانس شحادة، إن "التجمع سيشارك في لقاء رباعية المشتركة، اليوم الأربعاء. لقاء الأمس لم يفض إلى اتفاق كما لم يفض إلى خلاف، بمعنى لا يمكن القول لا توجد قائمة مشتركة، فالاحتمالات قائمة، والأمور ستتضح أكثر هذا اليوم".

وأضاف أنه "من جانبنا طرحنا مبادرة التجمع بشكل واضح، وخاصة فيما إذا استمرت القائمة المشتركة ما هي الضمانات ألا نعود على أخطاء الماضي. من الواضح أن هناك فروقات في الرؤيا والطرح السياسي وتصور عمل المشتركة، وهناك محاولات لجسر الهوة، ولا يمكن تقدير مدى نجاح جسر هذه الخلافات".

وأشار إلى أن "هذه الفرصة الأخيرة أمامنا من أجل إتمام المفاوضات، وعليه سيتحدد اليوم فيما إذا كنا سنخرج بقائمة مشتركة أم لا، علمًا أن النوايا سليمة ومواقف الأحزاب واضحة وبقي أن نضع اللمسات الأخيرة".

وقال سكرتير الجبهة، منصور دهامشة، إنه "أستطيع القول إن اجتماع الأمس كان إيجابيا، ونوقشت القضايا السياسية بجدية بين المركبات الأربعة للقائمة المشتركة، وتم الاتفاق على استئناف الاجتماع خلال اليوم".

وأكد أن "الاجتماع جرى خلافا للغة البيانات التي سبقت الاجتماع، والحوار بين الأطراف كان جادا، ونحن نسعى بصدق لاستمرار القائمة المشتركة بمركباتها الأربعة".

وحول إمكانية خوض الانتخابات بقائمة ثلاثية رد دهامشة بالقول إن "كل الإمكانيات واردة والحديث الآن عن استمرار القائمة المشتركة، ومن يريد الاستمرار نرحب به وفق برنامجها ونهجها السياسي ولن نتشبث بمن يريد الانفصال".

وقال عضو المكتب السياسي للعربية للتغيير، علي حيدر، إن "الضغط الجماهيري على الأحزاب يحتم عليها الحفاظ على القائمة المشتركة، سيما وأن الثغرات الموجودة بالإمكان حلها على قدر كاف من المسؤولية من منطلق الحفاظ على إرادة شعبنا، وبدورنا نسعى جاهدين لإعادة القائمة المشتركة وإن لم ننجح فلكل حادث حديث".

(عرب 48)