ناقش برنامج "شباب كافيه"، في حلقته العاشرة، أوضاع شباب المخيمات، وأين هم من الاهتمام الرسمي في ظل ما تعانيه المخيمات، بحضور ممثل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير ومدير عام مخيمات الوسط محمد عليان، والكاتبة الشابة روان الشني من مخيم الأمعري.
وقال ممثل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير عليان، إن هناك برامج عديدة مقدمة للمخيمات لتحسين الحياة اليومية، في ظل تراجع دور وكالة الغوث لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الاونروا)، لكن للأسف لا يوجد مشاريع خاصة بالشباب.
ولفت إلى التراجع الحاصل في تقديم الموازنات من وكالة الغوث (الاونروا) التي تعنى بقضية الشباب في المخيمات، في ظل الأزمة المالية التي تمر بها، لذا نحاول من خلال مشاريعنا وموازناتنا المقدمة للجان الشعبية تقديم ما أمكن من أجل الشباب والمراكز الشبابية.
وأشار عليان إلى أن موازنة دائرة شؤون اللاجئين المقدمة للمخيمات تفوق الـ40 مليون شيقل، منها 6 مليون شيقل مشاريع بنى تحتية.
وأردف "69 % من شعبنا يعتبرون لاجئون وطالبنا المنظمة والحكومة برفع الموازنات دائما، لكن قوبلنا برد بأن الوضع شحيح في ظل الضائقة المالية التي تعانيها السلطة، وهذا العام في ظل جائحة كورونا الوضع ازداد سوءا".
وفي سؤاله حول المطلوب اليوم لتحسين هذه الدائرة (؟) قال عليان، إنه يجدر أن تكون الدائرة هي الجهة الأشمل والأعظم التي تعطي وتقدّم الخدمات للمخيمات وأن تتمتع بإمكانيات وكوادر كبيرة، إلا أن مكاتبها قليلة، وهناك مركبة واحدة للحركة فقط، لذا نطالب ونتحدث حول العديد من المحاور والمتطلبات والمشاكل التي تعانيها الدائرة ونطالب بها دوما.
وتابع، طالبنا كدائرة بتخصيص 2ونص مليون شيقل للمؤسسات داخل المخيمات، خصوصا مراكز الشباب، ومن هنا أُطالب الشباب بأن ينخرطوا بفعاليات المخيمات ليكونوا جزءا من مراكز الشباب والمراكز النسوية، لأن هناك عزوفاً لدى الشباب اليوم عن المشاركة في المؤسسات داخل المخيمات.
وجدد مطالبته الشباب بالتوجه والمشاركة في النشاطات المجتمعية في المؤسسات داخل المخيم، حتى يستطيعوا إيصال مشاكلهم للجهات الرسمية، وأن يكون هناك ممثل من الشباب للحديث بمشاكلهم وهمومهم وتطلّعاتهم.
وأِشار إلى أنه جرى التوقيع قبل أيام على 9 مليون دولار من الحكومة اليابانية لمشاريع في داخل المخيمات، مشاريع تحتية وغير تحتية تستهدف الشباب.
وأضف، "نحن نحاول أن نصل للمسائل التي بها أولوية لتحسين الحياة في المخيمات، في ظل قلة وضعف الدعم".
وعن التفرقة والتمييز بين ابن المخيم وابن المدينة أو القرية، أكد أن التميز موجود، حتى أنه وصل للتعينات في الوظائف، هناك نظرة اجتماعية سيئة، نحن بحاجة لتغيير هذه النظرة، لأن من خلق هذا المخيم هو الاحتلال، ويجب من المجتمع المحلي والمؤسسات والحكومية مد يد العون لتخطى مشاكل المخيم عامة.
وشدد على أنّ مساعدة المخيم وشبابه مسؤولية مجتمعية ودولية، فالدول مسؤولة عن هذه المعاناة التي يعشها الشعب الفلسطيني، ولابد أن يكون هناك مساعدة، حتى العزوف عن تقديم الموازنات لوكالة الغوث (الاونروا) هو تنصّل من مسؤوليتهم الدولية والتنصل أيضا في دعم الحكومة الفلسطينية التي تدعم المخيمات.
وعن المبادرات التعليمية، قال عليان: نحن في دائرة شؤون اللاجئين نتطلّع لتحسين المستوى التعليمي لأبناء المخيمات، لكن المشكلة في الإمكانيات، هناك منحة الطالب المتفوق لكل مدارس وكالة الغوث، لتشجيع التعليم، ومنحة الطالب الجامعي، وهو مبلغ متواضع نقدمه، مطالبا الحكومة برفع مستوى الموازنات وخصوصا المخصصة لدعم الشباب والتعليم في داخل المخيمات.
من جانبها، اشتكت الكاتبة روان الشني خلال مشاركتها في حلقة "شباب كافيه" التي تبث عبر شبكة وطن الإعلامية، من العديد من المشاكل التي يواجهها أهالي المخيم والشباب بشكل خاص، كافتقارها للمراكز الثقافية الشبابية لتساعدها مثلاً على تنمية موهبتها هي والشباب عامة.
وتحدت روان عن البؤس في المخيمات وكيف نجحت رغم كل ذلك في أن تصبح كاتبة، موضحةً أنّ "أبسط حق كان يجب أن أتمتع به خلال كتابتي للرواية هو الهدوء، فالبيوت داخل المخيم متلاصقة ما يشتت انتباهي كثرة الأصوات والضوضاء التي أسمعها، من هنا كان الدافع لدي لأكتب، إلى جانب مشاكل أخرى في المخيم كمشاكل البنية التحتية، ومشكلة قطع الكهرباء والماء، وهذا كله يجعلك تتشاءم من الكتابة والحياة، من هنا خرجت روايتي "زهرة الغاردينيا".
وعن الرواية تتحدث، هي رواية بها القليل من حياتي في المخيم، تروي قصة فتاة عانت ظروفاً صعبة في المخيم، وحاولت أن تخرج من هذه الظروف.
وشددت روان على أنّ الشباب في كل المخيمات بحاجة لمنتدى ثقافي لينمّي وعي شباب المخيم، ويكون شاملا لكل المواهب.
وختمت، نريد أن نوصل صوتنا للمسؤولين بأن يستقطبونا لنؤمن أن هناك حلولاً وتطورا سيحصل في المستقبل، فالحل لدى الحكومة.