الحياة الثقافية والتعليمة في سجون الاحتلال نضال مستمر .. أسرى محررون يرون لوطن تجربتهم الثقافية والتعليمة في سجون الاحتلال

26/11/2020

 

رام الله- وطن للأنباء: اطلقت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان قبل ايام مبادرة حول الثقافة في سجون الاحتلال تحت عنوان "دفتر قلم وقيد" حول الحياة الثقافية والتعليمية في سجون الاحتلال، ونضال الاسرى في الالتحاق بالتعليم الجامعي، وإغناء معارفهم وثقافتهم.

وخصصت حلقة برنامج "وطن وحرية"، التي يقدمها عبد الفتاح دولة، وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية، للحديث عن الحياة الثقافة للاسرى في سجون الاحتلال، حيث استضافت الاسيرين المحررين ضرغام الأعرج وبسام أبو عكر، الذين سردا تفاصيل تجربتهما في التعليم والحياة الثقافيّة في سجون الاحتلال.

وقال الاسير المحرر ضرغام الأعرج، ان مسيرة الحركة الاسيرة في مجال الثقافة بدأت مع بدايات الحركة الاسيرة في سجون الاحتلال، في سبعينيات القرن الماضي، حيث كان الاعتماد على الجهد الذاتي، وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي بدأ بعض الاسرى في تقديم امتحانات الثانوية العامة الاسرائيللية.

ولفت ضرغام انه في عام 1992  بدأ باستطاعة الاسرى الالتحاق بالجامعة الاسرائيلية المفتوحة بنسب ضئيلة، حيث ارتفع الاقبال على الالتحاق بالجامعة بعد عام 2000، الى ان توقف الالتحاق بالجامعات بموجب قانون شاليط الذي شرعته حكومة الاحتلال في عام 2010، ما فتح المجال امام الاسرى للنضال من اجل تثبيت حق الالتحاق بالجامعات العربية في سجون الاحتلال.

وحول بدايات تلك النضالات قال ضرغام ان البداية كانت في سجن هداريم في عام 2012 حيث تم تثبيت جامعة القدس كجامعة يحق للاسرى الالتحاق بها، وفي عام 2014 انضمت جامعة القدس المفتوحة، حيث يوجد اليوم مئات الاسرى الذين التحقوا ببرنامج التعليم في الجامعات الفلسطينية من السجون.

واكد ضرغام ان التعليم في السجون هو حصيلة نضالات متراكمة خاضها الاسرى منذ بدايات الحركة الاسيرة، ولم يكن كرما من الاحتلال بل فُرض من قبل الاسرى على ادارة السجون.

ولفت ضرغام الى انه استطاع الالتحاق ببرنامج التعليم في الجامعة العبرية، حيث كان مطلوب انذاك ان يتقدم الاسرى لادارة السجون بطلب تصريح كل فصل للموافقة للانضمام للدراسة في الجامعة العبرية، والادارة تقرر بالقبل او الرفض للطلب .

ولفت ضرغان الى ان قانون شاليط الذي شرعته حكومة الاحتللا كان صادما للاسرى، خصوصا الاسرى الذي اقتربوا من التخرج وانهاء دراستهم، خشية ان تذهب سنوات دراستهم السابقة سدى ودون فائدة، الا ان الامل انبعث لديهم من جديد بعد تثبيت جامعة القدس- ابو ديس في السجون للالتحاق بها.

واكد ضرغان ان الاسرى ليسوا سلعة انتهت اهميتها وصلاحيتها، بل هم من بنوا الوطن وقدموا ومازالوا قادرين على العطاء، لذلك من المفترض ان يأخذ الاسير الفلسطيني دوره ونظرا لأن الامكانيات تكمن  بالمؤهلات العلمية، فمن الاهمية ان يمتلك الاسير شهادة، من اجل ان يمارس دوره ويواصل مسيرته في العطاء بجانب مسماه كمناضل.

من جانبه روى الاسير المحرر بسام أبو عكر تجربته في داخل السجون قائلاً ان "التعليم يعد اضافة جدية وحقيقية للاسير، لانه ساعده على التغلب على العديد من اوجاعه".

واستطاع ابو عكر أنجاز مجموعة من الشهادات خلال وجوده في الاسر، لافتا الى ان التعليم في سجن "هداريم" له معنى مختلف، وقد شكل التعليم في سجن هداريم حالة متميزة عن كل مراحل التعليم ومحطاته في السجون على اهميتها، وطورت الاسير لمواجهة كل محاولات صهر وعي الانسان الفلسطيني من خلال تحطيم معنوياته وارادته وجعله انسانا مهمشا.

واضاف أبو عكر "حققت العديد من الشهادات لكن تجربة التعليم في سجن "هداريم" شكلت محطة نوعية وجدية رغم كل التعقيدات التي فرضها الاحتلال على الاسرى."

وعن الصعوبات التي واجهها في بدايات تعلمه، قال أبو عكر " التعقيد كان في اللغة اولا، اذ لم يستطع كل الاسرى تجاوز صعوبة اللغة، كما أن اعداد الاسرى كانت محدودة ولم يكن يسمح للاسير البدء بالتعليم الا بعد ان يُحكم ، كما يجب على الاسير ان يكون حذرا جدا في السجن، في ظل وجود العديد من الممارسات التي تُعقد وتصعب من عملية الحصول على التعليم."

 ودعا أبو عكر المؤسسات الفلسطينية الى الاهتمام والالتفات للاسير الذي لديه القدرة على العطاء،  قائلا ً "الاصل بالمؤسسات التعليمية والاكاديمية ان تلتفت لوضع الاسير والمكانة التي يجب ان يوضع بها وخاصة ان جزء من الاسرى قام بجهد كبير جدا حتى يكون بمستوى يليق بمستويات الاسرى".

واضاف أبو عكر "كان اهم شيء في حياتنا الكتاب، فهو خير جليس وصديق في الاسر"، مضيفا ان مكتبة سجن هداريم  كانت تضم نحو 8 الاف كتاب، وقد تم مصادرة كل شيء له علاقة بالعملية التعليمية من قبل قوات الاحتلال، ورغم ذلك كان هناك تحد كبير من قبل الاسرى، الذين يصرون على احضار الكتب وتبادلها، كما ان الاسير يقوم خلال كل مساق يتعلمه باعداد بحث حقيقي وجدي .

ولفت أبو عكر الى ان الدراسة التي اعدتها مؤسسة الضمير، مهمة جدا وقد استوقفت خلالها على كل محطات العملية التثقيفية والتعليمية للاسرى في سجون الاحتلال، واشارت بشكل واضح للتعليم الاكاديمي.

واكد أبو عكر ان "الدراسة التي اعدتها الضمير مهمة جدا، واطلب من الكل ان يقرأها، خاصة انها جاءت بالشراكة بين الاسرى ومؤسسة الضمير، وهي تفتح الباب لكل الباحثين والمؤسسات والعديد من الاقلام المتميزة لفتح هذه النافذة".