ربع قرن على اغتيال فتحي الشقاقي

26/10/2020

وطن للأنباء: يوافق يوم 26 أكتوبر الذكرى الـ25 لاغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد فتحي الشقاقي على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في مالطا عام 1995.

والشقاقي من قرية زرنوقة القريبة من يافا بفلسطين المحتلة والتي هاجرت منها عائلته بعد النكبة، ومن مواليد مدينة رفح 4-1-1951م، ونشأ في وسط عائلي محافظ وأسرة متدينة تلتزم بالمجال الديني ووالده عمل في صحراء سيناء.

فقد أمه وهو في الـ 15يوم من عمره ليشب بعدها يتيما، ثم درس في جامعة بير زيت وتخرج من دائرة الرياضيات، وعمل لاحقا في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم في مدرسة الأيتام.

وفي أثناء عمله درس مرة أخرى الشهادة الثانوية لرغبته الشديدة في دراسة الطب، فالتحق بكلية الطب- جامعة الزقازيق 1974، وبعد تخرجه عمل طبيبا بمستشفى فيكتوريا بالقدس وبعد ذلك عمل طبيبا للأطفال في قطاع غزة.

قاد الشقاقي كفاحًا مريرًا ضد الاحتلال، واعتقل في فلسطين أكثر من مرة عام 1983 و1986 ثم أبعد في أغسطس 1988 إلى لبنان بعد اندلاع الانتفاضة في فلسطين واتهامه بدورٍ رئيس فيها.

وتاثر الشقاقي بفكر الثورة الإيرانية منذ بدايتها، وكان أبرز الذين دعوا إلى تبنيها كنموذج، وألف كتاباً أسماه " الخميني.. الحل الإسلامي والبديل". اعتقل في عام 1979 في مصر بسبب تأليفه للكتاب، ومنذ ذاك الوقت كان يتنقل في بعض عواصم البلدان العربية والإسلامية.

وكانت آخر أبرز تلك المحطات مسئوليته في تنفيذ عملية بيت ليد البطولية في تاريخ 1995/1/22، التي أسفرت عن قتل 22عسكرياً إسرائيليا وسقوط 108 جرحى.

اغتيل الشقاقي على يد الموساد الإسرائيلي في مدينة "سليما" بجزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر 1995 أثناء عودته من ليبيا أرض اجداده، وكان يحمل جواز سفر ليبي باسم إبراهيم الشاويش بعد تصعيده للكفاح المسلح داخل فلسطين من منفاه.

وفي هذه الذكرى، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الاثنين 26/10/2020، أنها ستبقى وفية للنهج الذي أسس له الشهيد القائد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي، ولن تتنازل عن فلسطين كل فلسطين، قضية مركزية في الصراع، انطلاقاً من مبدأ الإيمان والوعي والثورة، حتى تحرير أرضنا من دنس المحتل.

وقالت الحركة في بيان صحفي في الذكرى الـ25 لاستشهاد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي:" تمر علينا اليوم ذكرى استشهاد القائد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله ، الذي ترجل شهيدا وهو يقود الصراع مع العدو، رحل الشقاقي شهيدا وبقي الصراع مشتعلا كما أراد وظل مشروع المقاومة والجهاد كابوسا يطارد الصهاينة فلا يسمح لهم بالاستقرار."

وأضافت الحركة: "أن ذكرى استشهاد الشقاقي تحولت إلى مناسبة يتجدد فيها التمسك بالمقاومة ولا زالت هذه الذكرى مناسبة تلهم الأحرار وتبعث فيهم العزم والاصرار على مواصلة الاشتباك مع العدو الصهيوني حتى دحره عن كل فلسطين ."

وأشارت إلى أن الذكرى الأليمة تأتي في وقت تخلت فيه كثير من الأنظمة العربية عن فلسطين كقضية مركزية للأمة، ذلك الشعار الذي كان للشهيد الشقاقي الفضل في إحيائه، وترجمته قولا وفعلا، ودفع حياته ثمنا لهذا المبدأ.

وشددت على أن المقاومة بكل أشكالها وعلى كل أرض فلسطين، هي خيارنا الوحيد لكنس المحتل وطرده عن ثرى أرضنا، ولا نعترف بخيارات التسوية الهزيلة التي ضيعت فلسطين والقدس، وأعطت العدو الصهيوني الشرعية على أرضنا.

واعتبرت الحركة أن هرولة المطبعين لفتح علاقات مشبوهة مع الاحتلال، لن تزيدها إلا إصرارا على التمسك بقضيتنا العادلة، ولن يلغي كون فلسطين قضيتها المركزية، وكلنا ثقة بأن الشعوب الحرة التي تحفظ في قلوبها حبا لفلسطين لن ترضى بخيانات أنظمتها وبيعها لمسرى النبي الكريم بثمن بخس دراهم معدودة.

وتابعت الحركة:"بعد ربع قرن على رحيل المفكر والقائد الدكتور فتحي الشقاقي، يتأكد للقاصي والداني صوابية اتساع نهج المقاومة والجهاد وحجم الالتفاف الشعبي من كل الأحرار حول  المقاومة . "

ووجهت الحركة، التحية للشهداء الذين قضوا على نهج الشهيد الشقاقي، وللأسرى المتمسكين بثوابتهم رغم عمق الجراح وصعوبة المرحلة، والتحية لشعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في كل أماكن تواجده.

كما أبرقت بالتحية للأسير المضرب عن الطعام ماهر الاخرس المتمسك بخيار الحرية بأمعائه الخاوية، ولأهله وذويه، ونقول لهم إن الليل مهما طال فإن نور الفجر حتما سيضيئ الأفق، وسينعم أسرانا بالحرية مهما تسلط وتجبّر السجان.