بعد 35 عاماً من الأسر | عميد أسرى القدس سمير أبو نعمة.. استثنته الصفقات ولا زال متمسكاً بالامل

22/10/2020

 

رام الله- وطن للأنباء: الاسير المقدسي سمير ابو نعمة امضى ما يقارب نصف عمره في الأسر، فدخل قبل يومين عامه الاعتقالي الـ35، ويعتبر الأسير أبو نعمة واحد من بين (26) أسيراً من قدامى الأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو.

وائل شقيق الأسير سمير أبو نعمة يتحدث خلال برنامج "وطن وحرية" الذي يقدمه عبد الفتاح دولة" ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية، عن سمير وانه وكل الاسرى مضطرين ان يتعايشوا مع سياسة الاعتقال التي لاتحترم القوانين والانسانية.

وفق القانون الدولي يجب ان يبقى الاسرى في الاراضي المحتلة، ولكن الاحتلال بعد انتفاضة الاقصى افرغ السجون في الضفة ونقل الاسرى لسجون في الداخل المحتل، وهذا منع عائلاتهم من زياراتهم، واصبح الاحتلال يفرض قيودا على زيارة اشخاص محددين من أفراد عائلة الاسير.

ويتابع أبو نعمة، الانقطاع عن العالم الخارجي عن الأم والأشقاء والأقارب، وتبقى حبيسا داخل اربعة جدارن ل35 عاما ليس بالشيء السهل.

وعن بداية تنظيمه، يقول: في فترة الثمانينات تم تنظيم سمير حيث ذهب الى سوريا وثم الى لبنان لتلقي التدريب على السلاح، وانا لم اعرف بالرغم اننا كنا نعيش مع بعض، حيث كان يعمل سمير في القطاع الفندقي في الاردن.

ويضف وائل: نفذ عملية في عام 1983، بعد مجازر صبرا وشاتيلا، هي من اولى العمليات في تفجير الباصات، حتى انها حيرت دولة الاحتلال.

استمر بنشاطه وهمته داخل السجون، شارك زملاءه الاسرى في كافة الخطوات النضالية ضد ادارة السجون، وخاض اضرابا عن الطعام رغم وضعه الصحي، فهو يعاني من الام متواصله في يده اليمنى والظهر والانف بسبب التعذيب، وكان يعلّم زملاءه الاسرى اللغتين الانجليزية والعبرية .

يقول وائل إن سمير عنيد وصلب فاستطاع ان يحافظ على صحته رغم امراضه، واستمر بممارسة الرياضة في السجن، ومتابعة مجريات الاحداث خارج السجن ايضا.

يوضح أن "من اصعب المواقف على سمير وعلي شخصيا كانت، وفاة شقيقي بشير في الاردن في عام 99، كان اكثر حدث مؤلم لاننا كنا نعيش سوية في الاردن، وان يحرم من رؤية شقيقي وتدفن دون ان يراها كان صعبا ايضا، سمير بطبيعته يتبقل مثل هكذا اخبار دون ان يظهر ، يتألم بصمت".

ويواصل حديثه قائلا: باستمرار احاول ان احافظ على أن تكون صلة الوصل موجودة بين سمير والخارج، قبل الزيارة اخبر الجميع بأني ذاهب لزيارة سمير وان رغب احد بإيصال رسالة له، وعندما ازوره اخبره طوال الـ 45 دقيقة مدة الزيارة اخبار العائلة، احيانا استطيع اخباره بكل شيء واحيانا لايسعفنا الوقت، وهذه افضل وسيلة لنحافظ على وجود سمير بيننا.

ويضيف، اقسى موقف عندما خرج ابناء مجموعته من الاسر في صفقات التبادل وبقي هو وحيدا، فتجاوزته صفقات حزب الله وصفقة شاليط، لم اعرف ماذا اخبره وكان مهيأ نفسيا بالتحرر، كان بداخلي نوع من الاحباط واليأس، قال لي عندما زرته:"لسة في غيري وضعهم داخل السجن اسوأ مني".

وأشار الى أن نقل سمير الاخير الى سجن ريمون، بسبب مشاركته بنشاط داخل السجن حيث قمعتهم ادارة السجن وكان العقاب عزله وغرامة 550 شيقل ونقلهم الى ريمون، وحرمانه من الزيارة لمدة شهر. 

يقول أبو نعمة على لسان شقيقه سمير: "يكفي 35 عاما من الاسر والاعتقال اريد ان اخرج اعيش حياتي واتزوج وارزق بطفل".

أما رسالة عوائل الاسرى هي اننا نعيش نفس المعاناة والازمة مع ابناءنا الاسرى، إذ لايوجد بيدنا غير التمسك بالامل فأبواب السجن لن تبقى مغلقة عليهم، والكرة اليوم في ملعب القيادة السياسية الفلسطينية.