فاز مشعل واستقال فياض ، فأين المصالحة ؟ بقلم : حمدي فراج

17/04/2013
فوز خالد مشعل بولاية جديدة في زعامة حماس ـ رغم انه فوز بالتزكية ـ يفترض ان يقرب المصالحة بين الحركتين الكبيرتين ، على اعتبار ان منافسيه عارضوا وناهضوا موافقته على تولي محمود عباس منصب رئيس الوزراء الذي يشغره سلام فياض ، وهو احد اهم مطالب حركة حماس الذي يتقاطع مع حركة فتح ، رغم ان حماس اعلنت ان اقالة فياض او قبول استقالته ، ليس لها اي علاقة بمطلب حماس وبالتالي بموضوع المصالحة .
امريكا وعلى لسان مهندس سياستها الخارجية الجديد جون كيري ، عادت ولحست موقفها المعلن من سلام فياض ، فبعد ان كانت مصرة على بقائه ، عادت وتراجعت عن موقفها الذي بدى في لحظة معينة انه صارم ، برز ذلك من خلال اجتماع اوباما به في البيرة ، وتصريحه عدة مرات انهما ـ عباس وفياض ـ عنوان السلام ، وحتى كيري اجتمع به على انفراد في القدس وصرح بدوره على اهمية الدور الذي يلعبه .
في التحليل الاخير ، وبغض النظر عن ملابسات استقالة فياض او اقالته ، فإن المفترض في هذه الاستقالة / الاقالة ، ان تخدم موضوع المصالحة وان تعمل على تقريبها ، ولكن لا هذه ولا تلك ـ فوز مشعل ـ قادرة ان تقرب المصالحة ، لأنها هذه المرة لا تتعلق بالفلسطينيين ، بل بالاسرائيليين والامريكيين ، وهذا ما ذكره نتنياهو وابلغه لكيري من اجل العودة الى مفاوضات مجدية ، اي غير عقيمة ، ان تنأى السلطة بالمصالحة مع حماس ومع غزة .
في تصريح للقيادي الحمساوي صلاح البردويل ان المصالحة في وضع مجمد ، وكل ما قيل عن تفاهمات مع فتح في "دردشة القاهرة بين الاحمد وابو مرزوق" ، عن حكومة جديدة او موعد انتخابات ، ما هي الا "قنابل دخانية لخلط الامور" ، وان ورقة المصالحة ، في جيب وزير الخارجية الامريكي الذي طلب ثلاثة اشهر كي يستطيع جلب المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين الى الطاولة ، لكن كيري كان قد صرح بأن "اطلاق عملية السلام بشكل صحيح اهم من اطلاقها بسرعة " وهو ما يجب ان يذكرنا بتصريح رابين قبل ثماني عشرة سنة من ان المواعيد الزمنية ليست مقدسة ، ما يجب وبالضرورة ان يذكّر بما قاله اسحق شامير من قبله عشية مؤتمر مدريد انه يخطط لمفاوضات تمتد الى عشر سنين ، وبدا حين تم الكشف عن هذا التسريب ان الرقم مهولا ، لكن ها هي المفاوضات امتدت الى اكثر بكثير مما أمل و خطط .
والسؤال الملحاح ، ترى هل يبقى ما تبقى من القضية الفلسطينية مهما من الوجهة الامريكية وهي تواجه التهديد الكوري والوضع السوري وامتلاك ايران الوشيك لسلاحها النووي ؟