الطماطم السوداء... قصة نجاح من قطاع غزة

12/08/2020

وطن للأنباء- مصعب عبدالناصر جاد الحق: في ظاهرة هي الأولى من نوعها في قطاع غزة رغم الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها السكان هناك، نجح د. ميسرة مخيمر المختص في بيولوجيا النبات "الهندسة الجينية للنبات"، من محافظة رفح جنوب القطاع، بإجراء أول تجربة لزراعة الطماطم السوداء "بلاك شيري"، حيث بدأ بزراعة كمية قليلة منها داخل دفيئة في منطقة المحررات غربي محافظة خانيونس؛ نجح جزء وفشل الآخر لكنه قرر الاستمرار.

كان د. مخيمر الذي يعمل حالياً في المركز الوطني الفلسطيني للبحوث الزراعية- قد وصل إلى غزة قبل عدة سنوات، بعد أن أنهى درجة الدكتوراه في "بيولوجيا النبات" من جامعة جنوب باريس - فرنسا، وتركزت رسالته في "الجينوم الوظيفي للنبات". يقول: "أن هذه هي تجربة إدخال أربعة أصناف جديدة من الطماطم السوداء حيث تم جلبها بذورًا من فرنسا، وأجريت تجربة على زراعتها في داخل مزرعة قبل نقلها لدفيئة زراعية لمتابعة النتائج، وذلك لدراسة الصنف الأكثر ملاءمة للظروف الزراعية في  قطاع غزة".

مضادات الأكسدة
وأشار د. مخيمر إلى أنه زراعة هذا الصنف؛ جرت في نفس الظروف الملائمة لزراعة الطماطم التقليدية في القطاع،  وبعد إجراء التجربة والحصول على النتائج،  تبين أن صنف (بلاك شيري)، (أي الطماطم الكرزية السوداء)، من أكثر الأصناف الملائمة  للزراعة في  قطاع غزة.  ويمتاز هذا الصنف –بحسب د. مخيمر- باحتوائه على مادة أنثوسيانين(anthocyanin)، وهي مادة ذات تأثير إيجابي على جسم الإنسان وتعتبر من مضادات الأكسدة، ومضادة للنمو البكتيري لاحتوائها على صبغة الكاروتين. ويوضح أن الهدف من زراعة "بلاك شيري" ليس هدفاً إنتاجياً أو تسويقياً أو مجرد إدخال صنف جديد في هذه المرحلة". بل العمل على برنامج تهجيني من أجل إنتاج بذور فلسطينية أصيلة عبر دمج هذا الصنف مع أصناف محلية أخرى.

وينبه د.مخيمر إلى أن التجربة بهدف انتاج بذور تقاوم الآفات والملوحة. ويقول إن الطماطم السوداء تعيش في نفس دفيئة الطماطم المحلية المعروفة، من حيث الظروف الملائمة والمياه وكمية السماد والوقاية، والظروف البيئية.

وينوه إلى أن صنف "بلاك شيري" حقق نجاحًا وأعطى نتائج جيدة، وهذا يمكن الاعتماد عليه في البرنامج التهجيني المستقبلي. مشيراً إلى صعوبة زراعة الأصناف الثلاثة الأخرى، بعد اتضاح عدم ملاءمتها للظروف البيئية التقليدية في غزة، نتيجة لتشوه وسقوط الثمار والتواء الأوراق.

يؤكد د. مخيمر على أهمية الاستثمار في البحث العلمي على الدوام، لما لذلك من مردود إيجابي ونتائج مثمرة. مشيرًا إلى أن الاستثمار في طرق الزراعة يخلق دخلًا ماليًا كبيرًا كما الحال في دول اوروبا التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة والطرق الانتاجية المتقدمة.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية