دولة اسرائيل في خطر...بقلم: يوئيل ماركوس/ هارتس

03/09/2011

(المضمون: ندخل أيلول في الظروف الاقل راحة. عندما تكون الحرب على الوعي، فان الساحة تصرخ لتغيير في القيادة. الدولة في خطر).

          لدينا خمس غواصات، طائرات من أكثرها تطورا في العالم، وعلى الطريق الكلمة الاخيرة – اف 35. لدينا، حسب مصادر اجنبية، قدرة نووية أيضا. ولكن مع ذلك عربي واحد، مسلح بسكين، يفعل العجب في منطقة قضاء وقت الفراغ في شارع هأومان 17 في تل أبيب. احد لم يرسله، هذا جاء من قلبه. لدينا جيش واستخبارات من اكثرها فخرا في العالم، ومع ذلك مخربون ينصبون كمينا دمويا في الطريق الى ايلات ويمسكون بنا متلبسين بانعدام الجاهزية.

          لم تتمكن القيادة المصرية الجديدة بعد من ان تتفق معنا على الحفاظ على اتفاق السلام، واذا بالشباب المفعم بالكراهية يتظاهر أمام السفارة الاسرائيلية في القاهرة، بل ويوجد حتى من يتسلق لينزل علم اسرائيل عن السطح فيما يعانقه الجمهور الحماسي كبطل. سلاح الجو المتطور لدينا جيد لاهداف استراتيجية كبيرة وبعيدة، ولكن ليس ضد احمد، الذي يركب حمارا، يختبىء خلف شجرة، يطلق قذيفة هاون ويعود الى بيته. قد يصيب وقد لا يصيب، ولكنه بالتأكيد يثير الخوف لدى سكان الجنوب.

          العنف بقوة منخفضة هو الذي يملي علينا في هذا الوقت مستوى الحياة. اخرجوا لتروا كيف يتمكن اخطار استخباري عن مخربين على الطريق من تشويش حياة المواطنين الذين اعتادوا على السفر جيئة وذهابا على طريق متسبيه رمون – ايلات، وفي الطريق التوقف في الاستراحات. وهم يستنزفوننا باسلحتهم الاكثر بدائية. حربهم هي على الوعي. سباتنا الطويل ينتهي.

 نحن ندخل ايلول في الظروف الاقل راحة. فقد تعب العالم من اسرائيل سواء كانت غدا مظاهرة المليون في تل أبيب أم لا، وكذا الشعب تعب من زعمائه ومن التوزيع غير العادل لتحمل العبء في الاقتصاد وفي الامن.

رويدا رويدا يشتد الخوف من عودة الارهاب، الى جانب شكاوى من العالم في أننا لم نستغل الوقت للوصول الى تسوية مع الفلسطينيين. خليط من الارهاب والضغط السياسي الدولي هو سيناريو الرعب الاخير الذي تحتاجه مشاكل الدولة الحالية.

الجيش والشرطة يستعدان لكل السيناريوهات، هكذا يهدئون روعنا. فهما مستعدان، مثلا، لامكانية أن يحاول متظاهرون فلسطينيون ان يقتحموا بجموعهم او في مجموعات صغيرة المستوطنات. عندما يقولون "مستعد"، المقصود هو ان الجيش يدرب المستوطنين على كيفية الدفاع عن أنفسهم ضد تسلل فلسطيني. مثابة سور وبرج في الايام الخوالي اياها. ولكن اذا فكرنا بالاقتراح العبقري هذا مرتين، سيتبين أن المستوطنين قد يستخدمون المعرفة التي تلقوها من الجيش ضد الجيش نفسه، عندما يكونون مطالبين بالاخلاء في اتفاق ما على تبادل الاراضي.

العالم يضغط علينا لاستغلال الوقت حتى 20 ايلول، الموعد الذي ستعترف فيه الامم المتحدة رسميا بالكيان الفلسطيني كدولة، من أجل الدخول في اللحظة الاخيرة الى مفاوضات مع الفلسطينيين. لشدة الاسف، يوجد أمامنا رئيس امريكي ضعيف، يقاتل باظفاره على ولايته الثانية. اوباما وصل الى نقطة تجعل الامريكيين ينزلون عليه باللائمة في كل الاوضاع. ها هو يستعد كل الاعصار وكأنه يشن حربا عالمية، والان يتهمونه باثارة الفزع. لو لم يأخذ الاعصار بجدية، ووقعت كارثة، لادعوا بان ترك المواطنين لمصيرهم.

في مثل هذا الوضع، لرئيس كهذا، وفي ما يتعلق بمصيرنا، مهم جدا ان تكون اسرائيل هي الرائدة والقوية بحيث لا يصبح قرار الجمعية العمومية للامم المتحدة قولا دوليا صعبا ضد اسرائيل بل واتهامها في كل ما يحصل في منطقتنا. خبراء في شؤون المنطقة يقولون ان السلطة الفلسطينية ستكون حذرة من العنف ضد اسرائيل، ومصلحتها هي أن تبرهن أنها هي التي تريد واسرائيل هي التي ترفض. كما أن للجيش المسيطر الان في مصر مصلحة في الحفاظ على اتفاق السلام معنا، شريطة بالطبع ألا تتهم اسرائيل كمن تحرم الفلسطينيين من حقهم في دولة مستقلة. حماس، الاخوان المسلمون، رجال القاعدة والايرانيون يكمنون لنا في الميدان لاستغلال عناد اسرائيل. مفهوم اسحق شمير في عدم عمل شيء، تبين كخطوة فتاكة. وهو يتواصل ايضا في حكم بيبي وباراك. القبب الحديدية لن تنقذنا عندما يكون صوت اسرائيل هو صوت ليبرمان. السبات الطويل يصل الى المنتهى بانفجار.

ندخل أيلول في الظروف الاقل راحة. عندما تكون الحرب على الوعي، فان الساحة تصرخ لتغيير في القيادة.

الدولة في خطر.