"يا عندي يا عند المنسق"..عشرات الآلاف يستجيبون للحملة ويغادرون صفحات الاحتلال الناطقة بالعربية

30/05/2020

 

وطن للأنباء: زادت وتيرة الاستجابة مع حملة "يا عندي يا عند المنسق"، الداعية لإلغاء الإعجاب والمتابعة لصفحة منسق الاحتلال في الضفة الغربية، حيث لوحظ تراجعا بعشرات الآلاف من عدد المعجبين بالصفحة.

الحملة التي أطلقها الصحفي زاهر أبو حسين قبل أسبوع، من خلال منشور على صفحته بتخيير أصدقائه إما الإبقاء على الصداقة بينهم مقابل إلغاء الإعجاب بصفحة المنسق، أو إلغاء الصداقة بينهم في حال استمر الإعجاب والمتابعة لصفحة المنسق، انتشرت بشكل واسع وأصبحت حملة عامة، ولوحظ انسحاب عشرات الآلاف من الصفحة.

وبالرغم من تركز الحملة على صفحة "المنسق"، إلا أن هناك صفحات أخرى للاحتلال ناطقة بالعربية، بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي الانسحاب منها مثل صفحة الناطق باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي، وصفحة "إسرائيل تتكلم بالعربية"، بالإضافة إلى صفحات خاصة بضباط في جهاز مخابرات الاحتلال تعمل على اسقاط الفلسطينيين بذريعة تقديم الخدمات.

وتسعى تلك الصفحات للتغلغل في المجتمع الفلسطيني وضرب الجبهة الداخلية ونشر البلبلة والإشاعات، وإسقاط الشباب في مستنقع العمالة، بالإضافة إلى محاولة تجميل صورة الاحتلال.

ويرى مطلقو الحملة أن استمرار الإعجاب والتفاعل مع صفحات الاحتلال الناطقة باللغة العربية، يضعف الموقف الفلسطيني وحركة "BDS" الداعية لوقف التطبيع مع الاحتلال وفرض العقوبات عليه.

وبسبب الانتشار الواسع للحملة، حظيت بتغطية من قبل وسائل الإعلام العبرية، حيث ذكرت القناة "12" العبرية أن "حملة شرسة يقوم بها الفلسطينيون عبر الانترنت لمقاطعة صفحة الفيسبوك الخاصة بمنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية الجنرال كميل أبو ركن".

كما ذكرت قناة "كان" العبرية: منذ الليل، بدأ النشطاء الفلسطينيون على الشبكات الاجتماعية بمقاطعة الصفحات المتعلقة "بإسرائيل" والتركيز على صفحة الفيسبوك الخاصة بمنسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية الجنرال كميل أبو ركن، حتى الآن الحملة أدت لإزالة عشرات الآلاف من الإعجابات من الصفحة.

وتعليقا على الحملة، قال الصحفي زاهر أبو حسين لـوطن للأنباء، إن الحملة بدأتها بتاريخ 23/5/2020، حيث وضعت منشورا لمقاطعة صفحة المنسق وغيرها من صفحات الاحتلال الناطقة بالعربية، وفي اليوم التالي نشرت منشورا اخر حذرت فيه بأنني سأبدأ بحذف الصداقات من على صفحتي لمن لا يلغي اعجابه او متابعته لصفحة المنسق.

وأضاف أن عدد متابعي صفحة المنسق بدأ يتراجع حيث كان عندما اطلقت الحملة 1068 متابع مشترك بيني وبين صفحة المنسق، لكن بعد اسبوع من الحملة أصبح العدد 610، وما زال العدد في تراجع، مع العلم أنني كنت قد حذفت 30 من أصدقائي المقربين لأنهم أبقوا على متابعة صفحة المنسق.

وأكد أبو حسين أن الحملة نجحت وأصبحت عامة والتفاعل معها ازداد بشكل كبير بعدها من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تراجعت صفحة المنسق من نحو 700 ألف معجب إلى 615 ألف معجب أي بتراجع 85 ألف شخص، لكن للأسف البعض اصبح يسوق أنه من أطلق الحملة متجاهلا جهد وحق الأخرين، وفق أبو حسين.

وكتب أبو حسين على صفحته "إنني اضعك صديقي/صديقتي لتختار، إما إلغاء إعجابك بصفحة المنسق أو أن تلغي نفسك من قائمة اصدقائي .. إنه لمِن العار والخيانة، أن يمتدح أي فلسطيني حر شريف، ضابط الاحتلال ويتذلل له عبر الصفحة المسماة المنسق .. كونوا جريئين، عمموها عبر صفحاتكم".

وأضاف أبو حسين في منشوره "المهم انا مصدومة بعدد الاصدقاء المشتركين الي عاملين اعجاب للصفحة ووطنين يمكن بالغلط عاملين لايك ...ادخلوا وشيلوا الاعجاب".

وبيّن أبو حسين في حديثه لـوطن للأنباء، أن الحملة لا تقتصر على صفحة المنسق وحدها وإنما صفحات أخرى مثل "افيخاي ادرعي" و"اسرائيل تتكلم بالعربية" وغيرها من الصفحات التي تثير الفتنة في الشارع الفلسطيني.

وأكد أبو حسين أن الأخطر من الإعجاب بصفحة المنسق، هو تحميل "تطبيق المنسق" على الهاتف الشخصي، والذي من ضمن شروط قبول التحميل الموافقة على إمكانية فتح كاميرا الهاتف والاطلاع على الرسائل والمكالمات وبيانات الهاتف الشخصي.

واعتبر أن تسجيل الاعجاب بصفحة المنسق، هو عبارة عن شهادة ثقة للمنسق، ووجود 700 ألف معجب بها من الفلسطينيين، بالاضافة الى آلاف التعليقات والمشاركات والمنشورات، هو عبارة عن تجميل لوجه الاحتلال القبيح، مع العلم أنه يستغل الحاجة الإنسانية للمواطن الفلسطيني لتجميل صورة الاحتلال.

وقال إن التفاعل مع منشورات المنسق خطير جداً، لذلك أطلقت الحملة بهدف التقليل من قيمة وحجم هذه الشهادة، لان وجود هذا العدد من المعجبين والمتفاعلين مع الصفحة يضعف الموقف الفلسطيني الداعي لرفض التطبيع، ويعطي مبررا للعرب للتطبيع مع الاحتلال.

وحول ما إذا كانت الحملة تأتي بعد موقف القيادة بقطع العلاقات مع الاحتلال، أكد أبو حسين أنه دعا لهذه الحملة منذ أكثر من عام ونصف، وهي ليست جديدة لكن العمل عليها وتنفيذها بدأ بشكل واسع هذه الأيام.

وشدد على ضرورة أن يكون هناك وعي عام لدى الشعب الفلسطيني حول خطورة هذه الصفحات، وحول الكثير من المصطلحات التي أدخلها الاحتلال علينا لتجمل صورته، ونستخدمها بشكل واسع دون أن نعرف معناها.

وكتب الأسير المحرر المختص بالشأن العبري عصمت منصور " تعقيبا على حملة يا عندي يا عند المنسق.الحملة جيدة لانها تنطوي على نية حسنة، لكن جمهور المنسق المتعلق بصفحته معظمه من العمال واصحاب الحاجة للخدمات التي يقدمها المنسق إما مباشرة او من خلال صفحته.الطلب المجرد و العزف على وتر العاطفة الوطنية وحدها، يصلح كحافز لرفض الصفحة، لكنه لا يكفي وحده امام الحاجة اليومية .يجب ان يكون السعي لإيجاد بديل مقنع وان تتكفل السلطة بسد هذه الثغرة".


وكتب الشاب أنس الخطيب "خلال أسبوع أي حدا من أصدقائي عالفيسبووك رح اضطر ألغي صداقتي معه اذا كان مسجل إعجاب لأي من هاي الشخصيات".

كما كتب الشاب محمد هندي "في حملة اسمها يا عندي يا عند المنسق.. هدف الحملة يا أنت بتضل صديق عند ابن بلدك واخوك وقريبك وجارك يا بتضل عامل اعجاب لصفحة المنسق.. اليوم عدد معجبين المنسق ٦٦٨ الف بعد ٣ أيام اذا ضل العدد قريب معناته الناس اختارو المنسق والناس وصلت لمستوى مخزي ومقرف ومستوى ساقط منحط.. رح انضم لهاي الحملة بعد ٣ ايام ولو اقرب الناس الي عامل اعجاب رح اقوم بحذفه بدون اي اسف".

ودعا الناشط في حملة مقاطعة "اسرائيل" لحذف الاعجاب بصفحة المنسق، وكتب على صفحته  "الى جميع الأصدقاء عليك أن تختار اما ان تكون صديقي واما ان تكون صديق للمنسق ... بصراحة كاملة اي واحد صديق مع المنسق ما يشرفني اكون معي صديق لا على الفيس بوك ولا على غير الفيس".