شبكة "صامدون": الأسير طارق مطر ضحية أخرى بماكينة التعذيب الإسرائيلية

13/04/2020

رام الله-وطن للأنباء: أعلنت شبكة صامدون الفلسطينية للتضامن مع الأسرى عن تضامنها العميق مع الأسير طارق مطر، والذي يقبع حاليا في سجن عوفر للمرة الخامسة على التوالي.

وفي بيان وصل وطن للأنباء وصفت "صامدون" الأسير طارق مطر بالشاب الفلسطيني المفعم بالنشاط، والذي يمثل قدوة نابضة وحيّة للشباب الفلسطيني، والسجين السياسي الذي ما زال يواصل تأثيره وإلهامه للشارع بروحه الثورية التي لا تنضوي، بالرغم من تجاربه القاسية في التعذيب والقمع الشديدين على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

كان طارق ينوي مواصلة مسيرته الأكاديمية، استعداداً لدخول جامعة جنيف في سويسرا لتحصيل درجة الدكتوراه. وقبيل انتقاله والتحاقه في برنامج الفصل الدراسي الأول من عام 2019؛ قامت قوات الاحتلال بتدمير خططه واعتقاله دون تهمة أو محاكمة تحت قيد الاعتقال الإداري. لم يفقد طارق الأمل رغم سجنه، واستمرّ في المقاومة، مواصلاً لكتابة من خلف قضبان السجن.

يذكر أن أول اعتقال لطارق كان في عام 2006، تحت ذريعة أنه يشكل "تهديدًا لأمن" دولة الفصل العنصري الإسرائيلي، فسجن حينها لعامين ونصف دون أية تهمة.

وفي عام 2010، سُجن مرة أخرى لمدة عشرة أشهر، لمجرد نشاطه ومشاركته كطالب في جامعة بيرزيت.

وفي عام 2012، تعرّض طارق للتحقيق مدة 43 يومًا في مركز التحقيق "المسكوبية" الذي يتسم بالسادية في القدس المحتلة، ليخرج على قيد الحياة وبصحة جيدة، معلناً انتصاره على السجان، وبأنه أقوى من أي وقت مضى، بروحه العالية التي تتمتع بالمقاومة والتزامه بالقتال من أجل العدالة.

وفي عام 2017، تعرض للاعتقال مرة أخرى ووضع رهن الاعتقال الإداري، وقضى عامًا ونصف بين عوفر وسجن نقب الصحراوي، بينما انتظره طلابه في المدرسة وكتبوا اليه رسائل، ملؤها الشوق والوعد بالحرية واللقاء. فقد نسج طارق علاقة مميزة مع طلابه، عنوانها الحوار والمحبة. كان طارق مؤمناً بقوة الشباب الكامنة في عيونهم، إذ كان يرى فيها اتقاد منجم الأمل ومستقبل زاخر بغد أفضل وحياة كريمة لشعوب العالم.

أُحيل بعدها الى مركز التحقيق في المسكوبية بعد اعتقاله الإداري الأخير، الذي لم يمرّ عليه وقت طويل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر 2019.احتجز طارق في "المسلخ" لمدة 30 يومًا تقريبًا، واجه فيها فظاعة ووحشية تقنيات التحقيق وفاشية الشاباك، إذ تعرض للتعذيب في "وضعية الموزة" أو "الانحناء الخلفي"، وهو أسلوب غير قانوني منذ عام 1999، لكنه مستخدم ضد السجناء الفلسطينيين. ونتيجة لذلك، عانى طارق من آلام شديدة في ظهره ومفاصله، وتفاقم وضعه بسبب الضرب الوحشي الذي تعرض له على أيدي ستة من ضباط الأمن. منذ لحظة اعتقاله وتعذيبه حتى الآن، لم ير طارق سوى والدته لمرة يتيمة فقط.

وأوضحت صامدون أنه عندما مَثُل طارق أمام المحكمة العسكرية الإسرائيلية لأول مرة، تم دفعه على كرسي متحرك. كان أمراً مهولاً ألا يستطع طارق، المعروف عنه بلياقته وجسمه الرياضي، من المشي! عندما وصلت الأخبار إلى عائلته وأصدقائه، لم يصدقوا أن طارق يضطر الآن لاستخدام كرسي متحرك بسبب الوحشية الإسرائيلية.

مبينةً طارق متحمس للحياة، طموح، نهم في القراءة المعرفة، وينشرها بمحبة وأمل لكل من حوله. طارق محبوب ، وهو صديق الجميع، داخل فلسطين وخارجها، وكوّن العديد من الصداقات مع الزوار الأجانب الذين كانوا يأتون للتضامن مع فلسطين، وهم من يطلقون عليه "روح الثورة".

وحثّت شبكة صامدون الفلسطينية للتضامن مع الأسرى جميع أصدقاء فلسطين على الوقوف مع طارق مطر والمطالبة له بالعدالة والمساءلة والحرية. طارق أممي ملتزم، ربطته رؤيته للحرية الفلسطينية بالعديد من الناس حول العالم، ولا يجوز أن يستمر عزله وحده ومعاناته من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.