الذكرى الـ29 لقصف ملجأ العامرية بقنابل أمريكية "ذكية"!.. 400 طفل وامرأة عراقية ذابوا من القصف

13/02/2020

رام الله-وطن للأنباء: في مثل هذا اليوم من العام 1991، وعند الساعة الرابعة والنصف فجراً، استهدفت طائرات العدوان الأميركي من نوع أف-117 بقنبلتين "ذكيتين"، تزن كل واحدة ألفي رطل، الملجأ رقم خمسة وعشرين في حي العامرية غرب العاصمة بغداد، أو ملجأ العامرية كما اشتهر بعدها؛ اخترقت القنبلة الأولى جدران سقفه الإسمنتية فتسببت بإغلاق بواباته الفولاذية، وانفجرت الثانية لتصهر أجساد من احتموا فيه من المواطنين العراقيين والعرب.

قبل تسعة وعشرين عاماً، وقع أربعمئة وتسعة (العدد أكبر نتيجة ذوبان الكثير من الجثامين) ضحايا الملجأ الذي ادّعت حينها واشنطن أنه "مقرّ عسكري"، لكنها عادت بعد أيام من نشر صور الضحايا ومن بينهم مئتين وإحدى وستين امرأة واثنين وخمسين طفلاُ رضيعاً، إلى التذرّع أنه قُصف عن طريق الخطأ بسبب معلومات عسكرية مضلّلة.

 نصب تذكاري للمجزرة شيّد عام 2002

باستثناء إدانات متفرّقة، لم يكترث أحد للمذبحة، وقت أن كانت وسائل الإعلام حكراً لدول العدوان، وواصلت جيوش أربعة وثلاثين بلداً الحرب، ولم يَسمح حتى اليوم بمحاسبة الجاني، بل إن الاحتلال الأميركي أصرّ على محو رمزية "العامرية" الذي أقيم فيه متحف يخلّد ذكرى ضحاياه، بتحويله إلى ثكنة عسكرية للجيش، وأغلق الموقع بعد ٢٠٠٣. وهناك وحدة عسكرية فيه حالياً، حتى لا يكون هناك ذكر أو استذكار رسمي لجريمة العامريّة اليوم.

تم تصميم ملجأ العامرية ليحمي الأطفال والنساء من الخوف وأهوال الحروب، ليعزل الاطفال عن الحرب، وليحجبَ أصوات الانفجارات خارج المبنى عنهم، لكنّ قنابل أمريكا الذكية، جعلت الملجأ، بتصميمه العازل، حائلاً أمام سماع استغاثات أولئك الأطفال داخله.