مدرّبة من الأردن تدعو متابعيها لعيش مغامرة الولوج إلى الذات من خلال رياضة "التأمل"

11/02/2020

وطن للأنباء- حوار: هديل عوني عطاالله

العديد من الناس ينظرون إلى التأمل على أنه نوعٌ من الترف ليس إلا، لكن لو عرفوا الفوائد التي يمكن جنيها من ورائه لما توانوا عن ممارسته ليومٍ واحد، هذا ما تؤكده التجربة الشخصية للأخصائية الإرشادية هيلينا الصايغ، فقد غيرّ التأمل من حياتها على نحو مدهش بعد استمرارها فيه لسنين طويلة، ورسا بها في ميناء السلام بعد أن عثرت على أجوبة لأسئلة راودتها لوقت طويل، كما تمكنت من إيجاد حلول لمشكلات عدة.

التأمل بحسب المدربة الأردنية لا يعني أن تغمض عينيك وتجلس بدون التفكير في أي شيء؛ بل يعني على وجه التحديد التركيز على شيء واحد فقط وحينها سيحدث بطء في ذبذبات الدماغ بوصوله إلى مرحلة "الألفا" ثم مرحلة "الثيتا"، ليبدأ الإنسان في الاسترخاء والهدوء ويقل توتره شيئاً فشيئاً، ويحصد فوائد جمة منها الراحة والسعادة والتسامح والتطور والتقبل وتحسين الصحة، وتحسين العلاقات مع الآخرين ومع الذات واكتشاف النفس.
حول التأمل "على أصوله" ومزاياه في أحضان الطبيعة؛ حاورت مراسلة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" هيلينا الصايغ.

أبجديات التأمل
افتتحنا الحديث الشائق معها بسؤالها عن الدافع الذي جعلها تتجه نحو علم النفس، فقالت أنها منذ بلغت الثانية عشر تَنادى في أعماقها صوت قوي يحثها على مساعدة الآخرين والإحسان للبشرية، وتولدت في خَلجاتها أمنية أن "استخدمني يا الله" بحسب تعبيرها، وحين كبرت عاهدت نفسها ألا تدخر وسعا في البحث عن سبيل نحو تلبية ذلك النداء، ثم وجدت أن دراسة الإرشاد وعلم النفس ستكون مَشعلاً لها في الطريق، فسافرت إلى أمريكا للدراسة الأكاديمية في الثمانينيات وبعد عودتها إلى الأردن بدأت حياتها العملية في هذا المجال.

"متى شرعتِ في رحلة التأمل؟".. تجيب عن سؤالي الأول بابتسامة لا تغيب عنها الطمأنينة: "منذ كنت طفلة مارست التأمل من حيث لا أدري، اعتدت بين فترة وأخرى أن أجلس بصمت وأغوص في داخلي، أما التأمل كما ينبغي أن يتم وبطرقه الجادة فقد بدأت به قبل خمس سنوات، أي بجلسته الصحيحة وتهيئة أجوائه الملائمة من وضع الشمع أو البخور والنهوض في الصباح الباكر".
وتحكي لــ "آفاق البيئة والتنمية": "بعد أن أدركتُ مدى تأثيره؛ لم يعد بإمكاني أن أفوتّ يوماً دون أن اتأمّل حتى لو في السيارة "بالتأكيد ليس في وقت القيادة" أو على الرصيف، وفي الأساس أحرص على تحديد موعد مقدس أي ليس لمجرد أن يصادفني وقت فراغ، على سبيل المثال بعد النهوض من النوم صباحا والصلاة، ذلك أن تحديد زمان ومكان ساعدني على الالتزام وبات عقلي وجسمي لا يستغنيان عنه".

أولى الأسئلة التي لا بد وأنها تتوارد إلى ذهننا؛ "هل من داعٍ ملّح للتأمل ولماذا ينصح أهل "علم النفس" به؟"؛".. تقول ضيفتنا التي دشّنت قبل عامين قناة في موقع يوتيوب لتسجيل فيديوهات متنوعة عن تطوير الذات والاتزان الداخلي بين العقل والجسد والنفس: "الإنسان بحاجة ماسّة إلى التأمل حتى يُهدّأ من شتات نفسه وأفكاره المُبَعثرة والمنصبّة على العالم الخارجي ومسؤوليات الحياة التي لا تنتهي؛ ليُفرِغ بعضاً من حمولة خوفه وقلقه، وبطبيعة الحال تشتت تركيزنا سيكون خارجاً عن إرادتنا لأن عقلنا يصول هنا ويجول هناك، لكن إذا ما ركزّنا على شيء واحد سيعقبها راحة في النفس، وبالتالي نصبح أقدر على الإنجاز والإبداع والاستمتاع بالحياة".

وتحرص على أن تُعطي فوائد التأمل حقها، متابعة كلامها في هذا الصدد: "ثمة تحول لا يمكننا تجاوزه، أن الإنسان حينها "يستجيب" بدلاً من أن يبدي ردة فعل والذي فيه يستخدم دماغه العاطفي، إلا أنه حين يهدأ بفعل التأمل فإن هذا سيحفزّ الدماغ العقلي الذي يطرأ عليه نشاط واضح نتيجة تزايد ضخ الدم فيه وقت التأمل، كما أن المسارات العصبية تزيد بفضل ممارسته؛ ولذا يعطينا استجابة عوضاً عن ردة الفعل".

ومن ناحية أخرى تشير إلى أن التأمل يزيد من التركيز لذا يُنصح الطلبة به، كما يُعلي من قدرة الشخص على الانتباه لنفسه ولعائلته فيغدو متعاطفا مع الآخرين ويفهمهم ويفهم ذاته بالدرجة الأولى على نحوٍ أفضل، ناهيك عن أنه يسهم في إدارة الأفكار بشكل فعال بعيداً عن تناثرها، وعلاوة على ما سبق يُحسّن من الذاكرة.

إذن من الواضح أن السيدة هيلينا عاشت بحق معنى أن يمنحها التأمل شعور تسليم أمرها كله لخالقها وتذوقت طعم السلام الداخلي بعد اجتيازها لمشاعر الخوف والقلق والتوتر والغضب، تستجمع ما لديها من خلاصة التجربة قائلة: "لقد سكنتُ فوضى تلك المشاعر وتمكنت أخيراً من الولوج إلى الذات الحقيقية في أعماقي، اسمحي لي أن أصرّح أني - وبلا أدنى مبالغة- أشعر في التأمل أني أتواصل مع الله واستمد منه التوفيق والرشاد لكل ما يثير حيرتي؛ يا لها من نفحة إلهية لا توصف بالكلمات".
"التوقيت" واحدٌ من أهم النقاط التي يجب أن نأخذها في الحسبان؛ موضحة بقولها: "الوقت المثالي للتأمل هو الصباح الباكر وتحديدا "الفجر" ويُفضل قبل تناول الطعام، ففي الساعة الخامسة أو السادسة صباحا يحمل الجو طاقة هائلة من السكينة، لذا ننصح الطلاب بممارسة التأمل بعد صلاة الفجر مما يساعدهم على التركيز في دراستهم، ولا بأس في التأمل وقت الظهيرة أو في ساعات المساء".

وتلفت أنه من المهم الجلوس بوضعيةٍ مريحة ويا حبذا أن يكون الظهر مستقيما والقدمين واليدين بعيدين عن بعضهما، "المهم ألا نجلس بوضع الاستلقاء تحاشيا لأي غفوة، ومن الجيد الاستماع لتسجيلات التأمل التي يزخر بها موقع يوتيوب".

تركيز ونيّة
وتذكر المستشارة الإرشادية أن تحديد النية من التأمل يأتي بنتيجة ملموسة؛ فعقد النية للطلب من الله أن يمنحنا طاقة للتسامح أو الصبر أو تبديد حيرة وهمّ أو التخفيف من ألم صداع، إنه يشبه الدعاء بشكل ما؛ وفقا لتجربتها.
تتحدث عن مجريات هذه العملية بإسهاب: "التركيز على أمر واحد مثل التنفس بأخذ شهيق وزفير مع إغماض العينين، أو تركيز النظر على ضوء شمعة أو وردة أو نبتة، ومن الجميل ترديد جملة معينة مثل "الحمد لله" أو "سبحان الله" حتى ننفصل عن الواقع وندخل إلى عمق الأعماق، فالتكرار يبني وتيرة معينة في الدماغ مما يعطي فرصة لتدفق هرمونات السعادة والوصول لمستوى أعلى من الطمأنينة، وسيكون رائعا أن نتخيل موقفاً بأدق تفاصيله نتمنى أن يحدث، ثم ننهي التأمل بالشكر والامتنان لله ليقيننا التام أن ما تمنيناه سيحدث بإذن الله وهنا يتجلى المعنى الحقيقي للتسليم".
"ماذا لو تشتت انتباهنا.. ماذا لو كان الأمر صعبا!".. تجيب عن سؤالي بالقول: "حينها علينا أن نستعيد تركيزنا بالعودة إلى الحال الذي كنا عليه من التنفس وما شابه، ومن الطبيعي أن يكون الأمر صعبا في البداية لأن الدماغ كالعضلة يتحسن بتمرينه مرة بعد أخرى، فوائد التأمل تستحق من الإنسان أن يجرب ولو خمس دقائق في الشهر الأول ثم نزيد المدة وسيغدو كل شيء أسهل بمشيئة الله".

الطبيعة دفقُ من السلام
ننتقل مع هيلينا الصايغ إلى محور آخر وهو التأمل في أحضان الطبيعة، إذ تؤكد أن ذلك يؤتي بنتائج أغنى؛ "فالطبيعة الخلابة مفعمة بالطاقة الإيجابية العالية، وفيها يصل المتأمل إلى أعلى مستوى من الصمت والهدوء، التراب على سبيل المثال يسحب الطاقة السلبية وكذلك الزهور والأشجار والعصافير والصخور والغيوم والرائحة الزكية، والشعور بالمجال الكهرومغناطيسي يكون أقوى ويحسن من السلوك على أصعدة عدة؛ مما يحقق راحة لا توصف" والكلام لها، لافتة إلى أن الأصوات المنبعثة من الطبيعة كصوت العصافير والأمواج تخفّف من تشتت العقل وتبطئ حركة الذبذبات بالدماغ، مما يزيد من تكوين المسارات العصبية والتحسين من وظائفها.
وتتابع كلامها في السياق نفسه: "جُل أوقاتي من التأمل أقضيها في البيت؛ وحتماً يحلو لي أمام أمواج البحر أو على قمة جبل أو مرج أخضر بعيداً عن التكنولوجيا ومشاكل الحياة؛ أشعر في تلك اللحظات بسعادة نادرة، إن التواصل مع الطبيعة يفرز هرمونات الإندورفين والأكستوسين والدوبامين والسيروتونين، وهكذا يتنزّل السلام على النفس، بحيث لا يعود الإنسان مهموما بسداد ديونه أو توفير مظاهر الحياة المادية، مع الطبيعة يصبح أكثر يقينا وتسليما ويشعر أن بإمكانه إنجاز أي رغبة في الحياة، إنه سر النور الداخلي الذي يأخذ بيدنا لفهم ذواتنا والتواصل مع العقل اللاواعي".

وعطفاً على ما سبق؛ تأسف لعزوف العائلات العربية عن استقطاع بعض من وقتها لقضائه في الطبيعة؛ في حين تتسمر لساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية، قائلة: "المشي في أرجاء الطبيعة حتى لو لخمس دقائق فقط يفيض علينا بالطاقة الإيجابية لو استخدمنا حواسنا الخمس حين نشم رائحة الزهور أو التراب ونرى الشجر والعشب، ويلمس نسيم الهواء بشرتنا، ونتذوق ملوحة البحر، مما يخفف من وطأة الضغط النفسي".

التأمل سيأتي
ومع أن الكثيرين ليس بمقدورهم رمي أنفسهم في أحضان الطبيعة إلا أن هيلينا تشجعهم على التأمل حتى لو كان بين أربعة جدران؛ فطبيعة المكان لن تمنع بأي حال من الوصول إلى عمق الأعماق، والعثور على أجوبة لكثير من الأسئلة الدفينة بداخلنا؛ ومن فينا لا يحب أن يشعر بـــ "راحة البال" ويهدأ ضجيج عالمه!".
وحول الصعوبات التي قد يواجهها المبتدئون تحكي: "على الأرجح سيتشتت العقل بين عدة مواضيع ولكن بالإمساك بزمام التركيز على شيء واحد سيخفف من تدافع الأفكار بالتدريج، وقد يصيب الظهر أو الأرجل ألماً؛ لذا أنوّه أنه ليس من الضرورة أن نترّبع ويمكننا الجلوس على كرسي، المهم في الجلسة استقامة الظهر".
أكثر الشكاوى التي تصلها مفادها "أعجز عن الجلوس من غير تفكير، وسرعان ما أملّ"، وهي بدورها ترد على أصحابها "لن تنجحوا من المرة الأولى ولا حتى العاشرة لكن مع الوقت وبطرق بسيطة حين تتعودون ستكتشفون مقدار الانتعاش الذي يتمتع به الجسم بعد أن يهدأ العقل، النتيجة مذهلة خاصة لمن تُخيم عليهم الكآبة أو يسعون إلى الكمال أو القلقين بطبعهم، كل ما علينا ألا نكون عجولين بخلاف مجتمعاتنا التي تتوق للحلول السريعة".

فيه شفاءٌ وهناء
في ركن صغير ببيتها لا يتجاوز المتر المربع تضع هيلينا شموع وبخور ومكاناً للجلوس على الأرض، محاولةً التعرف على نفسها أكثر وامتلاك الحكمة والشجاعة لتغيير ما يمكن تغييره، ويحدث معها أمرٌ يثير استغرابها أن الحيوانات التي تربيها ترقد إلى جانبها بوداعة دون أن تصدر أي حركة إلى حين انتهائها من التأمل.

سألتها عن أبرز ما أثار اهتمامها إبّان معايشتها لقصص المجربين في هذا الجانب، وباحت لي: "أدهشتني حالات مرضية وصلت إلى الشفاء بإرادة الله بعد استمرارها في ممارسة التأمل، ثمة أشخاص تمكنوا مجدداً من المشي وهناك من استردوا بصرهم وآخرين عثروا على أجوبة لأسئلة عقيمة، صدّقوا أن التأمل قد يفتح الباب على معجزة كبرى".
وبحسب رأيها أنه إذا ما هدأ الإنسان ستتجاوب أعضاء جسمه على نحو غير مسبوق ومن الوارد أن يُكتب له الشفاء، وقد يصل إلى درس عظيم في الحياة أو يتخفف من بلاء، وبنبرة حب تتابع: "لقد علمتني التجربة أن العقل حين يسكت حتماً يجد ضالته، لذا أنصح كل انسان مهما كان عمره بالتأمل بأي شكل كان، ابدأ في التجربة واستمر كل يوم ولو لدقيقة وستحصد نتائج لم تتوقعها".
"ماذا عن الذين تنتابهم مخاوف من رفع سقف توقعاتهم، فيأخذون حذرهم من أي خيبة أمل؟.. تقول هيلينا: "هؤلاء يهربون من مشاعر الألم ولا يجيدون التعامل معها، يمكنهم اللجوء إلى مستشارين إرشاديين لمساعدتهم أولاً على تقبل مشاعرهم وإدارة أفكارهم، ومن ثم تأتي لاحقاً مرحلة التأمل والتخيل للأحداث الجيدة".

وعن الأسلوب الصحيح للتعامل مع فكرة سلبية أو مشكلة ما تسيطر على الإنسان وتطارده أثناء التأمل، جوابها كالعادة يأتي ممزوجا بالخبرة: "لنجرب أن نكتب تلك الفكرة على ورقة ومن ثم نمزقها ونتخلص منها، ثم نحاول أن نكتبها بطريقة إيجابية تتضمن حلول، أو أن نحللها بطريقة ما، وعندما نكرر هذه الأساليب سننتصر على الفكرة السلبية ويصبح تفكيرنا منطقي وواقعي ومفيد لحياتنا".
ويُعد التأمل أحد العوامل التي تساعد الإنسان المصاب بالاكتئاب الإكلينيكي على التحسن؛ بالإضافة إلى قضاء وقت في الريف أو الطبيعة والرياضة والصلاة والدعاء والبيئة الداعمة والطعام الصحي والتطوع والقيام بأنشطة فيها إنجاز، كما تقول.

التأمل في سن مبكر
تخبرني هيلينا بضحكة متزنة: "الحديث معكِ عن هذا الموضوع أدخلني حقاً في مزاجٍ "رايق"؛ هي التي علّمت أبنائها التأمل منذ عمر باكر وما زالوا مستمرين بممارسته، إذن ليس من باب التنظير أن تدعو المستشارة الإرشادية الأهالي إلى الاهتمام بتعليم أطفالهم مهارات مهمة في الحياة ومن بينها التأمل في الطبيعة، وعن ذلك تقول: "الأطفال الذين ينشئون في بيئة من هذا النوع يتمتعون بنظرة أجمل للحياة وثقة أعلى بالنفس، ولو قسنا ذلك على العاملين في  الزراعة لوجدناهم أكثر طمأنينة وصحة ورضا وسلام، حتى أن إيقاعهم في الحديث أبطأ وتفكيرهم يخلو من التشويش؛ لو تمكن الأطفال من العيش في أجواء مشابهة ما بين وقت وآخر سيحظون بصحة نفسية لائقة".

وتطالب الجهات المعنية بتنظيم فعاليات تنَشط في التوعية بأهمية التأمل، متمنية أن تصغي مؤسسات التعليم -على وجه الخصوص- لنصيحتها للمضي قدماً في هذا الصدد: "لتبدأ بمرحلة الحضانة التي يمكن فيها تعليم الأطفال التأمل بطرق بسيطة مثل المشي على الرمل حفاة والتعبير عن مشاعرهم ومنحهم الفرصة لوصف وردة أو غيمة، ومن أنواع التأمل الشائعة وضع مواد براقة في ماء دافئ داخل مرطبان وتحريكها ومن ثم مراقبتها إلى أن تصفو، هكذا يمكن للأهل أيضاً أن يتعلموا من أولادهم".
وفي نهاية حديثها تؤكد أن التأمل الحقيقي لا نشعر بالوقت معه إذا ما بلغناه، موضحة مقصدها: "حين يدخل المتأمل إلى حالة "السكينة التامة" ينسى نفسه واسمه حتى أنه لا يشعر بجسمه، عن نفسي قد أمكث ساعة ونصف وأشعر أنها مرت كخمس دقائق".

بسمتها تراقص نبرة صوتها في الختام: "ألطف ما في الأمر؛ أن ممارسة التأمل يومياً وطول مدته يسهلاّن من الوصول إلى مشاعر ترافقنا طيلة اليوم.. ويا لها من سعادة ويا له من سلام".

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية