24 عامًا على اغتيال "المهندس"

05/01/2020

رام الله- وطن للأنباء: يوافق اليوم الاحد، الذكرى الـ 24 لاستشهاد القائد المهندس الأول في كتائب القسام يحيى عبد اللطيف عياش، والذي ارتقى نتيجة اغتياله على يد الاحتلال عام 1995م في إحدى منازل شمال القطاع.

ولد يحيى عبد اللطيف عياش (الملقب بالمهندس) يوم 6 مارس/آذار 1966 ببلدة رافات غرب مدينة سلفيت.

تلقى تعليمه الابتدائي بمدارس مدينة سلفيت حتى الصف السادس، ثم انتقل إلى مدارس بلدة الزاوية القريبة ودرس المرحلة الإعدادية، وحصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير ممتاز في مدرسة بديا.

ونظرًا لتقديره الممتاز في الثانوية العامة تأهل لدراسة الهندسة، فالتحق بجامعة بيرزيت ودرس الهندسة الكهربائية، فعرف لاحقا بلقب "المهندس".

إضافة إلى الدراسة النظامية درس العلوم الشرعية في سن مبكرة، وحصل على سند في حفظ القرآن الكريم.

وأصبح المهندس من أبرز الوجوه التي أذاقت الاحتلال الويلات في تاريخ الصراع المعاصر معها.

وقد وصفته قيادة الاحتلال بعدة القاب منها(الثعلب، العبقري، الرجل ذو الألف وجه، الأستاذ، المهندس)، فهم كانوا معجبين إعجابًا شديدًا بعدوهم الأول كما كانوا يصفوه، والمطلوب رقم 1 لديهم.

كانوا معجبين بالعقل الفذ والرجل العبقري، وذلك الطيف الذى كان عصيًا على الرؤية، حتى قال عنه أحد قادتهم: (إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطرًا للاعتراف بإعجابي وتقديري لهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات وخبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكلة إليه، وعلى روح مبادرة عالية وقدرة على البقاء وتجديد النشاط دون انقطاع).

نشط عياش في صفوف كتائب عز الدين القسام منذ مطلع عام 1992، وتركز نشاطه في مجال تركيب العبوات الناسفة من مواد أولية متوفرة في الأراضي الفلسطينية.

وعقب مذبحة المسجد الإبراهيمي في فبراير 1994 طور أسلوبًا بالهجمات سمى "العمليات الاستشهادية"، واعتبر مسؤولا وقتها عن سلسلة من هذا النوع من الهجمات، مما جعله على رأس المطلوبين للاحتلال.

ومن أبرز العمليات التي اتُّهم بالوقوف وراءها عملية بسيارة مفخخة في مدينة العفولة في الداخل بتاريخ 6 أبريل/نيسان 1994، نفذها رائد زكارنة، رداً على مجزرة المسجد الإبراهيمي، أدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين.

كما اتهم بتخطيط عمليتين في مدينة الخضيرة في الداخل في 13 أبريل/نيسان 1994، إحداها بتفجير نفذه عمار عمارنة، والأخرى بتفجير حقيبة في موقف للحافلات أدى إلى مقتل سبعة إسرائيليين وجرح العشرات، وعملية تفجير في شارع "ديزنغوف" في "تل أبيب" نفذها صالح نزال وقتلت 22 إسرائيليا.

ونتيجة للملاحقة المكثفة بالضفة، نقل عياش مركز نشاطه إلى قطاع غزة أواخر عام 1994، كما أعد سلسلة عمليات من هناك نفذها استشهاديون وعمليات تفجير عن بعد.

واغتيل يحيى عبد اللطيف عياش يوم 5 يناير/كانون الثاني 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه بغزة، واتهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز "الشاباك" بتزويده بالهاتف الذي كان يحمل شحنة من المتفجرات.

ويوم استشهاده شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، وعمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في فلسطين.