عرض 5 أفلام تتناول قضايا المرأة الفلسطينية من إخراج فلسطينيات وإنتاج "شاشات سينما المرأة"

02/12/2019

غزة- وطن للأنباء: قام مركز البرامج النسائية الشاطئ خلال شهر أكتوبر 2019 بعرض ونقاش 5 عروض أفلام ضمن سلسلة عروض تتكون من 20 فيلم من إنتاج مخرجات فلسطينيات، يتم تنفيذها على مدار(4) شهور بعد حصول المركز على منحة صغيرة من خلال مشروع " يلا نشوف فيلم!" وهو مشروع ثقافي تنفذه مؤسسة "شاشات سينما المرأة" بالشراكة مع جمعية "الخريجات الجامعيات" ومؤسسة "عباد الشمس لحماية الانسان والبيئة" وبتمويل رئيسي من الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج "تعزيز المواطنة والحوكمة في فلسطين" وتمويل مساعد من مؤسسة CFD السويسرية وصندوق المرأة العالمي.

ويهدف المشروع إلى تطوير قدرة الفئات المجتمعية المختلفة على النقاش والتفاعل والتبادل، وذلك بهدف تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية.

تم عرض الأفلام ونقاشها في مركز البرامج النسائية- الشاطيء، ومؤسسات أخرى، حيث تم افتتاح العروض بحضور منسقة المنحة أ. ألاء البابا وإدارة المركز وممثلين عن المؤسسات الأخرى، وقد حضر العروض أكثر من 140 شخص من مختلف فئات المجتمع، وتم تناول موضوعات وقضايا مختلفة من خلال هذه الأفلام تمس المرأة والمجتمع ككل، ومن هذه القضايا عمل المرأة ونضالها من أجل نشر ثقافتنا وتراثنا وربطه بمصدر رزقهن، وكذلك المشكلات والصعوبات التي تواجه المرأة الفلسطينية نتيجة الاحتلال والحصار الذي سلب حقوقهم بالتنقل، والعادات والتقاليد التي حدت من وجود المرأة في مجالات معينة، وكفاح المرأة ودورها الفعال في المجتمع، وكذلك تم تسليط الضوء على الصعوبات المرتبطة بالسياسة والحدود والمجتمع، حيث أثرت قضايا مختلفة على حياة المرأة الفلسطينية وقتل العديد من الطموحات وحد من قدرتهم على الوصول إلى أحلامهم.

كل هذه القضايا وأكثر سوف تتناولها العروض القادمة من أفلام يلا نشوف فيلم، التي نالت إعجاب الجمهور وأثنوا عليها لما لها دور كبير في تناول موضوعات وقضايا جوهرية تعرض جزء من معاناة المرأة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، ولكن هذه المرة كان بأسلوب وطريقة جديدة من خلال الأنشطة الثقافية التي تتناول موضوعات اجتماعية.

والأفلام التم تم عرضها هي فيلم خيوط من حرير للمخرجة ولاء سعادة، فيلم سرد للمخرجة زينة رمضان، فيلم ورق دوالي للمخرجة دينا أمين، فيلم الغول للمخرجة آلاء الدسوقي، فيلم يا ريتني مش فلسطينية للمخرجة فداء نصر.

حيث قال جمهور فيلم "خيوط من حرير" أن الفيلم يعرض قصة حقيقة من أحد القصص التي تدل على تمسك الفلسطينين في تراثهم وثقافتهم وعدم تخليهم عنها مهما مرت السنين، وينقلونها من جيل إلى آخر حتى يبقى متمسك في وطنه وأراضيهم التي تم تهجيرهم منها، وقالوا أيضاً أن الفيلم يظهر كيف أن المرأة بجانب المحافظة على التراث الفلسطيني، جعلت منه مصدراً للدخل، فهي مكافحة ولها بصمة في كافة المجالات.

وقال جمهور فيلم "سرد" أن الفيلم يعرض مشكلة الحصار المفروض على القطاع منذ عشرة سنوات، وتأثير الحصار على التنقل والسفر، وأيضاً الفيلم يعرض مشكلة حقيقة وهي كيف أن خلال عام كامل لم يفتح معبر رفح سوى 14 يوم، ولحالات خاصة، وكل من يحصل على فرصة للدراسة أو العمل تذهب هذه الفرصة والأحلام عند بوابة المعبر.

وقال أحد جمهور فيلم" ورق دوالي" أنه خلال مشاهدة الفيلم شعرت بالحزن لأن الكثير يشعرون بالغربة والحنين إلى وطنهم ولكن أسباب كثيرة تمنعهم من العودة، وكيف يبذلون جهودهم من أجل محاولة التأقلم والعيش بسلام مع الأوضاع التي يضطرون على العيش فيها، وقالت أخرى أن الفيلم أظهر معاناة المرأة التي تضطر للسفر من أجل الزواج أو الدراسة أو العمل خارج وطنها، وكيف تستطيع الابتعاد عن أمها وأسرتها إلا أنه في سبيل الوصول إلى هدفها لا بد من التضحيات.

أما فيلم "الغـول" فقد قال الجمهور أن الفيلم يوضح أن لا شيء أصبح يخيف الأطفال أكثر من الحرب، فهم عرفوا أن الغول أسطورة غير حقيقية ولكن الحرب شيء حقيقي يشعرهم بالرعب، وقالوا أيضاً أن الفيلم يظهر تأثيرات الحرب على المرأة الفلسطينية وكيف أن الصواريخ والقصف أثرت على جميع النواحي التي تتعلق بالمرأة وقتلت أحلامها وطموحاتها وحرمتها من السعادة في كثير من الأحيان.

وفيلم "يا ريتني مش فلسطينية" قال المشاركين أن الفيلم يظهر معاناة الفتاة وقلقها وخوفها، بعد أن فقدت عملها، وتقيدت بالعادات والتقاليد، ولكن بسبب مواجهتها للاحتلال أصبح لديها رأي آخر وقالت أنها تفتختر بكونها فلسطينية، ويظهر تمسك المرأة الفلسطينية بجذورها رغم كل ما تتعرض له، ولا يمكنها التخلي عن قضيتها أو ترك وطنها والعيش في وطن آخر، حيث تتساءل كيف يمكنني العيش في مكان آخر وكيف أترك بلدي وتراثي.

من خلال هذه العروض والنقاشات وجد ميسرين العروض أن هناك تفاعل ومشاركة كبيرة من قبل الحضور، وأن القضايا لامست مشاعرهم وقضاياهم، وكان للبعض كذلك تجارب شخصية مشابهة وجدوا لهم متسع للحديث عنها ونقل تجربتهم.

في النهاية كان التأكيد على أن الجميع يجب أن يكون عنصر ايجابي في المجتمع والعمل على تطوير قدراتهم على النقاش والتفاعل المتبادل، وأن يتمتع الجميع بالحرية والأمان رغم التحديات والصعوبات، وكذلك العمل على تعزيز حرية التعبير والتسامح والسلم والمسؤولية المجتمعية، وتماسك النسيج الاجتماعي، حتى يصبح كل فرد قادراً على المساهمة الفعالية في بناء مجتمع ديمقراطي يحترم التنوع وحقوق الانسان.