أم الشهيد سامي أبو دياك.. قصدت الأردن لتطرق آخر الأبواب فأتاها خبر استشهاده وهي غريبة

26/11/2019

رام الله- وطن للأنباء: كانت آخر أمنيات الشهيد الأسير سامي أبو دياك بعد 17 عاماً من الأسر، الموت في حضن أّمّه.. لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة دون أن يراها حتى، وارتقى وحيداً وراء القضبان.

أما الأم، فلم تترك باباً إلّا وقرعته لتتحقق أمنية ابنها، ومن أجله قطعت الحدود وسافرت للأردن.. لكنه مات وحيدا بعيدا في برد السجن وألم المرض وقهر السجان...

سافرت أم سامي أبو دياك إلى عمان للقاء الملك عبد الله، لتطرق آخر الأبواب، في محاولة منها لاسترجاع ولدها الذي كان يعد آخر أيامه..  وقطعت الأم الحدود، وجاءها خبر استشهاده وهي غريبة، في رحلة البحث عن خلاص.

كان من المفترض أن يلتقي عاهد أبو دياك (أبو سامي) وزوجته بالملك الأردني عبد الله الثاني في الساعة 11 من صباح اليوم، وفق ما أفادت به مصادر عائلية لـوطن للأنباء، أملاً بتدخله للضغط على سلطات الاحتلال، للإفراج عن سامي، فتلقّت العائلة خبر استشهاده صباح اليوم قبل موعد اللقاء المنتظر مع المليك بخمس ساعات.

سامي شاهد جديد على بشاعة الاحتلال.. ضحيّة الأهمال الطبي وقضبان الموت.. تركه السجان يصارع السرطان وسنين الاعتقال..

الشهيد سامي ابو دياك ولد في بلدة سيلة الظهر في جنين عام 1983، اعتقله الاحتلال في بداية انتفاضة الأقصى، في عام 2002، خلال عملية اعتقاله أصيب بجروح، حكم عليه بالسجن المؤبد 3 مرات و30 عاما، خلال التحقيق معه نقل للمستشفى 3 مرات نتيجة التعذيب، وعوقب بالنقل للعزل الانفرادي عدة مرات.

منذ عام 2015 تعرض أبو دياك لخطأ طبي عقب خضوعه لعملية جراحية في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، حيث تم استئصال جزءًا من أمعائه، وأُصيب جرّاء نقله المتكرر عبر ما تسمى بعربة "البوسطة" - التي تُمثل للأسرى رحلة عذاب أخرى-  بتسمم في جسده، وفشل كلوي ورئوي، وعقب ذلك خضع  لثلاث عمليات جراحية، وبقي تحت تأثير المخدر لمدة شهر موصولاً بأجهزة التنفس الاصطناعي، إلى أن ثبت لاحقاً إصابته بالسرطان، اشتدت حالته سوءا حتى كتب رسالة بأنه يريد الموت في احضان والدته فقط، فكانت هذه رسالته الاخيرة:

"إلى كل صاحب ضمير حي، أنا أعيش في ساعاتي وأيامي الأخيرة، أريد أن أكون في أيامي وساعاتي الأخيرة إلى جانب والدتي وبجانب أحبائي من أهلي، وأريد أن أفارق الحياة وأنا في أحضانها، ولا أريد أن أفارق الحياة وأنا مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى، ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".

إلى متى سنظل نودع أسرانا شهداء.. ومن سيكون الأسير الشهيد التالي؟!