عين معاذ عمارنة بعيون صهيونية!

20/11/2019

كتب: وليد الهودلي

هذه العين تُشكّل أكبر الخطر على دولتنا العظيمة، إنها العين الفلسطينية التي ترى وتلتقط وتُري الناس ما لا نريد أن يروه عنا .. لذلك فهي تشكل خطرا عظيما على صورتنا العظيمة، هكذا بكل بساطة ليس لها عندنا الا الاعدام، والعين التي نريدها هي تلك التي تغضّ الطرف عن سوءاتنا وتجيد انتقاء الصورة التي نريدها، أمينة على صورتنا الزاهية وحريصة على أن لا تصدم الناس بالصور المفزعة والافعال الشنيعة، هذه التي نمارسها على هذا المخلوق الفلسطيني الغريب الذي مهما فعلنا به فإننا لا نقوم الا بالواجب المطلوب.

بالفعل لأن هذا الفلسطيني مجرد حشرة او أفعى لا يستحق الا السحق تحت نعالنا، هكذا تعلمنا على أيدي حاخاماتنا الذين يعرفون أجناس البشر حق المعرفة، وينزلون كل جنس في المنزلة التي تليق به، وأنتم الفلسطينيون في مرتبة دون الحيوان واذا اضطررنا لمقارنتكم بالافاعي والصراصير فالمعذرة منها وكلنا أسف لجمعيات حقوق الحيوان.

أنت أيها الفلسطيني دون درجة الحيوان بكثير أتدري لماذا ؟ إننا دولة نسمح لك بالعمل في ورشاتنا ونجزل لك العطاء ثم ما تلبث وأن تحاربنا وتلقي بشرّك علينا، أتفعل الحيوانات المفترسة هذا بنا ؟ إذا هي أفضل منك، أنت ناكر للجميل وتعض اليد التي تمتد اليك . وفي هذا لا يغرّك ما قاله عنا المأفون : " جدعون ليفي " بهذا الخصوص فهذا مأجور نجحتم بشراء ذمّته منذ زمن بعيد.

ثم إنك لا تدري عندما تنطلق عينك لتصور ما يحلو لها باننا شعب الله المختار يحق لنا ما لا يحق لغيرنا ، تتجاوز يا معاذ حدودك كثيرا عندما تنظر الينا بنفس الطريقة التي تنظر بها الى بقية البشر ، نحن شعب الله الذي حباه واختاره وجعله مفضلا على العالمين فكيف بك لا تفرّق وتتجاوز حدودك، ألا تعلم أن الشعب الذي اختاره الله لا يجوز لأمثالك أن يرفع عينه ويتطاول بالنظر اليه، لقد تجاوزت حدودك كثيرا، أنت مجرد فأر ليس له الا أن يختفي عن الانظار ويبقى في جحره، لقد ارتكبت عدة مخالفات: أجزت لنفسك أن تخرج من جحرك وتظهر فوق الارض ثم تجاوزت حدودك كثيرا ونظرت الينا وليس هذا فحسب بل سوّلت لك نفسك أن تضع على عينك كاميرا لتصورنا بها ، تجاوزت حدودك بالفعل كثيرا وما حدث لك هو أقل ما يليق بهذه الوقاحة المتطاولة من عبد إلى سيّده .

وأنت أيضا تدري أو لا تدري أن دور الضحية لا يجوز لأحد على سطح هذه الارض أن يدّعيه سوانا، نحن أصحاب الامتياز الوحيدون في العالم لممارسة دور الضحية ، حتى ونحن نمارس الاحتلال وفرض قوتنا على الارض، وحتى ونحن الاقوى والكثر فتكا وقتلا إلا أن تمثيل دور الضحية لا يجوز لغيرنا، إنك تحرجنا كثيرا يا معاذ عندما تصور بعينك هذه ضحية غيرنا، نحن الذين نجيد لعب الدورين معا الضحية والجلاد فهل نسمح لك أن تصورنا جلادا وأن تنزع منا دور الضحية .

إننا نجيد هذه الكذبة منذ أن أنشانا هذا الكيان وانت بعينك هذه التي تريد أن تُري الناس شعبك ضحية لنا تتجاوز بذلك كل الحدود.

أنت يا معاذ في نظرنا حشرة أو أفعى فهل سمعت عن حشرة او أفعى تحمل كاميرا وتصور بها، رأفة بك فقد قررنا بدل سحقك ومحوك من الوجود أن نقتلع هذه العين ، أنظر كيف بهذا الاحسان الكبير كم نحن :
شعب الله المختار .

وكم نحن ضحية لهذه العين المتطاولة على أسيادها .

وكم نحن بكم رحماء، نشفق عليكم وعطفنا ورأفتنا بكم لا حدود لها .