من استراليا إلى فلسطين.. مبادرة لإنشاء أول مكتبة ألعاب للأطفال في فلسطين

25/09/2019

رام الله- وطن للأنباء- مي زيادة: بعد أكثر من 70 عاما من الاحتلال والحروب، من حق أطفال غزة أن يحصلوا على أبسط حقوقهم، ومن حقهم اللعب.

تحت عنوان "نحن أيضا نريد أن نلعب" أنشئت أول مكتبة لألعاب الأطفال في فلسطين ومقرها غزة، كمبادرة لإعطاء كل طفل في غزة مساحة آمنة للعب، بغض النظر عن ظروفه الاجتماعية أو الاقتصادية...

أسيل التايه، فنانة وناشطة وأم فلسطينية مقيمة في استراليا، صاحبة المبادرة، تتحدث لـوطن للأنباء عن المبادرة: منذ أن أصبحت أماً، استمتعت بالمرافق المذهلة التي تقدمها أستراليا لنا نحن الآباء والأمهات، خلال فترة اكتئابي، زرت مكتبة الألعاب في استراليا واستفدت من المحادثات الجميلة المشتركة، حيث لا يوجد مكان للعب في المنزل".

وتضيف، أنا أفعل ذلك لأننا خارج فلسطين نعيش حياة مستقرة، ولا نحتاج حتى إلى التفكير في كل المصاعب التي تعيشها الأمهات في فلسطين وفي غزة تحديدا، والتي تطرح مجموعة من الأسئلة مثل: هل تمكنوا من الخروج مع أطفالهم دون أن يخسروا أحدهم؟ هل يغنون لهم التهويدات؟ أم أن أصوات القنابل دائما أقوى؟ هل يمكنهم تحمل الحصول على لعبة لتطويرها أو إدارتها أو إصلاحها أو حتى تدميرها؟ أم أنهم يكافحون يوميا لإطعام أسرهم؟

لذلك قررت تكريس نفسي ووقتي لبلدي لجعل هذا المشروع حقيقيًا، لبناء أول مكتبة ألعاب للأطفال في فلسطين، تقول التايه.

لماذا تحتاج فلسطين إلى مكتبات ألعاب

أظهرت الأبحاث أن المسرحية تعزز نمو الطفل كله اجتماعيا ومعرفيا وجسديا وعاطفيا. في الواقع، يعد اللعب عنصراً حاسماً في تنمية صحة الطفل، وقد حددت الرابطة الوطنية لتعليم الأطفال الصغار اللعب كعنصر أساسي في الممارسات التعليمية المناسبة من الناحية الإنمائية ، واعترفت لجنة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن اللعب حق أساسي لكل طفل.

مع هذا المكون الأساسي لنمو الأطفال الذي يتعذر الوصول إليه لأطفال الحرب والاحتلال، تتضاعف التأثيرات على الأطفال الفلسطينيين في مرحلة البلوغ.

في غزة وحدها 60.000 من المواليد الجدد كل عام، ليس لديهم مكان للعب. توفر مكتبات الألعاب للعائلات، ومجموعة من الألعاب الممتعة والألعاب التعليمية والألغاز والأنشطة الجيدة للعب أو الاقتراض مجانًا، قد تغيّر من المواقع.

وتضيف التايه، سنبدأ بمكتبة في غزة ونذهب من هناك لزيادتها، ونحتاج إلى 2500 دولار لإنشاء كل مكتبة ألعاب. سوف تذهب الأموال التي تم جمعناها لتزيين كامل مساحة المكتبة، مع الطلاء والأثاث والأرفف ومكيفات الهواء والطاقة الشمسية عند الحاجة. ففي غزة تحصل بعض المناطق على 4 ساعات من الكهرباء يومياً.

سنضمن أن كل مكتبة ستحتوي على مزيج من الألعاب الممتعة والتعليمية وأخرى مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة. كما سيتم شراء حوالي 20٪ من الألعاب و80٪ سيتم الحصول عليها من مجموعة من الأمهات الفلسطينيات اللاتي يشتركن بالمبادرة وأبدين استعدادهن للدعم وجمع الألعاب والتبرعات.

أي أموال زائدة ستوجه نحو تشغيل الأنشطة والبرامج في كل مكتبة من مكتبات الألعاب.

وأشارت إلى أن هناك مراكز للتجميع في كل فلسطين، وكل شخص ممكن أن يكون مديراً لمركز تجميعي، ونرحب بأي مبادرة للمساعدة وللتواصل مع الأفراد والجمعيات.

وفي ردها على استفسار، كيف ستصل هذه الالعاب الى غزة؟

أوضحت التايه أنها تواصلت مع إدارة المعابر وجمعيات إنسانية في غزة، وحصلت على موافقة مبدئية لإيصال الألعاب التي تم جمعها.