نهج الولايات المتحدة لدفع الفلسطينيين على انكار وجود الاحتلال الاسرائيلي

01/09/2019

ترجمة خاصة لوطن- ترجمة الاء راضي

كتب: كامل حواش

لن يتم إصدار ما يسمى بصفقة القرن أو ما وصفه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، على تويتر باسم "رؤية السلام"  إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية الثانية في 17 ايلول.

فشلت الانتخابات في وقت سابق من هذا العام في تشكيل حكومة ائتلافية، وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الحزبين الرئيسين، حزب الليكود وتحالف أزرق -أبيض، يتقاسمان 30 مقعد في الكنيست المؤلف من 120 مقعد.

هذا سيجعل من الصعب على أي من الطرفين تشكيل ائتلاف حاكم، فالحياة السياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غارقة في اتهامات بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة.

لن تشمل القضايا الرئيسية التي سيتم مناقشتها في الفترة التي تسبق يوم الانتخابات قضايا الصراع مع الفلسطينيين أو احتلال أراضيهم، وتشمل الشعب الفلسطيني والصراع والاحتلال.

تحاول إسرائيل لعقود التقليل من شأن النزاع وتدعي أنها ليست في قلب الصراع العربي الإسرائيلي الأوسع.

وعلى أرض الواقع هناك مستوطنات إسرائيلية في الضفة الغربية وطرق خاصة للفلسطينيين وطرق للمستوطنين في الضفة الغربية وهذا التمييزموجود على خريطة حديثة للمنطقة، وتُظهر الخرائط الرسمية أن الضفة الغربية المحتلة هي ما تسمى "يهودا والسامرة" ، بينما يتم دمج "القدس الشرقية" فيما تسمى "القدس الكبرى" بدلاً من دمجها الضفة الغربية المحتلة، وتنكر إسرائيل بشكل متزايد وجود احتلال وتفضل استخدام مصطلح الأراضي "المتنازع عليها".

تم تبني الخطاب الإسرائيلي بالكامل من قبل إدارة ترامب، وقامت وزارة الخارجية الأمريكية بإزالة كلمة "الاحتلال" من وثائقها الرسمية، و بدأ بتسمية "الأراضي الفلسطينية المحتلة" كـ "الضفة الغربية" ، في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم.

غرد الصحفي هارون ماجد على تويتر أنه لاحظ أن وزارة الخارجية "أبعدت الفلسطينيين تماماً عن خريطة الشرق الأوسط، وكانت تسمى بأراض فلسطينية أو السلطة الفلسطينية، والآن  الفلسطينيون غير موجودين ".

إذا كان من المفترض أن يتم تصديق الإدارة الأمريكية فإن إسرائيل لن تحتل أي أرض فلسطينية أو سورية، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيادة الإسرائيلية على ما يعتبره بقية العالم مرتفعات الجولان السورية المحتلة وبشكل غير قانوني.

وفي  نيسان شارك غرينبلات خريطة لإسرائيل تُظهر مرتفعات الجولان كجزء من إسرائيل، ومع ذلك  لا تزال تلك الخريطة تظهر الضفة الغربية (باستثناء القدس الشرقية) وغزة مظللة بلون مختلف عن المناطق الإسرائيلية.

صرح السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، وهو مؤيد قوي لمشروع الاستيطان غير القانوني  في حزيران بأن إسرائيل لها الحق في ضم أجزاء من الضفة الغربية، ويمكن لخريطة إسرائيل أن تتغير مرة أخرى إذا ضمّت أجزاء من الضفة الغربية وترامب يعترف بهذا الإجراء.

حكومة الولايات المتحدة ليست ملتزمة بحل الدولتين للنزاع، وفي حديثه في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في أيار الماضي، قال مستشار ترامب الخاص جاريد كوشنر: "إذا قلت دولتين فهذا يعني شيئاً واحداً للإسرائيليين وشيئاً واحداً للفلسطينيين، دعونا الا نستخدم هذا المصطلح ونعمل على تفاصيل ما يعنيه".

وفي الآونة الأخيرة كتب 22 برلمانياً إسرائيلياً إلى كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي يشرحون فيه أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديداً أكبر لإسرائيل من حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات.

إذا لم يكن هناك احتلال فإن القدس ستكون ملك لإسرائيل  واللاجئون الفلسطينيون ليسوا لاجئين ولن تكون هناك دولة تسمى فلسطين، عندئذ ماذا يمكن أن تحقق رؤية السلام؟

بعد فشل ورشة المنامة في إحداث تغيير الاتجاهات، يتحرك الأمريكيون بوضوح نحو حل سياسي قائم على السيطرة الإسرائيلية على كامل الأرض بين البحر المتوسط ونهر الأردن.

سيشعر الأمريكيون والإسرائيليون بأن بإمكانهم فرض حل يلغي كل من الأراضي الفلسطينية والفلسطينيين.

ستواصل إسرائيل العمل على إخراج الفلسطينيين من وطنهم، يبدو أن إسرائيل تبحث عن دول تخرج الفلسطينيين من غزة اليها بشكل دائم، وقد تمت الإشارة إلى ذلك على أنه "نقل طوعي" للفلسطينيين.

تحاول إسرائيل والولايات المتحدة اخفاء فلسطين وشعبها، لكن الفلسطينيين لن يوافقوا على فقدان هويتهم الجماعية، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار واستمرار العنف، مما سيؤثر على الفلسطينيين والإسرائيليين.

إذا تم استبعاد دولة فلسطينية  فكيف يمكن للفلسطينيين تحديد هويتهم وهوية أطفالهم؟ تستخدم إسرائيل مصطلح "العرب" لقتل الهوية الفلسطينية الفردية  لكن الفلسطينيين سيبقون فخورين بوطنهم وسيواصلون الكفاح من أجل الحصول على حقوقهم الكاملة كفلسطينيين في فلسطين.

المصدر: The Arab Weekly