اتحاد جمعيات المزارعين :انتاج الشعير محلياً سيوفر 250 مليون شيقل .. والمزارعون: انخفضت تكلفة التسمين بنسبة 30%

23/07/2019

وطن للأنباء - ريم أبو لبن: أكد المدير التنفيذي لاتحاد جمعيات المزارعين، عباس ملحم، الثلاثاء، بأن تجربة إنتاج الشعير المستنبت لغايات التسمين وإنتاج الحليب، سيخفض من تكلفة التسمين بنسبة 30% مما سيوفر قرابة 250 مليون شيقل، خاصة أن فاتورة شراء الأعلاف من الخارج، وعبر الجانب الإسرائيلي تقدر سنويا بـ 850 مليون شيقل.

وانطلاقا من أهمية تخفيض تكلفة تغذية الثروة الحيوانية، بما يعزز الأمن الغذائي، قام اتحاد المزارعين، بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة ممثلة بكلية الزراعة، بمشروع تطبيق تقنية إنتاج الشعير المستنبت، بالتعاون مع خبير التغذية في الانتاج الحيواني د. جمال ابو عمر، والشركة المنتجة لعلف الشعير المستنبت (أجراد)، لتغذية الأغنام ولغايات التسمين وإنتاج الحليب.

وجاء البحث بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الانمائي الدولي من خلال مؤسسة (أوكسفام)، وبدعم من وزارة الاقتصاد.

واستهدف ذلك معرفة تأثير الشعير المستنبت على زيادة الوزن والأداء لدى خراف التسمين، وإجمالي الصحة العامة للقطعان، وإنتاج الحليب ونوعيته.

وتوصل الباحثون والمشاركون في التجربة، إلى أن استهلاك العلف المركز قد انخفض بنسبة 9% مقارنة مع الشاهد (الموجود في المزارع بالطريقة التقليدية)، فيما أن معدل الزيادة في الوزن وخلال فترة التسمين قد تضاعف بنسبة 20% وضمن المجموعة الثالثة التي شملتها التجربة والمغذاة (المفاطيم).

كما أوضحت النتائج بأن تجربة الشعير المستنب قد عملت على إخفاض تكلفة التسمين وبحوالي 30% مقارنة بالشاهد.

كما أن نسبة مكونات الحليب من الدهون والبروتين واللاكتوز قد انخفضت بنسب معنوية، غير أن فحوصات الدم قد أثبتت بأن الشعير المستنبث لا يؤثر سلباً على صحة الحيوانات.

"يعتبر هذا البحث العلمي التطبيقي الأول من نوعه في فلسطين، حيث اوجد عليقة علفية بديلة عن العليقة العلفية المستوردة من الجانب الإسرائيلي".  هذا ما أكده لوطن للأنباء عباس ملحم، أثناءانعقاد ندوة علمية في رام الله لعرض نتائح  بحث علمي لدراسة أثر الشعير المستنبت على خراف التسمين وانتاج الحليب.

وأوضح ملحم بأن العليقة المنتجة من التجربة تحمل في مكوناتها مستنبت الشعير والاعلاف المركزة والني يتم خلطها بنسب معينة، وقد جرى تجربتها في احدى مزارع الاغنام بمدينة أريحا (العوجا)، ولمدة 150 يوما.

وقال ملحم : " هذه التجربة ستخفض تكلفة الانتاج على المزارعين، وستتساهم في توسيع الاستثمار بقطاع الاعلاف وزيادة فرص العمل، كما أن الشعير المنتج محليا سيساعد بالانفكاك عن الاعلاف القادمة من دولة الاحتلال".

ودعا ملحم عبر وطن للأنباء جميع الجهات المختصة بتقديم الدعم اللازم لتوسيع وتطوير استخدام العليقة العلفية المحلية لتشكل بديلا عن شراء الشعير من الجانب الإسرائيلي.

في ذات السياق، أكد وزير الزراعة رياض العطاري لوطن للأنباء على أهمية التجربة العلمية الهادفة لاستنبات شعير محلي  لما لها علاقة في تطوير احد اهم الموارد في قطاع الثروة الحيوانية.

وأوضح العطاري بأن التجربة ستساهم في حل مشكلة توفير الأعلاف وخفض تكاليف التغذية التي تصل إلى ما نسبته 80% من غجمالي تكاليف الانتاج الحيواني.

أما د. معن شقوارة، عميد كلية الزراعة في جامعة القدس المفتوحة، أكد لوطن للأنباء بأن تجربة البحث قد بدأت منذ قرابة 5 أشهر، وقد طبقت في إحدى مزارع تربية الأغنام في قرية العوجا الواقعة بمحافظة أريحا، وقد أظهرت التجربة نتائج مذهلة.

وتابع شقواره حديثه عن نتائج التجربة، وقال: " اجرينا تحاليل دورية للأغنام وتبين وجود زيادة في الوزن وانتاج الحليب بشكل أفضل و بتكلفة أقل من تكلفة استيراد الاعلاف المركزة من الخارج".

أضاف : " كما أن العلف الأخضر تتركز فيه الفيتامينات والتي تساعد في رفع نسبة الخصوبة لدى الأغنام وظاهرة التوأمة".

وأوضح شقوارة بأن علف الشعير المستنبت لن يواجه أي صعوبة في انتاجه، ولكن الأمر يكمن في تعميم تقنية الانتاج ونقلها للمزارعين، مما يحتاج هذا الأمر الخبرة والمهارة، والاعداد الجيد.

وقد تم تطبيق تجربة استنبات الشعير في مرزعة غالب صعايدة الواقعة بقرية العوجا، حيث تم ابتكار التجربة لأول مرة في المنطقة مما ستؤثر ايجابيا على القطاع الزراعي وستوفر على المزارعين بحسب ما أوضح المزارع مصطفى صعايدة.

قال مصطفى صعايدة أحد أقرباء غالب لوطن للأنباء : "  فكرة استنباث الشعير كانت جيدة مما وفرت علينا كمزارعين، حيث نقوم بشراء شوال الشغير الذي يزن 50 كيلو بـ 62 شيقل، وبالتالي فإن طبقت التجربة على ارض الوقع  يتنخفض التكلفة الى النصف، خاصة واننا نخلط عادة الشعير بالعلف كي نسمن القطعان".

أضاف مشيراً الى نتائج التجرية : " لقد لمسنا تأثير الشعير المستنبت على زيادة وزن قطعان الغنم، كما انتج الحليب وبنوعية جيدة".
واستكمل حديثه قائلا : سنعمم هذه التجرية على مزراعين اخرين".

ووفق احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني للعام (2015-2016) فإن قطاع الثورة الحيوانية يعاني من ارتفاع تكلفة الاعلاف المركزة وتقدر بحوالي 945 مليون طن، أي ما يعادل 351 مليون دولار.